جريدة الراي - 11/25/2025 10:04:18 PM - GMT (+3 )
- فتحي البلوشي: الكويتيون سبّاقون في تدوين الفنون الشعبية
- جمعة العلوي: «الشوباني العُماني» يُؤدّى في مراحل مختلفة من الرحلة البحرية
ضمن أنشطة «رواق الثقافة» المصاحبة لفعاليات الدورة الثامنة والأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب، أُقيمت جلسة حوارية ثريّة بعنوان «أغاني البحر في الكويت وعُمان»، أدارها الإعلامي عبدالله السباح، بمشاركة عضو جمعية الفنانين الكويتيين الدكتور خالد القلاف، ومن سلطنة عُمان: الفنان فتحي محسن البلوشي، والفنان جمعة العلوي وفرقته الذين قدّموا عروضاً حيّة أضفت على الجلسة طابعاً توثيقياً نابضاً بالموسيقى البحرية.
«فن النهمة»
استهل الدكتور خالد القلاف الحديث باستعراض ملامح الفنون البحرية في الكويت، وعلى رأسها فن النهمة، مبيناً أنه أحد أهم الفنون التي يؤديها النهّام فوق السفينة خلال رحلات الغوص، حيث يشحن الغواصين بالحماسة والعزيمة في مواجهة مشقة البحر.
كما تناول فنوناً أخرى مثل المويلي والزهيرية والخطفة والدواري واليامال، موضحاً تنوّع أغاني البحر بتنوّع المهام على متن السفينة.
وتوقف القلاف عند الفن الذي يُعزف عند الانتهاء من «تشوين السفن»، أي أثناء دهنها من الأسفل، مؤكداً أنه من أصعب الفنون البحرية لما يتطلبه من تماسك إيقاعي ودقّة في الأداء خلال مرحلة حساسة من تجهيز السفينة.
وأشار أيضاً إلى وجود تشابه واضح بين الفنون البحرية الكويتية والعُمانية، خصوصاً في فن الطنبورة والليوة وفن الصوت، رغم وجود اختلافات في بعض المسميات والأنماط الأخرى، وهو ما يعكس تمازج البيئات الساحلية في الخليج وتفاعلها عبر التاريخ.
كما عرّج القلاف على دور النساء في الفنون البحرية قديماً، مستذكراً الأهازيج النسائية الشهيرة مثل «توب توب يا بحر» و«جيبهم طالبينك جيبهم» التي كانت تُردّد عند تأخر وصول البحّارة عن موعدهم المعتاد، والمحدد تقليدياً بأربعة أشهر وعشرة أيام. وروى إحدى العادات القديمة الغريبة، وهي «غَطس القطو» سبع مرات في البحر بغرض سماع صوته، في محاولة رمزية لاستعجال عودة البحّارة المفقودين أو المتأخرين.
«الكويتيون سبّاقون»
من جانبه، سلط الفنان فتحي محسن البلوشي الضوء على التاريخ المشترك للفنون البحرية بين الكويت وعُمان، مؤكداً أهمية التأثير المتبادل للموسيقى بين دول الخليج. وأشار إلى أن الفنانين الكويتيين كانوا سبّاقين في الدراسات الموسيقية وتدوين الفنون الشعبية، ما أسهم في حفظ جانب مهم من التراث البحري.
وبيّن البلوشي أن المراكز الفنية المنتشرة في الكويت ومطرح في عُمان والإحساء في السعودية، لعبت دوراً محورياً في جمع الفنانين الخليجيين وتبادل الخبرات بينهم، الأمر الذي عزّز التقارب الثقافي وأسهم في خلق هوية موسيقية خليجية تتقاطع في جذورها وإيقاعاتها.
«الشوباني العماني»
أما الفنان جمعة العلوي، فركّز على تقديم فن الشوباني العُماني، مستعيناً بفرقته وعروض حيّة أوضحت تفاصيل هذا الفن البحري المتجذر في حياة الموانئ.
وأكد العلوي أن الشوباني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحّارة وبعمليات إنزال البضائع من السفن، ويتميّز بإيقاعه الثلاثي السريع الذي يعتمد على الطبل، وبحركات خفيفة متمايلة يؤديها البحّارة أثناء حملهم الأخشاب أو البضائع الثقيلة.
كما كشف عن «الشلات» البحرية، وهي أغانٍ تؤدّى إما فوق السفينة وإما على اليابسة، ولكل موقع «شلة» مخصصة، تُغنّى في مراحل مختلفة من الرحلة البحرية كرفع الشراع أو بدايات السفر أو العودة، ومن أبرزها «شلة الباوره» و«شلة الخبطة» اللتان تتسمان بإيقاعاتهما المتماسكة التي تساعد البحّارة على تنسيق الحركة والجهد.
إقرأ المزيد


