جريدة الراي - 11/10/2025 10:02:18 PM - GMT (+3 )
- أنور الكندري لـ«الراي»: الفن لا يُصنع بالعنف... بل بالإنصات للمادة واحترامها
اشتعل، مساء أمس الأحد، في «متحف الفن الحديث» وهجٌ من الإبداع، حين قدّم الفنان أنور الكندري معرضه الشخصي الأول بعنوان «نبض الحديد»، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في تجربة فنية تحوّل فيها المعدن الصلب إلى كائن نابض بالحياة، وتحوّلت النار من أداة احتراق إلى وسيلة خلق وجمال.
وجرى افتتاح المعرض بحضور مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني وائل خالد الجابر، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين والإعلاميين وجمهور الفن التشكيلي، حيث يستمر المعرض في استقبال زواره حتى الخميس المقبل (13 نوفمبر الجاري).
50 عملاً صيغت من لهب ودهشة، توزعت بين لوحات ومجسمات استنطقت الحديد بلغة الإحساس، لتروي حكايات عن الإنسان والطبيعة والذاكرة، وتُعيد اكتشاف العلاقة الأبدية بين النار التي تُنضج، واليد التي تُبدع، والقلب الذي يُصغي لنبض الفن.
«بين الشرارة واللهب»
وقال الكندري في تصريح لـ«الراي»: «(نبض الحديد) كان فكرة تحوّلت إلى واقع وحقيقة. لم تكن بدايتي مع الفن صدفة، بل كانت حواراً مستمراً مع اللون والشكل. في كل تجربة كنت أبحث عن صوتي الخاص ومساحتي التي تعبّر عن رؤيتي واندفاعي وصدق إحساسي، حتى وجدت نفسي أمام الحديد. هناك، بين الشرارة واللهب، اكتشفت أن الصلابة يمكن أن تنبض، وأن النار ليست نقيض الجمال، بل سرّ ولادته».
وأوضح أن في هذا المعرض «التقت السريالية بالتجريد والتكعيب»، لتجسّد رحلته الفنية من اللون إلى المعدن، ومن الإحساس إلى نبض من نار وحديد.
«العمل بإحساس»
وتابع الكندري: «حاولت أن أضع نبضي كفنان داخل الحديد نفسه، ليكون متماهياً مع اسم المعرض. فعندما أكون قاسياً مع الحديد يبقى قاسياً، لكنه يلين حين أتعامل معه بإحساس. فالفن لا يُصنع بالعنف، بل بالإنصات للمادة واحترامها، وهذا ما سعيت إليه، والنتيجة هي ولادة هذا المعرض الذي أعتبره بداية لرحلة جديدة».
«دعم الحراك الثقافي»
ولم ينسَ الكندري توجيه شكره إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قائلاً: «أثمّن رعايتهم الكريمة ودعمهم الدائم للحراك الثقافي والفني، إيماناً منهم بأن الثقافة ليست ترفاً، بل ركيزة أساسية في بناء المجتمعات الواعية القادرة على الإبداع والتجديد. فالفنون هي اللغة التي تتجاوز الحدود وتوحد الإنسانية».
«انبهار... واستغراب»
وعن شعوره بتقديم أول معارضه الشخصية، قال الكندري: «صحيح أنني شاركت في معارض جماعية كثيرة، لكن (نبض الحديد) هو معرضي الشخصي الأول، ومنه ستكون الانطلاقة نحو تجارب منفردة مقبلة. أكثر ما أسعدني هو دهشة الزوار أمام الأعمال، واستغرابهم من إمكانية تطويع الحديد بهذا الشكل الفني الجميل».
«رسالة من حديد»
وأشار الكندري إلى أن كل قطعة في المعرض تحمل رمزاً أو فكرة خاصة، منها: البوم، مجموعة أسماك، الفراشة، العقرب، الأبوة، الأمومة، طفل غزة، قاع البحر، أم الأيتام، تاج الدباتشي، عامود الكهرباء، سفينة الفايكنغ، الضاحك الباكي، سلاح ألماني من الحرب العالمية، غواصة حربية، طائرة بحرية، نجمة سهيل، مطحنة، الكوبرا... وغيرها، مؤكداً أن كل عمل «يحمل نبضاً من روحه، ورسالة من حديد».
إقرأ المزيد


