جريدة الراي - 10/28/2025 10:03:18 PM - GMT (+3 )
في خطوة غير مسبوقة على مستوى الإنتاج الدرامي المحلي، أعلنت وزارة الإعلام الكويتية قبل أسابيع عن استقبال 12 عملاً رمضانياً، كل واحد منها مكوّن من عشر حلقات فقط، في نقلة فكرية تحسب لها على مستوى الرؤية والتخطيط والجرأة في اتخاذ القرار.
هذه التجربة الذكية ستمنح الفرصة لـ 12 شركة إنتاج، و12 كاتباً، و12 مخرجاً، فضلاً عن مئات الفنانين والفنيين، ليخوضوا سباقاً جديداً من نوع مختلف، سباق الإبداع المكثّف، فلم يعد الموسم الرمضاني مرهقاً بطول و«مط» لا مبرّر له، وليس هناك مُشاهد مُضطر لتحمّل «الحشو» الذي أضاع بوصلة المتعة لسنوات، بل أصبح أمام مختبر فني يُلخّص أفضل ما في الدراما، في عشر حلقات مشبعة بالإيقاع، والحبكة والجمال.
الوكيل المساعد للتلفزيون والإذاعة والأخبار تركي المطيري، بهذا الفكر المختلف، نقل الرؤية من إطارها التقليدي إلى فضاء احترافي يخدم «منصة 51» ويضع المشاهد في المقام الأول. فالفكرة ليست مجرد تقليص عدد الحلقات، بل إعادة تعريف الموسم الرمضاني ليكون مساحة تجريب راقية، تعكس نضج الصناعة وتكشف علو كعب المبدعين، وتفرز في الوقت ذاته من يملك الحس الفني الحقيقي ممن يعيش على التكرار والاجترار.
خطوة ستكون كالمنخل الفني، تُغربل وتُصفّي وتُظهر الجوهر الحقيقي لكل صانع محتوى، ومع مئةٍ وعشرين حلقة مقبلة، نحن أمام ربيع درامي مكثّف يعيد الثقة في المنتج المحلي ويمنح القنوات الأخرى نموذجاً يحتذى في كيفية استثمار الموسم بأقصى درجات الكفاءة.
قد لا تبدو التجربة سهلة، لكنها بالتأكيد رائدة وشجاعة، لأنها لا تراهن على الكمّ، بل على الجودة، ولا تسعى لإرضاء الجميع، بل لإرضاء الذائقة. وإن استمرت وزارة الإعلام بهذا النهج، فسيكون هذا المسار القادم للإنتاج الخليجي بأكمله، لأن المعادلة الجديدة تقول ببساطة «اختصر... لكن أبدع».
نهاية المطاف: تُبنى صناعة الدراما بقرار جريء... يفتح الباب للإبداع... ويغلقه أمام التكرار.
إقرأ المزيد


