مسلسل «درب الزّلاق»
جريدة الراي -

صديق يحكي لي بمرارة «ياخي ما توقعت فلان يزلقني عند المسؤول... كنت أعده رفيج عمر... وطلع أول من حفر لي».

ضحكت في البداية على كلمة «زلقني»، ومع الوقت صارت تختصر تجارب كثيرة عشناها أو سمعناها، هي للأمانة عنوان لحقيقة مرّة، أن الزميل قد يكون أقرب باب للنجاح، وأحياناً أقرب هاوية للسقوط.

منذ 15 دقيقة

منذ 15 دقيقة

تخيّل أنك تعمل في مجال وتضع جهدك كله وتصنع اسمك خطوة بخطوة، فجأة يخرج أحد زملائك ليطلق إشاعة صغيرة أو موقفاً مفبركاً، بعدها تنقلب الأمور والناس يبدأون يشككون، وصورتك تهتز، وكل تعبك يصبح على المحك. هنا تفهم معنى «الزلقه الصجّيه» بأنها عثرة ليست من قَدَر... للأسف من بشر، والمشكلة أن الناس لا ينتظرون الدليل، بل يركضون خلف «الانطباع»، وكأن الحقيقة لم تعد مهمة بقدر ما هو مهم ما يُقال.

الموجِع في القصة أن هذه «الزلقات» لا تأتي عادةً من غريب، بل من «عيال الحلال» كما نقول، من أشخاص يرفعون شعارات القيم والنية الطيبة، لكن ساعة الجد يضعون ضمائرهم في دولاب أحذيتهم – أجلكم الله – ويذوب ميزان الحلال والحرام أمام طريق مصالحهم.

للأسف بوصلة الأخلاق حين تضيع، يصبح الغدر مهارة، والتشويه وسيلة، والخيانة «شطارة»، وحين يغيب وازع الحلال والحرام، يسهل على الناس أن يبيعوا أبجديات إنسانيتهم بثمن بخس، غير مدركين أن القيمة الحقيقية ليست في ما يأخذونه، بل في ما يخسرونه من صفات ميّزنا الله تعالى من خلالها عن باقي المخلوقات.

كل واحد منا قابل أن يكون في أي لحظة «زالقًا» أو «مزلوقًا»، لكن الفارق الحقيقي هو الاختيار، فهل نسمح للمصالح أن تعمينا... أم نتمسك بالإنصاف حتى في المنافسة؟

آخر المطاف:

القصة لم تنتهِ والمواقف مستمرة... وستبقى مرآة نرى فيها وجوهاً على حقيقتها.



إقرأ المزيد