جريدة الراي - 8/20/2025 10:02:23 PM - GMT (+3 )

منذ تأسيسها عام 1951، حملت إذاعة دولة الكويت رسالة إعلامية وثقافية جمعت بين الهوية الوطنية والانفتاح على العالم العربي. كانت الإذاعة منارةً للفكر والفن والأدب، وصوتاً حاضراً في وجدان المستمعين من الخليج إلى المحيط، حيث مثّلت نافذة يطلُّ منها الجمهور على الثقافة والموسيقى والأدب والمعرفة.
«إسهامات متعددة»
الأرشيف الإذاعي الكويتي يختزن أصواتاً وتجارب في مجالات مختلفة:
• التقديم والإعداد والإخراج: جيل من الروّاد صنعوا هوية صوتية متكاملة للإذاعة عبر برامج منوّعة حملت بصمة مميزة في أسلوب الحوار والتوثيق.
• الخطاب الديني: مشايخ وعلماء كبار شاركوا في تقديم التلاوات والبرامج الدينية، ما منح الإذاعة بُعداً روحانياً عميقاً.
• الأدب والفكر والثقافة: مثقفون وأدباء ساهموا في إثراء الحلقات الفكرية والبرامج الثقافية، فصارت الإذاعة مكتبة مفتوحة على الأثير.
• الفنون الغنائية والموسيقية: برامج وأغانٍ مثلت الهوية الفنية للخليج والعالم العربي، وظلت خالدة في ذاكرة المستمعين.
«العقود الذهبية»
• الستينات والسبعينات: تميّزت البرامج التنوعية التي تراوحت بين الحوار الثقافي، الدروس الدينية، الحلقات الأدبية، والأغاني التراثية، مع العبارة الشهيرة: «أنتم تستمعون إلى دار الإذاعة الكويتية».
• الثمانينات: مرحلة النضج والتوسع، حيث أصبحت الإذاعة منصّةً أساسية للنقاشات الثقافية والأعمال الغنائية الحديثة، بالإضافة إلى البرامج الحوارية ذات الطابع العربي العام.
«موجة الذكريات (96.3 FM)»
بعد مرور عقود من تراكم هذا الإرث الكبير، انطلقت فكرة إنشاء موجة جديدة تحمل ذكريات الأرشيف القديم وتعيد بث البرامج والأغاني الخالدة.
• هذه الموجة التي تبث على 96.3 FM تمكّنت خلال ثلاث سنوات فقط من تكوين قاعدة جماهيرية واسعة.
• من خلال منصة 51، بات المستمعون في مختلف أنحاء العالم قادرين على استرجاع هذه الذكريات، والاستماع إلى مواد إذاعية ثرية تعكس روح الماضي وجمالياته.
«خاتمة»
أرشيف إذاعة دولة الكويت ليس مجرد تسجيلات محفوظة، بل هو ذاكرة حيّة تشهد على مراحل التطور الإعلامي والثقافي في المنطقة. ومن خلال إعادة بثه عبر موجات خاصة، يتجدّد الحنين لدى الأجيال القديمة، ويكتشف الجيل الجديد ثراء التراث الفني والثقافي الذي حملته أصوات الإذاعة منذ أكثر من سبعين عاماً.
إقرأ المزيد