جريدة الراي - 8/16/2025 10:04:41 PM - GMT (+3 )

ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان «صيفي ثقافي» المُقام حالياً تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي يستمر حتى التاسع والعشرين من شهر أغسطس الجاري، أحيت فرقة «الماص» للفنون الشعبية حفلاً غنائياً مميزاً في «الأفنيوز»، وذلك مساء الخميس الماضي، فيما قُدّم عرض خاص لمسرحية «ملك المسرح» مساء الجمعة، على خشبة مسرح سوق شرق، الذي امتلأ بأكمله، ليشكّل العرض الرقم الصعب ضمن عروض المهرجان.
«ألوان الغناء»
فعلى وقع الأغاني الكويتية، دقّت «فرقة الماص» طبول الفرح لتنثر البهجة في الأفنيوز، بعدما أطرب الفنان أحمد السهيل، الجمهور بألوان الغناء العاطفي، النقازي والطربي، وغيرهما من الألوان التي لاقت تفاعلاً منقطع النظير من الجمهور.
وقدّم السهيل، مجموعة مميزة من الأغاني، بينها «مفتون قلبي في هوى الغزلان»، وهي من الأغاني الكويتية الخالدة، إذ سبق وتغنّى بها العديد من الفنانين، بالإضافة إلى الفرق الشعبية ومنها فرقة تلفزيون دولة الكويت.
كما تألق السهيل، مع الفرقة بأغنية «فزّ الخفوق بالسلامات ما بين شوق وتهلّي»، بمصاحبة «الدفّ» و«الطار»، و«الصفقة الكويتية» ليعيدوا إلى الأذهان تلك «السمرات» الغنائية المفضّلة لدى الجمهور.
في حين استحضرت فرقة «الماص» دُرَر الموروث الغنائي الكويتي، إذ شدا السهيل بأغنية «عين ورمني» وهي من الأغاني الشعبية الخالدة، ليشتعل الحفل بأغنية «بشروني عنك ما يدرون عني» حيث ألهبت أكفّ الحاضرين بالتصفيق وبالرقصات الشعبية.
ومن التراث الكويتي أيضاً، اختارت فرقة «الماص» أغنية «سلموا لي على اللي سمّ حالي فراقه» كما لو أنها تعرف ما يلامس الحاضرين، كمن يهز أغصان المشاعر بقوة ليجني الثمار الناضجة من بساتين الطرب الأصيل.
ولم تكتفِ الفرقة بذلك الحد من الأغاني، بل أمطرت من سُحب الغناء الكويتي بغزارة، حين شدت بـ «دار الهوى» و«تحريتك سنين طويلة» و«واقف على بابكم» وغيرها من الأغاني التي أيقظت الذكريات وخاطبت الوجدان.
الجميل في هذه الأمسية، أنها استقطبت الجمهور من الكبار والصغار، إذ حظيت بإعجاب الجميع، ممن تفاعلوا إما بالتصفيق وإما بالرقصات الشعبية مع أعضاء فرقة «الماص».
«ملك المسرح»
من الأفنيوز إلى سوق شرق، توجّهت «الراي» لحضور كواليس وعرض مسرحية «ملك المسرح»، من تأليف وإخراج عبدالعزيز صفر، ومن بطولة الفنان خالد المظفر، إلى جانب خالد العجيرب ومحمد صفر وإيمان فيصل، فضلاً عن أحمد المظفر، مهدي دشتي، أريج العطار، أمير مطر، سلمان كايد، والطفل عبدالله المظفر.
المسرحية تجمع بين الدراما والكوميديا، في تناول اجتماعي وفكري، حيث تناقش الكثير من الأمور المتعلقة بالإنسان في حياته، مثل الغرور، وتأثيره على الناس في وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مناقشة الهوية الحقيقية، وحب الوطن.
وتتحدث قصة المسرحية عن فنان مسرحي مخضرم يعود إلى الخشبة بعد غياب طويل، في محاولة لاستعادة مجده الفني والتصالح مع ماضيه المليء بالصراعات والأسرار.
ففي الكواليس، التقت «الراي» بأبطال العرض، وعلى رأسهم الفنان خالد المظفر الذي استهل كلامه بتوجيه الشكر إلى المجلس الوطني على اختيار مسرحية «ملك المسرح» لتكون ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 17»، موضحاً أن «ذلك تأكيد على دور الكويت الريادي في دعم الفنون والإبداع».
أما مؤلف ومخرج المسرحية عبدالعزيز صفر، فقد عبّرعن فخره واعتزازه بتقديم العرض في هذا المهرجان، الذي يندرج تحت مظلة «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي».
وأضاف «حين يتم اختيارك للمشاركة في مهرجانٍ مهمٍ كهذا، فهي مسؤولية في حد ذاتها، كما أود التنويه إلى أننا بصدد استئناف جولتنا الفنية الخليجية، التي كُنّا بدأناها قبل فترة في السعودية، لتشمل العديد من الدول الأخرى».
في السياق ذاته، تحدّث الفنان خالد العجيرب، قائلاً: «سعيد بهذا العمل، الذي أقدم من خلاله أكثر من (كراكتر)، وهدفنا تقديم عمل يناسب المتلقي».
بينما قال الفنان محمد صفر: «عملنا يجمع عدداً من الموضوعات السابقة لعصرها، والتي تدور أحداثها في العام 2060، إذ نتناول في إطار كوميدي هادف، الحياة في المستقبل، إلى جانب الصراع الدائم بيني وبين خالد المظفر».
من جهتها، ثمنت الفنانة إيمان فيصل عرض المسرحية ضمن «صيفي ثقافي»، مؤكدة أن هذا الأمر يُعطي الثقة لفريق العمل لتقديم الأفضل دوماً.
«إحياء الموروث»
تقدّم مطرب فرقة «الماص» الفنان أحمد السهيل، بالشكر والتقدير إلى قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كافة، على الدعم الكبير للفرق الشعبية، ولسعيهم الدائم لإحياء الموروث الغنائي الكويتي.
ولم يُخفِ السهيل، في تصريح لـ «الراي»، سعادته الغامرة بتفاعل «جمهور الأفنيوز» مع فرقة «الماص»، مشيراً إلى أن هذا التشجيع منح الجميع دفعة معنوية كبيرة لتقديم أفضل ما لديه، من عزف وغناء.
«صراع مع التهميش»
المتابع لـ«ملك المسرح»، يجد أنها ليست مجرد عرض، بل رحلة داخل أعماق الفنان، تسبر أغوار معاناته، أحلامه، صراعه مع التهميش، وسعيه الدائم لإثبات ذاته في عالم لا يرحم. البطل الذي يبدو في مشهد يوُحي بالوحدة والانكسار - يمثل صورة رمزية للفنان الذي أفنى عمره فوق الخشبة، لكنه ظل وحيداً، لا يُصفَّق له إلا حين يغيب.
إقرأ المزيد