وسط أجواء إبداعية مليئة بالنشاط والابتكار، انطلقت مساء الإثنين، ورشتان في مسرح الشامية، ضمن فعاليات «نادي الطفل» التي تحتضنها الدورة السابعة عشرة لمهرجان صيفي ثقافي.

وفيما جاءت الورشة الأولى بعنوان «مهنة الحياكة» وقدمتها المحاضرة زهراء باقر، تعنونت الورشة الثانية بـ«اكتشاف العالم الافتراضي»، وقدمها بشار الحداد.

ففي «مهنة الحياكة»، أوضحت باقر أن الورشة تعتمد على «خيط البوفي»، وهو خيط مكون من حلقات صغيرة متداخلة، ما يجعله أداة مناسبة لتعليم الصغار مبادئ الحياكة بسهولة وأمان.

وذكرت أن هذه الطريقة لا تمنح الأطفال متعة الإنجاز فحسب، بل تساعدهم أيضاً على تنمية مهاراتهم اليدوية وتعزيز التركيز والصبر، تمهيداً لتعلم «فن الكروشيه» في مراحل متقدمة.

وأشارت إلى أن الأطفال نفّذوا خلال الورشة نموذجاً مصغراً على شكل قطعة مربعة، يمكن تكراره لاحقاً لصنع قطع أكبر، مثل الألحفة أو البطانيات أو الملابس أو الحقائب، مؤكدة أن الهدف من الورشة ليس فقط لتعليم هذه التقنية، وإنما غرس حب الإبداع والعمل اليدوي لدى الأجيال الصغيرة، لافتة إلى أن الأعمال اليدوية تمنح الأطفال ثقة أكبر بقدراتهم، وتفتح أمامهم آفاقاً واسعة لاستثمار مواهبهم في المستقبل.

«العالم الافتراضي»

ومن الحياكة إلى العالم الافتراضي، قدم المحاضر بشار الحداد، ورشة نوعية جمعت بين عبق التاريخ وأحدث التقنيات المعاصرة، حيث استخدم نظارة «VR» لنقل الأطفال في رحلة استثنائية على المحمل البحري.

وأوضح الحداد، أن هذه التجربة الفريدة اعتمدت على تصوير خاص تم في النادي البحري باستخدام كاميرا تكنولوجية متطورة بزاوية 360 درجة، ما أتاح توثيق المشهد بكامل تفاصيله ونقله للمشاركين بطريقة تجعلهم يشعرون كما لو أنهم يقفون فعلياً على ظهر المحمل، يراقبون حركة الطاقم ويتلمسون الأجواء البحرية بكل حواسهم.

وألمح إلى أن الهدف من هذه الورشة يتجاوز مجرد الترفيه، إذ يسعى إلى ترسيخ التاريخ البحري الكويتي في أذهان الأجيال الناشئة عبر أدوات تعليمية مبتكرة، مؤكداً أن دمج التكنولوجيا في التعريف بالموروث الثقافي يسهم في جعل عملية التعلم أكثر تشويقاً من اهتمام الأطفال.

وشهدت الورشة تفاعلاً لافتاً من الأطفال، حيث تركت انطباعاً عميقاً لديهم، ليغادروا وهم يحملون صورة حيّة للتاريخ، امتزجت فيها الأصالة بروح الابتكار.