جريدة الراي - 6/14/2025 10:02:24 PM - GMT (+3 )
- شادي الخليج: وضع في تراث الكويت بصمة واضحة وترك في قلوب محبيه ذكرى طيبة
- سعد الفرج: أثرى الساحة الكويتية منذ تأسيس التلفزيون
- حياة الفهد: روحه الطيبة وأعماله الخالدة ستبقى حاضرة في وجداننا وفي ذاكرة الفن الكويتي
- جاسم النبهان: منذ بداية التلفزيون والإذاعة ونحن نتابعه ونتابع فرقته
- غافل فاضل: يعتبر أحد المحافظين على التراث الكويتي
- يوسف السريع: نجمٌ غاب جسده وبقيت بصمته في تاريخ الفن الكويتي
- أمل عبدالله: لم يكن شخصاً عابراً في حياتنا... بل مرحلة مهمة
- إيمان النجم: لا أنسى إحياءه للقرقيعان وأعماله الخالدة في الإذاعة
وُوري الثرى، مساء اليوم، في مقبرة الصليبيخات، الفنان القدير حسين سليمان القطان، الذي اشتهر بشخصيتي «بوجسوم» و«بوطبيلة»، والذي وافته المنية عن 98 عاماً، لتنطوي برحيله صفحة ثرية في تاريخ التراث الكويتي والفنون الشعبية والتمثيلية.
ونعى كبار الفنانين والإعلاميين، عبر «الراي»، الفنان الراحل بعبارات يكتنفها الحزن والذكريات، على شخصية أحبوها منذ مطلع الستينات، لتختتم مسيرتها بالحب والعطاء في نهاية الربع الأول من الألفية الثالثة.
«بصمة واضحة»
في البداية، لم يُخف الفنان القدير عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» تأثره برحيل «بوجسوم» مشيراً إلى أن الراحل وضع في تراث الكويت بصمة واضحة، وترك في قلوب محبيه ذكرى طيبة.
وأشار «شادي الخليج» إلى أن «بوجسوم» أدّى واجبه على أكمل وجه، ومثّل الكويت في العديد من المناسبات الشعبية والوطنية، مستدركاً: «ولكن هذه حال الدنيا، هم السابقون ونحن اللاحقون، والبقاء لله».
«محبوب الكويتيين»
أما الفنان القدير سعد الفرج، فقال: «كان محبوباً ومُتابَعاً من قبل كل الكويتيين. وللراحل أعمال خالدة وشخصيات فنية لا تتكرر، مثل (بوطبيلة) وشخصية الأب في (عائلة بوجسوم)، كما أثرى الساحة الكويتية منذ تأسيس التلفزيون، ولا شك أن رحيله يُحزنُ أحباؤه، لأنه أحبهم فأحبوه. (كلنا لها) والله يلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون».
«أعماله في الوجدان»
في غضون ذلك، قالت الفنانة القديرة حياة الفهد: «لله ما أخذ، وله ما أعطى. رحم الله الفنان القدير حسين القطان (بوجسوم) وأسكنه فسيح جناته، وندعو الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
وأشارت إلى أن الراحل وإن غاب عنّا، فإن روحه الطيبة وأعماله الخالدة ستبقى حاضرة في وجداننا، وفي ذاكرة الفن الكويتي.
«أحببنا الفن بسببهم»
وعبّر الفنان القدير جاسم النبهان عن حزنه، قائلاً: «منذ بداية التلفزيون والإذاعة ونحن نتابعه ونتابع فرقته (عائلة بوجسوم) وكنا نحرص على مشاهدة أعمالهم، إلى حد أننا أحببنا الفن بسببهم، وحين يغيبون عنّا كنا نشعر بأننا نفتقد شيئاً. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
«الخلوق البشوش»
من جانبه، قال المخرج القدير غافل فاضل: «رحم الله (بوجسوم). التقيته مرتين في استوديوهات التلفزيون، وكان خلوقاً وبشوشاً، وهو من الشخصيات التي أحببناها مذ كُنّا صغاراً، ويعتبر أحد المحافظين على التراث الكويتي، لما قدمه من أعمال لاتزال راسخة في أذهاننا».
«أثر لا يُمحى»
من جانبه، استذكر مدير إدارة البرامج والمحطات في إذاعة الكويت الدكتور يوسف السريع مآثر «بوجسوم»، قائلاً: «حسين القطان، نجمٌ غاب جسده وبقيت بصمته في تاريخ الفن الكويتي، أسماء كثيرة تركت أثراً لا يُمحى، ومن بين تلك الأسماء يبرز اسم حسين القطان، رحمه الله، الفنان الذي أحب المسرح والتلفزيون بكل كيانه، وقدم أعمالاً صادقة نابعة من قلبه، جعلته قريباً من قلوب الجمهور». ولفت السريع إلى أن القطان برع في تجسيد الشخصيات الشعبية والبسيطة، وتميّز بأداء تلقائي وصادق، يخلو من التصنّع».
وأضاف «رحل عن عالمنا، لكنه لم يَغب عن ذاكرة محبيه وزملائه في الوسط الفني. كان رحيله خسارة كبيرة، لأنه كان يمثل جيلاً من الفنانين الذين حملوا رسالة الفن بأمانة، بعيداً عن السطحية والضجيج... ويبقى رحمه الله، من الأسماء التي نفتخر بها في الفن الكويتي. غاب عنّا الجسد، لكن تبقى الروح حاضرة في أعماله وذكرياته. نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يجعل ما قدمه من فن راقٍ في ميزان حسناته».
«ليس شخصاً عابراً»
ورأت الإعلامية القديرة أمل عبدالله أن «بوجسوم» لم يكن شخصاً عابراً في حياتنا، «بل هو مرحلة مهمة. زاملنا الراحل في السبعينات، وابتدع فكرة جميلة مع ديوانية التلفزيون من خلال مسلسلاته وكوّن (قروب) معه، وهو شيء جميل مرّ في حياتنا، ولا نتخيّل مناسبة أو احتفالية في شهر رمضان الفضيل من دون (بو طبيلة)، هذا بجانب إنسانيته».
وأوضحت عبدالله أن «بوجسوم» شارك في عدد من الجمعيات والفعاليات الخيرية من دون مقابل هو وعائلته «عايلة بو جسوم»، الذين يتواجدون دوماً في كل مناسبة، و«هذا الشيء نفتقده حالياً، وفي الأخير هكذا هي الحياة، فكل نفسٍ ذائقة الموت».
«دور فعّال»
بينما قالت الإعلامية إيمان النجم: «رحمك الله (يا بوجسوم)... لا أنسى إحياءه للقرقيعان، ولا أنسى أعماله الخالدة في الإذاعة، والتي كانت جزءاً مهماً في حياتنا».
ولفتت النجم إلى أن الراحل كان من الأشخاص الذين لهم دور فعال في إثراء الحركة الفنية في الكويت، و«قد كبرنا ونحن نتابع فعالياته وأعماله مع أسرته (عائلة بوجسوم) بالإضافة إلى مشاركته في المسرحية الخالده (سيف العرب)... إنا لله وإنا إليه راجعون».
«السيرة والمسيرة»
في حوار سابق مع «الراي»، أشار الراحل إلى أنه درس عند الملا صالح، وهي دراسة على النمط القديم، حيث الجلوس على الأرض والكتابة على الألواح إلى جانب قراءة القرآن الكريم، وكانت مدرسة الملا في فريج البحر.
وعندما فتحت المدارس الحكومية، دخل في الفترة المسائية في مدرسة النجاح، وكان عمره وقتذاك، يقارب العاشرة. وبعد مضي ثلاث سنوات في الدراسة، مارس التمثيل عندما تم اختياره من قبل أحد المدرسين للقيام بعمل مسرحي، كان موضوعه دائرة الشؤون، وتناول موضوع توزيع البيوت وكان فريقه يتكوّن من علي صالح القطان وعبدالوهاب الدوسري، بينما تولى رئيس دائرة الشؤون أحمد الرجيب ونائبيه محمد النشمي وصالح العجيري.
كما عمل «بوجسوم» في الحدادة لصناعة كل ما يحتاجه «القلاليف» من مسامير وحدائد، إذ كان وقتها صغيراً في السن، وعمل أيضاً في البنيان مع الأستاد الأسطى أحمد وخليفة البحوه وإبراهيم الخميس، وكان عمله مع الأسطى أحمد في قصر دسمان، أما عمله مع خليفة البحوه فكان في منطقة الدمنة التي هي الآن السالمية، والبنيان الذي كان يشيده هو قصر الشيخ فهد السالم، وقصر الشيخ صباح السالم، وكان يتقاضى في اليوم الواحد نصف روبية، بعدها زادت إلى روبية وربع الروبية. ثم عمل نجاراً لدائرة الأشغال مع الحجي إبراهيم وكان ذلك في سنة 1954، كما عمل في «القطانة» أي صناعة القطن.
«الخدمة العسكرية»
بعدها التحق «بوجسوم» في الجيش بعمر 16 عاماً، ولم يوافقوا عليه إلا بعد إلحاح شديد، وقد أحضر لهم وثيقة البيت كمستند رسمي يُطلب ممن أراد دخول السلك العسكري وكان رئيس الورشة العسكرية في ذلك الوقت يعقوب البصارة، وكان الشيخ عبدالله المبارك رئيساً للأمن العام.
«بوطبيلة»
بدأت علاقة «بوجسوم» مع شخصية «بوطبيلة» خلال سكنه في دروازة عبدالرزاق، عندما كان يرى «بوطبيلة» يمر في الفرجان، وهو شخصية متدينة يقوم بإيقاظ النائمين لتناول السحور.
ومن المقولات التي ينشدها «بوطبيلة» حينما يتجول بين البيوت:
- «لا إله إلا الله، محمد رسول الله».
- «يا نايم يا نايم اذكر ربك الدايم».
- «اشرب من ماي القراح قبل ما يجيك الصباح».
وحين انتهاء شهر رمضان يقوم «بوطبيلة» بتوديع الناس وهو يبكي حزيناً على فراق الشهر الفضيل وقد أحيا هذا الموروث، من خلال أداء دور «بوطبيلة» في كثير من المناسبات الوطنية والاحتفالات وزياراته للمدارس.
«تميز بأسلوبه الشعبي المحبب»
نعت وزارة الإعلام الفنان القدير حسين القطان، واصفة رحلته بـ«الطويلة الحافلة بالعطاء في خدمة الإعلام والفن والثقافة في الكويت».
ونقلت وزارة الإعلام في بيان صحافي تعازي وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري والعاملين في الوزارة إلى ذوي الفقيد مستذكرة بكل التقدير ما قدمه الراحل من عطاءات فنية ستبقى حاضرة في تاريخ الفن الكويتي.
وأشار البيان إلى أن الفقيد كان من الشخصيات البارزة في الإعلام الكويتي حيث بزغ نجمه في الخمسينيات من خلال الأعمال الإذاعية قبل أن يشتهر بشخصية «بوجسوم» في أول مسلسل درامي يعرض على تلفزيون الكويت، وكان من أوائل من جسدوا القضايا الاجتماعية بقالب كوميدي هادف عبّر عن هموم الناس وتفاصيل حياتهم اليومية ببساطة وصدق.
وأضاف أن الراحل تميز بحضوره الفريد وأسلوبه الشعبي المحبب وترك بصمة لا تنسى في وجدان المشاهدين الذين رافقوه عبر الشاشة لعقود إذ شارك في عدد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية التي شكلت جزءاً من ذاكرة الكويت الثقافية، فكان رمزاً من رموز البدايات الفنية وصوتاً صادقاً من أصوات المجتمع.
وتقدمت الوزارة بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرته الكريمة وذويه وإلى الأسرة الإعلامية والفنية، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
من جانبه، نعى رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصُنّاع الترفيه المحامي والإعلامي خالد الراشد الفنان الراحل حسين القطان.
وقال: «أعزي ذوي المرحوم ونعزي أنفسنا بفقيدنا الغالي الفنان حسين القطان (بوجسوم)، رحمه الله وغفر له. إنا لله وإنا إليه راجعون».
«الزواج»
تزوج القطان في السابعة عشرة من عمره وكان عقد القران عند الشيخ البصير ورزقه الله بخمسة أولاد وست بنات.
أعماله
شارك الراحل في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية. فبالإضافة إلى مسلسل «عائلة بوجسوم» (1962)، كانت له إطلالات في مسلسلات «محكمة الفريج» (1967)، «المغامرون الثلاثة» (1986)، «اللي ماله أول ماله تالي» (1990)، «هذا ولدنا» (2007) و«حبل المودة» (2006).
وفي المسرح، قدم «هبان تشاتشا» (1977)، «يا معيريس» (1983)، «القرقور» (1984)، «سيف العرب» (1992)، و«ورثة المرحوم» (1997).
إقرأ المزيد


