جريدة الراي - 5/29/2025 10:03:12 PM - GMT (+3 )

- معزوفة «المباركية» هزّت أغصان المشاعر... لتنثر «نوير» التراث في الأجواء
- التراث ارتدى حُلّة عالمية... أطلّ بها على محبيه
- الأوركسترا الكويتية بقيادة المايسترو أحمد العود... قدمت لوحات موسيقية فذة
- سلمان العماري أبدع بـ «الحدادي» و«السنقني»... وبريزا الرومي رقصت على أمواج التراث البحري
- عبدالعزيز المسباح شدا برائعة «يا حبيبي»... بإحساس من عالم آخر
- «حنين» عبداللطيف غازي.... استرجعت الذكريات إلى بادية الكويت
بالهتاف والتصفيق و«اليباب»، تفاعل جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، يومي الأربعاء والخميس، مع «روح الكويت»، ذلك المشروع الموسيقي الوطني، الذي أنتجته مجموعة «الراي» الإعلامية بالشراكة مع شركة «كيف» للإنتاج الفني، والذي حلّق بـ «نبض أوركسترالي» متفردّ على أجنحة العالمية، في رحلة فنية عبقت بالتراث الخالد.
فقد كتب «روح الكويت» شهادة ولادة جديدة للموروث الوطني، مع الأوركسترا الكويتية المكوّنة من 70 عازفاً ومؤدياً واستعراضياً بقيادة المايسترو الدكتور أحمد العود، وبمشاركة كل من الفنانين سلمان العماري وعبدالعزيز المسباح، إلى جانب عازف الكلارنيت عبداللطيف غازي، ومدربة فنون الرقص الشعبي الكويتي بريزا الرومي.
«حُلّة عالمية»
ففي اليوم الأول الذي حضرته «الراي» ارتدى التراث حُلّة عالمية، أطلّ بها على محبيه، معلناً عن موعد الإقلاع على متن المعاصرة، حاملاً معزوفة «المباركية» ذات الإيقاع الخماري، والتي وقّع ألحانها بدر بوغيث، وقام بتطويرها وتوزيعها موسيقياً أحمد العود، إذ هزّت أغصان المشاعر بقوة، لتنثر «نوير» التراث في الأجواء، فضجّت قاعة المسرح الوطني بالتصفيق منقطع النظير.
ومن الموروث أيضاً، عزفت الأوركسترا على شغاف الحاضرين موسيقى «يا أم عمرو جزاك الله مكرمة»، والتي تألقت بأدائها فرقة الكورال، ورقص على أمواجها عدد من المؤدين لفنون الرقص الشعبي، حيث تدفقت بتوزيع موسيقي جديد كلياً، بلمسات الموسيقار محمد القحوم.
«رقصة شعبية»
في غضون ذلك، اعتلى الفنان سلمان العماري خشبة المسرح ليشدو برائعة «ألا يا أهل الهوى» من كلمات وألحان المطرب الراحل عبدالله فضالة، توزيع وتطوير محمد القحوم، والتي تنتمي إلى اللون السامري، لتدخل الفنانة الكويتية بريزا الرومي بالزي الشعبي القديم، مثيرة عاصفة من التصفيق، فأدت رقصة السامري، التي تمايلت على إثرها الرؤوس انسجاماً مع ذلك اللون الموسيقي الأخاذ.
«أداء متفردّ»
كما قدم العماري مقطوعة «السنقني» من كلمات الشاعر الحميدي بن منصور، توزيع وتطوير طارق الفيلكاوي، والتي أعادت إلى الأذهان سنوات الغوص، حيث يشدو النهّام من على سطح السفينة، ليؤدي البحّارة رقصات شعبية من فن النهمة، بشكلٍ متفردٍ لم يعتد الجمهور عليه من قبل.
«صندوق المفاجآت»
ولأن صندوق المفاجآت كان مليئاً بالهدايا الفنية، فقد أطل عازف الكلارنيت عبداللطيف غازي، ليلامس أوتار القلوب بمعزوفة «حنين» التي ألفها بنفسه، فعادت بنا إلى بادية الكويت في العقود السابقة، وكأنه لحّنها من سلم موسيقي مُعتّق تملؤه ألحان مُخلده تُثير ذكريات المستمعين، وبمصاحبة الإيقاع العاشوري، الذي أضفى هو الآخر سحره الخاص على اللحن.
وقبيل نهاية الفصل الأول، عزفت الأوركسترا الكويتية مقطوعة «هيلا يا رمانة» التي أداها الكورال، وألهبت جذوة الحماسة في نفوس الحاضرين، إذ تم توزيعها ببراعة فذة، من دون المساس بروحها الأصلية.
«الفصل الثاني»
بعد استراحة قصيرة، انطلق الفصل الثاني مع «ميدلي موسيقات عالمية» من توزيع وتطوير المايسترو العود، منها الموسيقى التصويرية للفيلم الأجنبي «العرّاب» (The Good Father) من تأليف الموسيقار الإيطالي نينو روتا، تلتها موسيقى الرسوم المتحركة «توم وجيري» من تأليف كريستوفر لينيرتز، ليضع المايسترو العود بصمة كويتية مبهرة في كل جملة موسيقية.
«سيمفونية الطاعون»
كذلك، أبدعت الأوركسترا بسيمفونية «الطاعون» من التراث الكويتي، ومن توزيع وتطوير المؤلف الموسيقي فيصل شاه، والتي زادها صوت الفنان عبدالعزيز المسباح جمالاً وروعة لا تُضاهى، خصوصاً عندما أدى بصوته العذب أبياتاً تقول: «شفنا المنازل مثل دوي الفضا/ عقب السكن صارت خلايا مخاريب/ يا عين أمر الله واللي قضا/ من حال أمره ما تردّه النواحيب».
«سامري نقازي»
أيضاً، تميز «روح الكويت» برائعة «يا ناس دلوني» من كلمات الشاعر الراحل فهد بورسلي، توزيع وتطوير محمد القحوم، وهي من فئة «السامري النقازي» حيث أدتها فرقة الكورال بطريقة متقنة للغاية، ولم تَخلُ كذلك من رقصة السامري المميزة التي أجادتها بريزا الرومي بأفضل طريقة، لتبث الفرح في أجواء الحفل.
«التراث المُعاصر»
ولم تكتفِ الأوركسترا الكويتية بهذا القدر من الأعمال التراثية - المُعاصرة بل انهمرت أنغامها كالسحب الماطرة بغزارة، وروت ظمأ القلوب بمقطوعات مثل «تنزيلة بحرية» ذات الإيقاع الحدادي، وهي من توزيع وتطوير محمد القحوم، والتي تغنى بها العماري بصوته الجهوري وإحساسه المرهف، حيث استهلها بموال «بلادي لأهلها بالأخص هي أحلى وطن».
«أهازيج الفرح»
ثم، تعالت أهازيج الفرح بمقطوعة «أبو عيون فتانة» من كلمات الشاعر يوسف ناصر وألحان أحمد باقر، والتي تولى توزيعها وتطويرها الفنان المسباح، لتشدو بها فرقة الكورال.
في حين شدا المسباح برائعة «يا حبيبي هل جفاك النوم» لعوض دوخي، إذ قدمها بتوزيع أوركسترالي، وبإحساس من عالم آخر.
«التحدي الأكبر»
أما التحدي الأكبر، فكان مع مقطوعة «السمر والبيض» التي قدمها العماري، وأشعل على إثرها المدرجات، ليغادر المسرح مودعاً بمعية المسباح والعود وأعضاء الفرقة الموسيقية، نظرات الحب وهتافات الإعجاب من قبل الجمهور الذي ظّل يصفق بحرارة لنجوم هذه الأمسية.
يذكر أن «روح الكويت» جاء بالتزامن مع اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية وعاصمة للإعلام العربي 2025، وهو من إنتاج «مجموعة الراي الإعلامية»، باعتباره باكورة أعمال «الراي» في عالم الترفيه والإنتاج، بالشراكة مع شركة «كيف» للإنتاج الفني.
«معرض بـ (روح الكويت)»
| كتب علاء محمود |
استمتع جمهور مركز جابر الثقافي بالمعرض الفني للفنانة مريم السالم، والذي أتى مرافقاً لمشروع «روح الكويت»، حيث قدمت 4 لوحات، حملت كل واحدة منها معنى مختلفاً، فالأولى منها كانت بعنوان «حصة» وهي تجسد المرأة الكويتية بين الأصالة والقوة.
في حين حملت اللوحة الثانية عنوان «زحمة الخريف»، وهي عبارة عن مشهد تجريدي يُصوّر حركة الناس وتغيّر الفصول برؤية كويتية تُعبّر عن زحمة الحياة وتفاصيلها اليومية.
أما اللوحة الثالثة التي حملت عنوان «كوت بو 6 - باون»، فهي انعكاس بصري للهوية الكويتية، مستوحى من رموز الماضي بروح معاصرة.
بينما عبّرت اللوحة الرابعة «رفعة» عن الارتقاء والعزة، مستلهمة إياها من روح الكويت وكرامة أهلها.
«لوحة متكاملة»
تكفّلت مصممة الأزياء فرح صالح البابطين ممثلة دار «مهرة» للأزياء، إحدى الشركات الراعية لمشروع «روح الكويت»، بالزي القديم للمرأة الكويتية، والذي تزيّنت به الفنانة بريزا الرومي خلال رقصة السامري، بالإضافة إلى فرقة الكورال النسائية.
«الزي الرجالي»
تميزت شركة «الصفاة» للأقمشة، إحدى الشركات الراعية للمشروع، بتصميم الأزياء الرجالية الشعبية الكويتية بشكل متقن للغاية، وبدا ذلك جلياً على الزي الذي ظهر من خلاله أعضاء الفرقة الموسيقية.
«لقطات»
• حرص الجمهور على التواجد قبل موعد العرض بوقتٍ مبكر، حيث استمتع بقراءة الكتيّب الخاص بمشروع «روح الكويت» الذي تضمن كل ما يخص الليلة.
• بكلمات مليئة بالحب والفخر، قدّم المايسترو الدكتور أحمد العود، العازف الموسيقي عبداللطيف غازي الذي تولى تلحين وتوزيع وتطوير مقطوعة «حنين»، الأمر الذي لاقى استحساناً كبيراً من الجمهور.
• برؤية ثاقبة، تولى أحمد الخلف، الإخراج البصري لمشروع «روح الكويت»، والذي ظهرت منه ومضات على الشاشة العملاقة للمسرح.
• تميز الديكور بالطراز العمراني القديم لدولة الكويت، بالإضافة إلى الإضاءة التي تناغمت معه لتبث مشاهد بديعة.
إقرأ المزيد