«ادفع» لتصبح الصورة أجمل... مع نجمك المُفضّل!
جريدة الراي -

أن تحجز مقعدك لحضور العرض المسرحي، فهذا لا يعني - بالضرورة - الحصول على كل المزايا الأخرى، لأن التصوير مع نجمك المفضّل ليس بالمجان، بل عليك الدفع أولاً، لتحصل على الصورة... الأجمل!

وفيما رأى بعض المسرحيين أن الظاهرة التي انتشرت في «أبو الفنون» غير مستحبة، ولكنها لا تتعارض مع رسالة المسرح، اعتبرها البعض الآخر جزءاً من علاقة الفنان مع محبيه وعشاقه، وهي موجودة منذ ثمانينات القرن الماضي وليست وليدة اليوم.

منذ 39 دقيقة

منذ يوم

«الراي» استطلعت آراء باقة من المسرحيين والنقاد، ممن تباينت آراؤهم بين مؤيدٍ ومعارض حول هذا الموضوع، وخرجت بهذه المحصلة:

مساعد الزامل: دخيلة على المسرح... وغير مستحبة

رأى الأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، أن قيام بعض الفرق المسرحية بوضع لائحة بالأسعار لمن يرغب من الجمهور بالتصوير مع أبطال العرض يعتبر أمراً دخيلاً على المسارح في الكويت.

واعتبر الزامل، أن الأمر، وإن كان لا يتعارض مع رسالة المسرح، ولكنه غير محبب، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الفنان غير ملزم بالتقاط الصور التذكارية مع الجمهور، «فالإعجاب يكون بما يقدمه من فنٍ ومضمون على خشبة المسرح».

بدر محارب: على الفنان ألا يقبل بذلك

أشار الكاتب المسرحي القدير بدر محارب، إلى أن ظاهرة تصوير الممثلين مع الجمهور في العروض المسرحية نظير مبالغ محددة يتقاسمها المنتج مع الممثل هي ليست ظاهرة جديدة، بل إنها قديمة نسبياً، إذ بدأت منذ منتصف التسعينات وكانت سائدة في عروض الأطفال، وهي ظاهرة غير مستحبة، لأنها تصوّر الفنان وكأنه مجرد سلعة يتم المتاجرة بها من دون النظر للقيمة الفنية التي من المفترض أن يقدمها هذا الفنان على المسرح، وهي في الوقت نفسه استغلال لمحبة الجمهور لفنانيهم والبحث عن وسائل جشعة لإفراغ جيوب هذا الجمهور من قبل المنتجين ومن يتواطأ معهم من الممثلين.

وتابع قائلاً: «من المفترض على الفنان الذي يحترم نفسه ويحترم فنه وجمهوره ألا يقبل بهذا العمل الذي يسيء له ولتاريخه الفني. أما من يجد نفسه من الفنانين محاطاً بجمهوره الذي يستأذنه بالتصوير معه، فعليه القبول بذلك والتصوير معه بكل تواضع ومحبة من دون استغلال محبته له ومطالبته بأخذ الصور التذكارية معه».

المسلم: مبلغ رمزي ليحدّ من الأعداد الكبيرة

قال الفنان القدير الدكتور عبدالعزيز المسلم، إن التصوير مع الجمهور بعد العروض المسرحية هو جزء جميل من العلاقة بين الفنان ومحبيه، «لكن يجب أن ندرك أن هذا الأمر ليس دائماً سهلاً أو متاحاً عملياً. فمثلاً، إذا كان هناك ألف متفرج في الصالة، فمن المستحيل من الناحية الزمنية أن يتمكن الفنان من التصوير مع الجميع، لا سيما في المواسم التي يُعرض فيها العمل أكثر من مرة في اليوم، فالتصوير بمبلغ رمزي ليحد من الأعداد الكبيرة، ولصرف المبلغ على الأمن والتنظيم من دون أن يتقاضى أغلب النجوم الأجر».

وأضاف «في أميركا ولندن، هناك تقليد جميل يتمثل في انتظار الجمهور للفنانين خارج المسرح بعد انتهاء العرض، وليس في صالة المسرح نفسها، ويتم التصوير هناك مجاناً وبشكل عفوي».

وختم بالقول: «في النهاية، نحترم جمهورنا كثيراً، والتصوير معهم يسعدنا متى سنحت الظروف، لكن نرجو أن يتفهم الجميع أن هناك أوقاتاً لا يكون فيها ذلك ممكناً، ليس لقلّة الاحترام، بل لحسابات فنية وصحية وزمنية بحتة».

أحمد الشطي: لا ينبغي الرفض بطريقة فظة

أكد رئيس مجلس إدارة المسرح العربي أحمد الشطي، أن هذه المسألة دخيلة على المسرح بالعموم، والمسرح الكويتي من ضمنها، فالفنان عموماً والممثل خصوصاً عليه أن يترفع عن هذه الطريقة بالكسب.

وأكمل بالقول: «لقد أحب الجمهور الفنان لفنه الذي تارة به يجسد همومه وتارة أخرى طموحاته، وقد تكسر هذه الطريقة بالكسب معايشة المشاهد لما يقدمه من أعمال مستقبلاً».

واستدرك الشطي، قائلاً: «لكن في المقابل، الفنان غير ملزم بالتقاط الصور التذكارية مع الجمهور في كل وقت، فقد يكون ظرفه الوقتي لا يسمح إن كان متعباً أو مرتبطاً بموعد آخر. وفي بعض الحالات هناك فنانون انطوائيون أو غير اجتماعيين لا يحبون التصوير، وهذا حق لهم، لكن بالعموم ينبغي عدم رفض التصوير بطريقة فظة».

زهرة الخرجي: منذ الثمانينات... هناك «تسعيرة» خاصة

قالت الفنانة زهرة الخرجي، إن «الموضوع ليس وليد اللحظة، وإنما هو موجود منذ ثمانينات القرن الماضي، إذ كانت توضع (تسعيرة) خاصة من أجل السماح للراغبين من الجمهور بالتصوير مع الفنان». ولم تُخفِ الخرجي، أنها تقاضت مبالغ مادية مقابل التصوير مع الجمهور داخل المسرح فقط، و«ليس خارجه أو في الأماكن العامة، ويتم ذلك بالاتفاق ما بين الفنان والمنتج والمصور، على قيمة الصورة ووقت التقاطها، وفي حالة أخرى يتم منع التصوير نهائياً، كما حدث في إعادة صُنع مسرحية (ليلى والذيب) خلال الفترة الماضية».

أحمد العونان: الفنان مُلزم بالتصوير

أوضح الفنان القدير أحمد العونان، أن «تسعيرة» التصوير مع الفنان لا تكون عادة إلا في مسرح الطفل.

وأكد على أن الفنان ينبغي أن يقف من أجل التصوير مع جمهوره ومحبيه، و«ما يجوز نرد أي أحدٍ يطلب التصوير معنا، فالجمهور ما حضر المسرحية وما (كشخ) ودفع سعر التذكرة إلا من دافع المحبة لأبطال العرض المسرحي».

عبدالستار ناجي: الفنان... حينما يتحوّل إلى سلعة!

تحدّث الناقد والكاتب الصحافي عبدالستار ناجي، قائلاً: «كمتابع لما يقدم حول العالم بالذات في ما يخصّ عروض مسرح الطفل مقابل أجر مادي، فإنه أمر يبدو غير متعارف عليه في المسارح العالمية بالذات والخاصة بعروض مسرح الطفل. لأن العلاقة بين المبدع والجمهور ليست بالعلاقة المادية إلا في ما يخص أسعار التذاكر».

وأضاف «أعتقد، أن الفنان ليس ملزماً بالتقاط الصور التذكارية (بالمقابل أو حتى بالمجان)، حيث علينا احترام خصوصيته»، مردفاً «أرى في هكذا ممارسات شيئاً يرسخ القيم المادية البحتة، وهو أمر ما كان له أن يكون لو كانت هناك معايير للدعم والرعاية الرسمية لمسرح الطفل، تحمي صُنّاع الإنتاج والنجوم من الذهاب إلى هذه المنطقة المادية التي ستحوّل النجم والفنان والمبدع إلى مجرد سلعة».

الشعيبي لجمهوره: التصوير بلا مقابل

أعلن الفنان بدر الشعيبي، أنه بدءاً من اليوم الخميس ولغاية العروض المقبلة جميعها، سيكون التصوير متاحاً للجمهور مع أبطال مسرحية «المدينة الترفيهية» بلا مقابل.

وأضاف الشعيبي، عبر حسابه في «إنستغرام»: «يمكن كنا غلط انه ناخذ الفلوس على التصوير مع الفنانين، ولكن عشان أنظم العملية لا أكثر ولا أقل، بس رتبنا الدنيا كلها، ومن باجر اللي بيحضر لنا بيصور مع فنانه المفضل بعد العرض ودون مقابل، وهذا الشيء سيكون في كل أعمالنا القادمة».



إقرأ المزيد