فيصل العميري لـ «الراي»: النجم في السماء... ونَحنُ الممثلون على الأرض
جريدة الراي -


- فيلم عوض دوخي... توقّف لظروف إنتاجية
- التجربة السينمائية في السعودية أصبحت محلّ ثقة
- عملة نادرة... وجود منتج فنان يمتلك الرؤية والمادة

فيما رفض أن يتم تصنيفه على أنه نجم، قال الفنان فيصل العميري إنه يكتفي بوصفه ممثلاً فقط، «لأن النجم في السماء، ونحن على سطح الأرض».

العميري، تطرق أيضاً في حوار مع «الراي» إلى أزمة صناعة الفن السابع في الكويت، مؤكداً أنه لن تكون هناك سينما حقيقية ما لم يكن هناك دعم من الدولة، مثنياً في الوقت نفسه على التجربة السينمائية في المملكة العربية السعودية، التي يرى بأنها محل ثقة بالنسبة إليه كفنان.

منذ 21 دقيقة

منذ 22 دقيقة

وحول مشروعه السينمائي في تجسيد حياة المطرب الكويتي القدير عوض دوخي، أكد العميري أن المشروع توقّف لظروف إنتاجية، حيث إن العمل يتطلب ميزانية ضخمة، وهذا ما لم يتوافر في حينه.

• قدمت العديد من التجارب السينمائية المهمة، والتي تركت بصمات واضحة في الفن السابع، مثل فيلم «حبيب الأرض» وغيره، ولكن من بعد فيلم الغموض والتشويق «إن بارادوكس» وهو من إنتاج العام 2019 توقفت عن العمل السينمائي، ما السبب؟

- لأنه لدينا مشكلة حقيقية في صناعة السينما في دول الخليج كافة، والمشكلة الأكبر في الكويت تحديداً. رغم وجود قسم لقطاع السينما في وزارة الإعلام إلا أنه غير فعّال، ولا تسألوني عن السبب لعدم فاعليته، لأنني لا أمتلك الإجابة عن ذلك.

مع العلم أن التوجه العالمي حالياً يمضي نحو السينما، لكونها اللغة الوحيدة التي تُوثّق تاريخ الشعوب وتضيء على حياتهم الاجتماعية اليومية.

• أعلنت ذات مرة أنك بصدد تجسيد حياة المطرب القدير الراحل عوض دوخي في عمل سينمائي، غير أن العمل لم يرَ النور حتى الآن؟

- بالفعل. كان هذا المشروع جاهزاً منذ سنوات طوال، غير أنه توقف لظروف إنتاجية، ولعلّ الزميل الكاتب والمنتج شهاب الداود كان يطمح لرقم عالٍ جداً في ما يتعلّق بالميزانية من أجل التصوير في الأماكن الحقيقية التي تواجد بها دوخي، في الكويت ومصر ومستشفى لندن الذي قضى به رحلته العلاجية في العاصمة البريطانية، وغيرها، إلا أن الظروف لم تجرِ كما أراد الداود، وبالتالي لن تكون هناك سينما حقيقية ما لم يكن هناك دعم من الدولة.

• كيف ترى التجربة السعودية في صناعة السينما؟

- لا يُخفى أن التجربة السينمائية في المملكة أصبحت محل ثقة بالنسبة إليّ كفنان، خصوصاً في ظل ما نراه من المخرجات الأخيرة، من ممثلين وكتّاب ومنتجين ومخرجين، وغيرهم من الدارسين في أوروبا، والذين قاموا بهذا الحراك السينمائي بموازاة الطفرة السينمائية لشركة «تلفاز 11» المختصة بتحفيز الثقافة الإبداعية، وتحقيق نوع من الجرأة في الطرح الدرامي، على غرار ما قدمته من أفلام مثل «شمس المعارف» ومن ثَم تقديم شخصية «رشاش» في مسلسل تلفزيوني ولكنه بطابع سينمائي لناحية التصوير والتقنية والأداء التمثيلي وما إلى ذلك، قبل أن يقوموا بإنتاج أعمال مهمة من إخراج عبدالعزيز الشلاحي، مثل «هوبال» و«حد الطار» وغيرها من التجارب.

• بعيداً عن الفن السابع، لقد شاركت في العديد من المسلسلات التاريخية، مثل «عنترة» و«خالد بن الوليد»، وآخرها «زمن العجاج» الذي جسدت فيه دور «إسماعيل»، ولكن ما إمكانية تقديم مثل هذه الأعمال كل عام أو عامين كحدٍ أقصى؟

- هذا الأمر بيد المنتج، لأنه هو الكينونة الأولى لأي عمل، بدءاً من استحضار الفكرة ومروراً بكتابة النص، وصولاً إلى استدعاء الممثلين وعمل «الكاستينغ» وانتهاء بتحضير «اللوكيشنات» والديكورات، لتتوافق من بعدها الخطة الإنتاجية مع الرؤية الفنية. يوجد منتجون يمتلكون المادة ولكنهم ليسوا فنانين، وفي المقابل لدينا منتجون فنانون تنقصهم المادة. ولذا، أصبح وجود منتج فنان يمتلك الرؤية والمادة عملة نادرة.

• وما الفارق بين المنتج العادي والمنتج الفنان؟

- كالفارق بين الثرى والثريا، فبعض المنتجين يمتلكون المال ولكنهم لا يمتلكون الوعي في الفن، ولذلك تجده «يخبّص» في إدارة العملية الإنتاجية، مع احترامي له كشخص. في حين أن المنتج الفنان يعرف كيف تُدار الأمور في «اللوكيشن».

• كيف تُصنّف نفسك كممثل؟

- ممثل فقط. ولا أحب أن يتم تصنيفي كنجم، لأن النجم في السماء، ونحن على سطح الأرض.

• ولكنك «ملك الأدوار المركبة»، بدليل تجسيدك لشخصية الشهيد الشاعر فايق عبدالجليل بكل براعة وإتقان؟

- الحمد لله، وأتمنى أن أجسد المزيد من الشخصيات الوطنية التي كان لها إسهامات وعطاءات بارزة.

• حدّثنا عن مشاركتك في المسلسل الدرامي «المسار» الذي تؤدي فيه دور البطولة مع «عيال المنصور» ويُعرض حالياً على تلفزيون الكويت؟

- العمل جميل للغاية، والأجمل أنني أجسد من خلال دور شخص له ذائقته الخاصة في الفن، ولا سيما المعارض التشكيلية، وقراءة الكتب والروايات العربية والعالمية، فهو صاحب مكتبة ولديه ذلك التفاني في الثقافة العالية. ولكن ذلك الأديب، لديه شخصية أخرى خفيّة لا تندرج تحت مصطلح الانفصام، بل إنها تظهر في الأحداث بشكل تدريجي ويشعر بها المشاهد، خصوصاً أنه يثير الشكوك والريبة مع تصاعد الأحداث.

• هل يمكننا القول إن دورك في العمل يختلف عمّا قدمته في السابق؟

- هو دور مفصلي كطبيعة الأدوار التي قدمتها في السابق، لناحية الأبعاد النفسية والفلسفية والاجتماعية، التي أحرص دائماً على تجسيدها بالشكل الأمثل في كل مرة، ولا يزال هناك المزيد من الأحداث التي سوف تتكشف ملامحها خلال الحلقات المقبلة.



إقرأ المزيد