جريدة الرياض - 8/22/2025 12:53:17 AM - GMT (+3 )

معسكرات الأندية الخارجية نجاحها يعتمد على الحاجة الفنية
تعاقدات أندية روشن مبالغ فيها ماديًا وبعضها لم تحقق فائدة فنية
أرفــض الاستعانة بكوادر أجنبية لتصحيح أنظمة الانضبـــاط
التحكيم السعودي لم يظهر بشكل واضح وتطوره دون المأمول
دائما أحاديث الرياضيين وآراء المختصين القانونيين تختلف في التعامل معها عمّن يتحدث عن الجديد ولا يعرف أي مقارنات سابقة، لذا حرصنا في «دنيا الرياضة» على محاورة من يعطيك الصورة أوضح ومن جميع الجوانب وبالتالي سيكون لقاؤنا مع الخبير الرياضي الأكاديمي المتخصص في علوم الحركة الرياضية رئيس لجنة الانضباط السابق فهد القحيز، وهو شخصية رياضية قانونية بارزة في المشهد السعودي، معروف بتحليلاته القانونية الدقيقة والأدوار المهنية المؤثرة في العديد من وسائل الإعلام الرياضي، ويعد خبيرا قانونيا في المجال الرياضي، عمل محاضرًا وأكاديميًا في مواضيع التحكيم والأنظمة واللوائح الرياضية، وشغل عدة مناصب داخل اتحاد كرة القدم السعودي ضمن لجان الانضباط والاستئناف والمراقبين والتحكيم وتطوير التحكيم، ويتميز بتحليلاته القانونية لقضايا الكرة السعودية، ويشارك بانتظام في البرامج الرياضية التلفزيونية، وقدّم تحليلاته عبر العديد من البرامج الإعلامية بحسب خلفيته وخبرته الأكاديمية، وله حضور أكاديمي كمحاضر في مواضيع التحكيم والقانون الرياضي، بالإضافة إلى كونه خبيرًا في علوم الحركة الرياضية، وسبق أن عمل رئيسا للجنة الانضباط، وأيضاً كمدير لأكاديمية ريال مدريد في الرياض، كما شغل منصب حكم كرة قدم سابقًا، ما يعزز من مصداقيته القانونية والرياضية.
*بدايتنا هل أنت مع ضرورة تثقيف أنديتنا واللاعبين بعقد دورات بالأنظمة ولَوائح الانضباط؟
-ثقيف الأندية بلوائح وأنظمة الانضباط أمر بالغ الأهمية لضمان بيئة رياضية منظمة وآمنة، وتعزيز السلوك الإيجابي لجميع أطراف المباراة وله أهمية في تجنب المخالفات التي لها عقوبات ربما تضر بالنادي كما أنها تساهم في عدم دخول الأندية في قضايا تكون فيها خاسرة وهذا يوفر الوقت والجهد على النادي وعدم دفع النادي لمبالغ مالية غير مبررة تدفع كرسوم إجراءات النظر في النزاعات والشكاوى والاحتجاجات وتكاليف التقاضي والتحكيم وخلافها، ولا ننسى أن تثقيف اللاعبين بلوائح وأنظمة الانضباط أيضا له أهمية في عدم ارتكاب المخالفات التي ينتج عنها عقوبات تتضمن الإيقاف والغرامات المالية وخسارة الفريق لخدمات بعض اللاعبين في المباريات كذلك الوعي بالأنظمة ولوائح الانضباط يساهم في ظهور الأداء القانوني للاعبين واحترامهم للأنظمة مما يؤدي بهم بإبراز مهاراتهم وإظهار قدراتهم وإمكاناتهم المهارية بأقصى أداء ممكن مما يساعد في ارتفاع مستوياتهم الفنية وتطوير أدائهم وبالتالي ظهور المتعة الفنية في المباريات.
*كيف رأيت عمل لجنة الانضباط بالموسم الماضي؟
-عمل اللجنة جيد إلى حد ما مع العلم أن هناك بعض الحالات كان من المفروض أن يطالها عقوبات ولم يتخذ عقوبات بشأنها وأيضا لوحظ أن العقوبات التي أصدرتها اللجنة وكأن القرارات لها لا بد وأن تكون مبنية على تقارير الحكام ومراقبي المباريات وليس للجنة أن تصدر حيالها عقوبة بصلاحياتها، وهذا ما يكشفه الواقع.. فالقرارات بصلاحيات اللجنة تكاد تكون مختفية، كذلك هناك تأخر في إصدار بعض القرارات وأيضا كان هناك نوع من الإخفاق في تعامل اللجنة مع بعض الاحتجاجات لعل أبرزها احتجاج النصر ضد العروبة واحتجاج الوحدة مع النصر.
هل أنت مع الرأي الذي يقول القضايا الكروية لدينا وما يواكبها من إشكالات يأتي بسبب سوء اتخاذ القرارات حيالها؟
نعم هناك بعض الحالات تم تجاهلها وهناك حالات كان تعامل اللجنة معها فيه نوع من التأخر.
*ما حدث خلال الموسم الماضي من تخبطات من بعض اللجان وعدم وجود تعاون بينها يولد شعورا وكأنه لا يوجد لدينا أنظمة ولوائح تتصدى لهذه القضايا وتحفظ حقوق أطرافها.. أندية أو مسؤولون أو لاعبون، ما هي الحلول؟
-التخبطات ليست في ضعف اللوائح وإنما في ضعف التطبيق والتعامل مع القضايا والمشكلات التي حدثت خلال الموسم المنصرم والحل باختصار يتمثل في إعادة تشكيل بعض اللجان بكفاءات تكون قادرة على اتخاذ القرارات وفقا للوائح والأنظمة وبشجاعة دون تردد وبشكل يتوافق مع التسارع الرياضي للمباريات من جولة إلى جولة أخرى.
*ممكن بحكم الاختصاص تعريف الانضباط في كرة القدم؟
-مفهوم الانضباط في مباريات كرة القدم هو أن المباريات تسير وفقا للأنظمة الرياضية وقانون كرة القدم ومدى التزام اللاعبين بقواعد اللعبة فنيا وأخلاقيا مع تجلي قيم ومبادئ الروح الرياضية واحترام كافة أطراف اللعبة واحترام اللاعبين لزملائهم ولاعبي الفريق المنافس واحترام المدربين والحكام والجمهور والإعلام الرياضي.
الموسم الماضي وخلال مواسم سابقة لازالت هناك ملاحظات متكررة وسلبية على عمل وقرارات لجنة الانضباط خصوصا مع تزايد الحالات برأيك أين الخلل؟
-الخلل يكمن في ضعف في التطبيق الصحيح للوائح والأنظمة لبعض الحالات، وأيضا التباين في بعض القرارات، وكذلك التأخر في إصدار بعض القرارات وتجاهل بعض المخالفات دون اتخاذ عقوبات حيالها.
*ممكن تقدم للمتابع رؤية مستقبلية لتطوير الكرة السعودية؟
- تقديم رؤية من الصعب تلخيصها في إجابة على سؤال صحفي عبر حوار قصير ولكن باختصار أود أن أشير إلى أهم المرتكزات التي من المفروض أن تحتوي علها رؤية التطوير المستقبلة لكرة القدم السعودية في المرحلة القادمة وهي وجود خطة مقننة ومحكمة ممكنة التطبيق على أن تتناسب مع الإمكانات والأدوات المتاحة لدينا وتتماشى مع طبيعة واقعنا الرياضي وبيئتنا وهويتنا الوطنية على أن يكون من أهم مرتكزاتها وجود أهداف محددة كالحصول على البطولات على المستويين العربي والآسيوي والمنافسة على المستوى الدولي ومن جهة أخرى تركز على تطوير البنى التحتية للمنشآت الرياضية ووسائل الاتصال والمواصلات المرتبطة بها أيضا تطوير الأكاديميات وبرامج الفئات السنية التي تهتم بانتقاء وإعداد وصقل اللاعبين والحكام والإداريين عبر برنامج كشف مبكر للمواهب وكذلك تطوير المسابقات المحلية بشكل يخدم تطوير مستويات أداء اللاعبين الوطنين والأندية المحلية ومنتخباتنا الوطنية وأخيرا تسويق لكرة القدم بصورة مميزة خارجيا.
*شاهدنا خلال الموسم الماضي من بعض القانونيين الرياضيين بالبرامج الرياضي آراء مختلفة برأيك ما سبب ذلك؟
-أعتقد أن السبب يعود إلى أن بعض البرامج تعتمد على قانوني تخصصه قانون عام أو قانون مدني أو قانون إداري أو تجاري إلى آخره من تخصصات القانون الأخرى وليس قانوني متخصص في القانون الرياضي، فالقانوني غير المتخصص في القانون الرياضي يصعب عليه فهم وتفسير بعض اللوائح الرياضية ونصوص مواد قانون كرة القدم التفسير الصحيح مما يؤدي ذلك إلى اختلاف وجهات النظر وبالتالي تكون آرائهم وكأنها اجتهادات قانونية مختلفة حسب فهم كل واحد منهم للحالات وبنود المخالفات وتفسيرها.
*فترة الإجازة وبداية المعسكرات الخارجية لأندية دوري «روشن» كيف ترى أهمية ذلك للأندية لبداية قوية؟
-أتمنى أن يكون هدف الأندية من المعسكرات هو الحاجة الفنية وليس فقط لتغيير الأجواء فالمعسكرات في غاية الأهمية لتحقق فائدة في سبيل تحضير الفريق (بدنياً ومهارياً ونفسياً وفنياً) التحضير القوي هذا من جهة، ومن جهة أخرى وقوف الجهاز الفني على مستوى اللاعبين ومعرفة المراكز الشاغرة في الفرق، وتحديد التكتيك المناسب للفريق في مشاركاته خلال مشواره في بطولات الموسم الجديد، المعسكرات الخارجية وطالما أنها تقام في بلدان أوروبية يجب أن يستفاد منها أيضاً في خوض مباريات تجريبية مع فرق قوية من هذه البلدان، وهنا تتحقق الفوائد والأهداف المرجوة منها، خاصة أن اللاعب السعودي ما زال بحاجة إلى مزيد من البناء والتطوير والاحتكاك الدولي. فاللقاءات الودية الدولية معروف أنها تساهم في رفع مستوى الأداء. وهذا هو ما تحتاج إليه أنديتنا في المقام الأول.
*كيف تقيم الموسم الرياضي المنصرم؟
بشكل عام موسم ناجح.. فعلى على مستوى قوة المنافسة أظهرت مباريات دوري روشن السعودي منافسة قوية بين الفرق سواء فرق الصدارة أو فرق المؤخرة، مما زاد من إثارة الدوري وحماسة وشهد بروز العديد من اللاعبين الشباب، مما يبشر بمستقبل واعد لكرة القدم السعودية وفي مجال التنظيم ظهر في الجوانب التنظيمية للمباريات تحسنًا ملحوظًا، بما في ذلك توقيت المباريات، النقل التلفزيوني في مسابقاتنا المحلية كان جيدا مع مواكبة رائعة بالتغطية الإعلامية المصاحبة للمباريات والأحداث الرياضية وعلى مستوى النتائج.. فنتائج الأندية في هذا الموسم تعتبر أفضل ففي دوري أبطال آسيا نجد ثلاثة أندية الأهلي والهلال والنصر وصلت لدور الأربعة والبطل سعودي وهو النادي الأهلي، وفي بطولة أندية العالم الهلال وصل لدور الثمانية وظهر بمستوى مشرف وفي دوري أبطال آسيا 2 التعاون، الحضور الجماهيري في هذا الموسم فيه تراجع ملحوظ ولم يكن في معظم المباريات بالمستوى المطلوب.
بالنسبة لصفقات وتعاقدات اللاعبين والمدربين كان فيها مبالغة في الإنفاق المالي وبعضها لم يحقق الفوائد الفنية المأمولة مما أثارت التكلفة العالية لهذ الصفقات تساؤلات حول مدى جدواها وتأثيرها على ميزانيات الأندية وفي مجال التحكيم وعمل اللجان القضائية، التحكيم كان جيدا في معظم المباريات فالأخطاء التحكيمية المؤثرة على النتائج قليلة إلا أن التطوير التحكيمي للحكم المحلي لم يظهر له أثر واضح فلم نشاهد تواجد الحكم المحلي في المباريات الكبيرة في مسابقاتنا وأيضا لم تفرز اللجنة أسماء تحكيمية جديدة مميزة في هذا الموسم أما بالنسبة للجان القضائية عملهما ظهر عليه جدلا واسعا وشابه الكثير من المشكلات والأخطاء ولعل الإخفاق في قضايا الاحتجاجات الأخيرة كشفت واقع وضعف عمل هاتين اللجنتين عندما أخفقتا في حسم احتجاج النصر والعروبة واحتجاج الوحدة والنصر.
*أمام حالة الاحتقان والشكوك التي تحدث كثيرا في الوسط الرياضي ماهي الحلول بشكل يسهم في إيقاف الإساءات؟
تفعيل الأنظمة واللوائح وتطبيق العقوبات الواردة فيها على كل من يتجاوز أو يثير الشكوك ويوجه الاتهامات ويتسبب في احتقان الوسط الرياضي.
*هل تؤيد فكرة الاستعانة بخبرات وكوادر أجنبية للعمل في لجنة الانضباط؟
لا هناك كوادر وطنية قادرة على إنجاح عمل اللجنة والقدرة على تطبيق أنظمة وقوانين الانضباط بالشكل الصحيح.
*كيف يمكن للمختص بالقانون الرياضي المساعدة في تطوير التشريعات؟
-يمكن أن يساعد القانوني المختص في المجال الرياضي في تطوير اللوائح والأنظمة والتشريعات الرياضية من خلال مراجعة الأنظمة الحالية وتحديد الثغرات وجوانب العجز والقصور فيها وأيضا المساهمة في صياغة اللوائح والأنظمة والمساهمة في صياغة تشريعات جديدة وسن قوانين جديدة في المجال الرياضي ومحاولة الربط بين القوانين الدولية والمحلية للتأكد من مواءمة الأنظمة الرياضية السعودية مع أنظمة الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية بالإضافة إلى المشاركة في تطوير السياسات العامة وصياغة الاستراتيجيات الرياضية الوطنية والمساهمة في تطوير الأنظمة الرياضية بشكل عام كنظام الانضباط ونظام الاحتراف على سبيل المثال.
إقرأ المزيد