صحيفة عكاظ - 11/17/2025 10:29:45 PM - GMT (+3 )
تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها بخطى ثابتة نحو الريادة العالمية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي تنظيما وتطويرا وتعاملا، إذ تحولت في غضون 6 أعوام من تاريخ نشأة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) إلى وجهة دولية تساهم في صنع القرار العالمي المتعلق بهذه التقنيات المتقدمة، خدمة للإنسانية انطلاقا من مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، وتحقيق الخير للبشرية من هذه التقنيات، وتعزيزا لدور المملكة العالمي في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
وتتولى «سدايا» بموجب تنظيمها قيادة الملف الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي، لاسيما حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي، وتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية، وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب جهودها في بناء الخبرات والقدرات الوطنية المتخصصة في قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي، واعتماد المعايير المهنية، وبناء المقاييس والاختبارات المهنية والبرامج التعليمية والتدريبية في تلك المجالات، وتنفيذها.
وتأتي هذه الجهود في إطار ماتحظى به «سدايا» من دعم متواصل ومستمر من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الأمير محمد بن سلمان، لتضطلع بدورها في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحقق الريادة العالمية للمملكة في هذا الممجال.
وعملت «سدايا» في ذلك الإطار على بناء وتشغيل واستضافة البيانات والسحابات الحكومية الرقمية وأنظمة إلكترونية خاصة بذلك، علاوة على تحفيز نمو قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتشجيع الابتكار والاستثمار فيها، واقتراح آليات رفع كفاءة الإنفاق وتنمية الإيرادات في قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتعد القمم العالمية للذكاء الاصطناعي التي نظمتها «سدايا» في 2020 و2022 و2024 بمثابة محطات فارقة جسدت مكانة المملكة الرائدة في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي بالعالم، وأثبتت في الوقت ذاته علو كعب المملكة في تنظيم كبرى القمم التقنية المماثلة لها في العالم، لتدشن بذلك انطلاقة كبرى لمسيرة الأحداث والفعاليات الضخمة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي التي أثبتت الريادة المبكرة للمملكة في قدرتها الفائقة على حسن التنظيم والدقة لاستضافة كبرى القمم العالمية التي يجتمع فيها العالم من قارات الأرض.
وتحت شعار يعكس التحديات العالمية في عامٍ وصفه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الأمير محمد بن سلمان بأنه «عام استثنائي لاختبار إمكانيات الذكاء الاصطناعي»، أُقيمت النسخة الأولى عام 2020 واستمرت يومين متتاليين، ناقشت خلالها أكثر من 30 جلسة بحضور نحو 60 متحدثا من قادة التقنية والفكر من 20 دولة، مشكّلة بداية للتحول الحقيقي الذي أتاح للمملكة أن تتصدر الحوار الدولي حول الذكاء الاصطناعي في وقتٍ كان العالم يعيد تعريف أساليب الحياة والعمل والتعليم.
وجاءت النسخة الثانية عام 2022 لتكمل الدور العالمي للمملكة، إذ جمعت أكثر من 200 متحدث من 100 دولة، وسط حضور تجاوز 10 آلاف مشارك، وتم خلالها توقيع أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإطلاق 10 مبادرات محلية ودولية هدفت إلى تطوير الخدمات الحكومية والخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وكان من أبرز مخرجاتها إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرياض، الذي أقرته «اليونسكو» لاحقا كمركز دولي من الفئة الثانية تحت رعايتها، ما عزز موقع المملكة كمرجع عالمي للأخلاقيات والحوكمة التقنية.
أما النسخة الثالثة التي انعقدت في سبتمبر 2024 فقد مثلت تتويجا لمسار متصاعد من النجاحات، إذ شارك فيها 456 متحدثا من أكثر من 100 دولة، وبلغ عدد الحضور 30 ألف شخص، إضافة إلى 3.7 مليون متابع افتراضيا، شهدت خلالها القمة تنظيم أكثر من 150 جلسة وورشة وتوقيع 80 اتفاقية ومذكرة تفاهم، و25 إعلانا ومبادرة لتعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
وشملت المخرجات النوعية للقمة الثالثة إطلاق أول أولمبياد دولي للذكاء الاصطناعي بمشاركة 25 دولة، والإعلان عن أفضل نموذج لغوي ضخم باللغة العربية «علام»، وميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، إلى جانب عقد شراكات كبرى مع الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجالات حوكمة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الموثوقة، كما أُعلن خلالها عن مبادرة «سماي» التي مكنت أكثر من مليون سعودي وسعودية في الذكاء الاصطناعي في فترة قياسية، في خطوة ترسخ الاستثمار في الإنسان بوصفه محور التنمية الرقمية.
واليوم ينتظر العالم النسخة الرابعة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تتصدر أجندة الفعاليات الدولية الإستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي بوصفها حدثا دوليا استثنائيا تأتي في وقت أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها حديث المجتمعات الدولية من حكومات ومؤسسات وشركات تقنية وأفراد.
وسيجتمع صناع القرار تحت قبة مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات لتبادل الرؤى والنقاشات حول استشراف آفاق مستقبل العالم في أهم القطاعات وأبرز المجالات الحيوية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وأثرها في بناء المجتمعات البشرية ودعم الإنسان الذي يعد محور التنمية.
إقرأ المزيد


