تنامي استثمارات الجبيل الصناعية ورأس الخير بقيمة 805 مليارات ريال
جريدة الرياض -

تزعمت المنطقة الشرقية مناطق المملكة الأكثر جذباً للاستثمار الأجنبي المباشر ولاسيما الاستثمارات الضخمة التي تحتضنها مدينتي الجبيل الصناعية ورأس الخير للصناعات التعدينية واللتين تجاوز حجم استثماراتهما 800 مليار ريال، تقودها كبرى مصافي النفط التابعة لأرامكو السعودية، ولأكبر مجمعات البتروكيميائيات بالعالم التابعة لشركة سابك، بخلاف استثمارات معادن الضخمة في رأس الخير، إذ مثلت الجبيل الصناعية كأكبر مشروع هندسي في تاريخ البشرية يتم تشييده في وقت واحد.

وقال وزير الاستثمار، م. خالد الفالح، في افتتاح منتدى “الجبيل للاستثمار 2025م» الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، مؤخراً، بمركز الملك عبدالله الحضاري بالجبيل وتُنظمه غرفة الشرقية بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وبالشراكة مع وزارة الاستثمار، تحتل المنطقة الشرقية المرتبة الأولى في المملكة في رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 366 مليار ريال ويمثل 42 % من إجمالي الرصيد بالمملكة، وبلغ عدد التراخيص الاستثمارية الأجنبية النشطة حتى مطلع 2025 عدد 5456 ترخيصاً وساهمت هذه الاستثمارات في توظيف أكثر من 53 ألف شخص بنسبة توطين بلغت 36 %.

الفرص الاستثمارية بالمنطقة الشرقية

وحول الفرص الاستثمارية بالمنطقة الشرقية قال الفالح تتوفر أكثر من 600 فرصة استثمارية، بقيمة إجمالية تتجاوز 330 مليار ريال، مشيراً إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة في رأس الخير التي أطلقت عام 2023 لخدمة سلسلة القيمة للصناعات البحرية باستثمارات مستهدفة تقارب 26 مليار ريال وتهدف إلى توطين منظومة بناء السفن بما يصل إلى 50 % من المكونات الرئيسة خلال العقد المقبل.

وأكد وزير الاستثمار أن المنطقة الشرقية تتمتع بالعديد من المزايا الاستراتيجية والتنافسية، التي تشمل موقعها الجغرافي الذي يربطها بست دولٍ شقيقةٍ مجاورة، وتوفر الموارد الطبيعية، بما في ذلك وفرة الطاقة الأحفورية والمتجددة، ووسائل ومرافق النقل والخدمات اللوجستية، وتكامل بنيتها التحتية، والقوى العاملة الوطنية الشابة والطموحة، فضلاً عن امتلاك المنطقة عناصر ومقومات تجعل منها حاضنةً للابتكار بمعايير عالمية، بالإضافة إلى أحد أهم عناصر التقدم الاقتصادي، وهو منظومة القطاع الخاص المتميزة في المنطقة.

700 فرصة استثمارية

وأوضح أن الوزارة تعمل بشكل مستمر مع القطاعات ذات العلاقة لحصر وتطوير فرص استثمارية جديدة في المنطقة، حيث يمكن الآن الاستفادة من أكثر من 700 فرصة استثمارية مدرجة على موقع “استثمر في السعودية”، بقيمة إجمالية تتجاوز 330 مليار ريال، وتعمل الوزارة على تسويقها في المؤتمرات المحلية والعالمية، وجذب المستثمرين المحليين والدوليين وتوفيقهم، كما تعمل بالتعاون مع الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار على استقطاب الاستثمارات، ومن جانبه أعلن رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، المهندس خالد السالم، عن تنامي حجم الاستثمارات في الجبيل الصناعية ورأس الخير للصناعات التعدينية، إذ بلغ أكثر من 805 مليارات ريال، ونجحت شركة الجبيل وينبع لخدمات المدن الصناعية «جبين»، بجذب استثمارات بقيمة 64 مليار ريال ويتوقع أن يعقد المنتدى اتفاقيات بقيمة 75 مليار ريال.

في البنية التحتية تم إنشاء سكك حديدية تربط المصانع لتبادل نقل الخام والمنتجات الكيميائية والتكريرية بين المجمعات الصناعية الأساسية، وإنشاء محطة قطار، وتشغيل مطار الجبيل الصناعية. وفي الاستدامة خفض الانبعاثات الكربونية 70 %، وفي الإسكان تشييد 1900 فيلا جديدة بتكلفة أكثر من 2 مليار ريال.

في وقت، تجدر الإشارة إلى اعتزام شركة سابك بالتعاون مع شركة أرامكو بالبدء بأول مشروع في المملكة لتحويل البترول إلى البتروكيميائيات والمعروف «بالخام إلى المواد الكيميائية» في مدينة رأس الخير بسعة تبلغ 400 ألف برميل يومياً والمستهدف استكماله خلال السنوات القادمة.

وتشير ملامح التوجهات المستقبلية لقطاع البتروكيميائيات بأنه الأكثر نمو في الطلب على البترول عالمياً وسيستمر التصاعد في هذا النمو في الطلب خلال السنوات القادمة بنسبة 60 % سنوياً حتى 2040 والمملكة اليوم تعد رابع أكبر منتج عالمي للبتروكيميائيات كما أنها تمتلك جميع المقومات اللازمة لهذا القطاع للنمو بشكل أكبر مستقبلاً.

التلاحم بين النفط والكيميائيات

وتبرز قوة التلاحم بين النفط والكيميائيات مع سعي منظومة الطاقة بالمملكة على تحديد الاستخدام الأمثل للمواد الهيدروكربونية بعد أن أطلقت برامج منها ما سيوفر مليون برميل يومياً من النفط المكافئ بحلول 2030 وبالتالي سيتيح فرص أكبر للاستفادة منها للصناعة البتروكيميائية، وتعمل المملكة على استراتيجية متكاملة لقطاع البتروكيميائيات في المملكة ستتضمن جميع مكونات سلسلة القيمة من البتروكيميائيات الأساس حتى الكيميائيات المتخصصة وتهدف المنظومة بتحويل حوالي 4 ملايين برميل يوميا من البترول الخام والسوائل إلى بتروكيميائيات في مشاريع محلية.

وتستهدف منظومة الطاقة التوسع في صناعة البتروكيميائيات التكميلية لزيادة الاستهلاك في السوق الوطنية من الكيماويات الأساس من حوالي 15 % إلى حوالي 40 % من إجمالي الإنتاج المحلي من البتروكيميائيات وتستهدف المنظومة كذلك التركيز على إنتاج المواد الكيميائية المتخصصة لدعم التطبيقات الصناعية وتوطينها ودعم توطين الصناعات الممكنة للوصول لمزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الألواح الشمسية وصناعة البطاريات.

فضلاً عن برنامج استدامة الطلب على البترول الذي يستهدف إيجاد تطبيقات مبتكرة ومستدامة ورافداً اقتصادياً وبيئياً للبترول ما سينتج عنه استخدام المواد البتروكيميائية في العديد من المنتجات غير المعدنية الأكثر استدامة مثل الأنابيب ومواد البناء ومكونات الطاقة المتجددة، ويسعى البرنامج للتوسع لرفع الطلب على المواد البتروكيميائية في السوق العالمي من خلال العمل مع عدد من الدول مثل الهند والصين والمملكة المتحدة وغيرها.

وسيتم إنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين النظيف في مدينتي الجبيل ورأس الخير الصناعيتين من خلال إطلاق عدد من المشروعات بحلول عام 2030 وسيكون بعضها ضمن مجمعات إنتاج البتروكيميائيات والمغذيات الزراعية.

وتفخر الجبيل الصناعية بتطبيق تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وتم الإعلان عن إطلاق المرحلة الأولى لأكبر مركز في منطقة الشرق الأوسط لالتقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون في الجبيل الصناعية بطاقة استيعابية تبلغ نحو 9 ملايين طن سنوياً في عام 2027 وستكون المحصلة النهائية في 2035 حوالي 44 مليون طن وسيكون هذا أكبر منشأة لتطوير هذا النوع الذي نعتقد أنه قد يكبر كلما تطورت التقنيات مستقبلاً والتي تتضمن تقنيات التقاط ثاني أكسيد الكربون من المصانع لإنتاج الجلايكول والغازات الطبيعية التابعة لشركة سابك.

وتقوم منظومة الطاقة من خلال تطبيقها نهج الاقتصاد الدائري للكربون بالعمل مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك على دراسة إنشاء مجمع لالتقاط الكربون في منطقة مخصصة في استخدام الكربون وتعزيز قيمته الاقتصادية من خلال استخدامه لإنتاج مواد ذات قيمة اقتصادية عالية مثل صناعة الأغذية والمشروبات والخرسانة المعالجة بالكربون.

وقامت منظومة الطاقة بتأسيس مشروعات متميزة لتوطين سلاسل الإمدادات وسلاسل القيمة من مكونات قطاع الطاقة والاستفادة من البنية التحتية للمدن الصناعية الجبيل وينبع وراس الخير وجازان ومن أبرز هذه المشروعات مشروع صفائح الحديد والصلب في مدينة رأس الخير. ويشكل قطاع البتروكيميائيات أكثر من 50 % من مشروعات التوطين حيث بلغت حصة الاستثمارات المحلية المتعلقة بالتوطين أكثر من 50 مليار ريال. إضافة إلى توسعة سعة التخزين للبتروكيميائيات في الجبيل وينبع ورأس الخير وتوسعة الموانئ القائمة بالجبيل وينبع وإنشاء ميناء جديد لتصدير البتروكيميائيات في رأس الخير.

تحتضن مدينة الجبيل الصناعية أكبر المشروعات المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات


إقرأ المزيد