تحقيق للجزيرة يكشف حملة إلكترونية للتحريض ضد المسلمين في السويد
الجزيرة.نت -

Published On 31/12/2025

|

آخر تحديث: 20:56 (توقيت مكة)

شارِكْ

انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو تُظهر اشتباكات بين متظاهرين وعناصر من الشرطة السويدية رافقتها مزاعم أن المشاهد توثق هجوما لمهاجرين مسلمين "يسعون إلى فرض الشريعة الإسلامية ويرفضون الاندماج في المجتمع السويدي".

وخلال وقت قصير انتشرت المقاطع كانتشار النار في الهشيم عبر إعادة النشر والتعليقات مصحوبة بلغة تحريضية تتحدث عن "أسلمة السويد" و"انهيار الأمن" و"تحول الشوارع إلى ساحات حرب"، وقدّمها ناشروها على أنها دليل مباشر على فشل سياسات الهجرة في البلاد.

وجرى تداول الادعاءات بصيغ متشابهة، بعضها قدّم الرواية على أنها حقيقة مؤكدة، وحاولوا تأطير المشاهد في سياق أن السويد تواجه "تمردا دينيا" تقوده الجاليات المسلمة.

حسابات يمينية كانت وراء نشر الصور على أنها لصدامات بين مسلمين ورجال شرطة (مواقع التواصل)

فريق التحقق الرقمي في شبكة الجزيرة تتبّع مسار انتشار هذه الروايات وراجع الحسابات التي بادرت إلى نشرها، فتبين أن المنشورات اعتمدت على مقاطع قديمة جرى تداولها خارج سياقها، وأن النصوص المرافقة للفيديوهات تستند إلى استنتاجات لا يدعمها أي دليل ميداني أو مصدر رسمي.

كيف بدأت القصة؟

بدأت موجة التداول عقب نشر حسابات معروفة بخطابها المعادي للمهاجرين مقاطع مصورة تُظهر احتكاكات مع الشرطة السويدية مرفقة بتعليقات تزعم أن المشاهد تعود إلى احتجاجات "مهاجرين مسلمين" يطالبون بتطبيق الشريعة ويرفضون الاندماج في المجتمع.

وكان في مقدمة الحسابات المروجة لهذه الرواية حساب الأميركي ديريك إيفانز العضو السابق في مجلس نواب ولاية ويست فرجينيا، إلى جانب الناشط اليميني البريطاني تومي روبنسون، إضافة إلى صفحة "@amuse" التي تنشط في إعادة نشر عناوين وتقارير ذات توجه معاد للمهاجرين.

ورافق هذه الروايات مقطع فيديو لا يتجاوز 37 ثانية قيل إنه يوثق الاشتباكات المزعومة، ويُظهر مركبات شرطة وعناصر مكافحة شغب ومتظاهرين في حالة فوضى، وقد جرى تقديم هذه المشاهد على أنها حديثة في السويد.

إعلان

وسرعان ما أعادت حسابات أخرى نشر المقطع ذاته مستخدمة النص نفسه تقريبا، مع إضافة تحذيرات من "الدم في الشوارع"، و"تدمير السويد من الداخل"، دون الإشارة إلى مصدر الفيديوهات أو تاريخ تصويرها.

ما الحقيقة؟

أجرى فريق التحقق الرقمي عملية تحقق باستخدام أدوات مختلفة وبمقارنة المشاهد المتداولة بتغطيات إعلامية سابقة، ليتبين أن الفيديوهات لا تعود إلى أحداث راهنة ولا ترتبط بقضايا الهجرة أو "فرض الشريعة".

وتبين أن الصور تعود إلى عام 2009، وتوثق احتجاجات شهدتها مدينة مالمو السويدية على هامش مباراة في بطولة كأس ديفيس للتنس بين السويد وإسرائيل، والتي أقيمت آنذاك خلف أبواب مغلقة لأسباب أمنية.

ووفق تقارير صحفية منشورة في ذلك الوقت، اندلعت الاحتجاجات على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشارك فيها آلاف المتظاهرين، قبل أن تقع اشتباكات محدودة مع الشرطة السويدية خارج قاعة المباراة.



إقرأ المزيد