الجزيرة.نت - 12/30/2025 11:53:55 PM - GMT (+3 )
Published On 30/12/2025
|آخر تحديث: 23:40 (توقيت مكة)
شارِكْ
في السنوات الأخيرة، شهد مجال العناية بالبشرة تطورا لافتا، وبرز العلاج الضوئي بتقنية "الليد" كأحد أبرز الخيارات غير الجراحية التي تعد بتحسين مظهر البشرة والتخفيف من بعض مشكلاتها. ومع الانتشار الواسع لأقنعة الليد المنزلية، وارتفاع أسعار العديد منها، تصاعد الجدل حول مدى فعاليتها الحقيقية، وما إذا كانت تستحق الشراء أم أنها مجرد موضة تجميلية عابرة.
وتروج هذه الأقنعة لقدرتها على تجديد البشرة، ومحاربة حب الشباب، والحد من التجاعيد اعتمادا على الضوء فقط، مستندة إلى حملات تسويقية مكثفة يقودها مشاهير ومؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي. إلا أن التساؤل الأهم يبقى معروضا: إلى أي حد يمكن لهذه الأجهزة المنزلية أن تنافس العلاج الضوئي الاحترافي داخل العيادات، وهل تقدم بالفعل نتائج ملموسة تبرر تكلفتها؟
ما العلاج الضوئي بتقنية الليد؟يعد العلاج الضوئي بتقنية الليد من الإجراءات غير الجراحية التي تعتمد على تعريض الجلد لأطوال موجية محددة من الضوء المرئي، من دون استخدام الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ما يجعله خيارا آمنا لمختلف أنواع البشرة. وتخترق هذه الأطوال الموجية طبقات الجلد بدرجات متفاوتة، فتؤثر في نشاط الخلايا ووظائفها الحيوية، بما يعزز عمليات التجديد والإصلاح الطبيعية.
وفي التطبيقات الطبية، تستخدم العيادات المتخصصة عادة أطوالا موجية معروفة، أبرزها الضوء الأزرق والضوء الأحمر. إذ يستهدف الضوء الأزرق البكتيريا المسببة لحب الشباب، ما يسهم في تقليل الالتهاب والحد من ظهور البثور، بينما يعمل الضوء الأحمر على تحفيز إنتاج الكولاجين، وتحسين مرونة البشرة، والتخفيف من الالتهابات وعلامات التقدم في العمر. وفي بعض الحالات، يُستخدم الضوء الأصفر لتهدئة البشرة وتقليل الاحمرار.
وقد دعمت دراسات سريرية هذه الاستخدامات، لا سيما في علاج حالات حب الشباب الخفيف إلى المتوسط، والتخفيف من مؤشرات الشيخوخة المبكرة، وعلاج تلف الجلد الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.
إعلان
وتشير مؤسسة كليفلاند كلينك الطبية إلى أن فعالية العلاج الضوئي بتقنية الليد ترتبط بنوع الطول الموجي المستخدم وعدد الجلسات، مؤكدة أن النتائج غالبا ما تكون تدريجية وتأتي كجزء مكمل ضمن خطة متكاملة للعناية بالبشرة.
على الرغم من أن أقنعة الليد المنزلية تستند إلى المبادئ العلمية نفسها المستخدمة في العلاج الضوئي داخل عيادات الجلدية، فإن الفارق الجوهري بينها وبين الأجهزة الاحترافية يكمن في شدة الطاقة الضوئية. فحرصا على معايير السلامة، تصمم الأجهزة المنزلية بقدرات أقل، ما يجعل نتائجها -إن ظهرت- بطيئة وتدريجية، وتتطلب التزاما منتظما قد يمتد لأسابيع أو حتى أشهر.
وفي هذا السياق، توضح الدكتورة جانين لوك، الأستاذة المشاركة في طب الأمراض الجلدية بجامعة لوما ليندا في كاليفورنيا، في تصريحات لموقع كونسومر ريبورتس، أن أقنعة الليد المنزلية تكون في الغالب أقل فعالية من العلاجات التي تجرى داخل العيادات المتخصصة، نظرا لعملها بقدرات ضوئية أضعف مقارنة بالأجهزة الطبية الاحترافية، وهو ما يحد من تأثيرها العلاجي الحقيقي.
ويشير أطباء الجلدية إلى أن العلاجات المقدمة داخل العيادات تعتمد غالبا على الجمع بين العلاج الضوئي بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء وتقنيات أخرى، مثل التقشير الكيميائي أو العلاجات الموضعية والدوائية، وهو ما يعزز فعاليتها بشكل واضح. لذلك، يصعب اعتبار الأقنعة المنزلية بديلا مباشرا للعلاج الطبي، إذ ينظر إليها في أفضل الأحوال كوسيلة مساعدة، سواء للاستخدام بين الجلسات العلاجية داخل العيادة أو لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون استعمال بعض الأدوية بسبب الحساسية أو وجود موانع طبية.
وقد توفر أقنعة الصمام الثنائي الباعث للضوء المنزلية تحسنا محدودا وتدريجيا في حالات معينة، مثل حب الشباب الخفيف، أو تهدئة الالتهابات، أو تحسين نضارة البشرة، لكنها لا تعالج الحالات الشديدة، ولا تقدم نتائج سريعة أو ملحوظة.
وفي هذا السياق، تؤكد الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية أن العلاج الضوئي لا يكون فعالا في العادة عند استخدامه بمفرده، مشيرة إلى أن النتائج تختلف من شخص إلى آخر، كما أن الأجهزة المنزلية أقل قوة وتتطلب استخداما طويلا ومنتظما، ما يجعلها أقل جدوى مقارنة بعلاجات موضعية أبسط وأقل كلفة.
هل الأقنعة المنزلية آمنة؟بوجه عام، تصنف الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية العلاج الضوئي بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء كإجراء آمن وغير جراحي، نظرا لأن هذه المصابيح لا تصدر أشعة فوق بنفسجية، ما يقلل من مخاطر الضرر طويل الأمد على الجلد. كما يتميز هذا النوع من العلاج بكونه غير مؤلم ومحدود المخاطر مقارنة بإجراءات أكثر توغلا، مثل العلاج بالليزر، وهو ما يجعله خيارا مناسبا لأصحاب البشرة الحساسة والبشرة الداكنة، إذ لا يسبب حروقا أو تلفا في الأنسجة.
ومع ذلك، تحذر الجهات الطبية من استخدام العلاج الضوئي في بعض الحالات، إذ لا ينصح به للأشخاص الذين يتناولون أدوية تزيد من حساسية الجلد للضوء، لما قد يسببه ذلك من تهيج أو مضاعفات. كما يفضل تجنبه عند استخدام مستحضرات معروفة بزيادة حساسية البشرة للشمس، أو في حال وجود طفح جلدي نشط. وفي بعض الحالات، قد يكون الضوء الأحمر مفيدا، لكن فقط عند إدخاله ضمن خطة علاجية متكاملة وتحت إشراف طبي متخصص.
إعلان
وتشير الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية إلى أن الآثار الجانبية للعلاج الضوئي بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء نادرة، ولم تسجل بشكل ملحوظ في التجارب السريرية، إلا أنها تنصح بمراجعة طبيب الجلدية في حال ظهور أي تهيج أو أعراض غير طبيعية بعد الاستخدام.
ويظل أحد أبرز التحديات المرتبطة بالأقنعة المنزلية هو غياب الدراسات طويلة الأمد حول التأثيرات التراكمية لهذه الأجهزة، التي تعد حديثة نسبيا، على مدى سنوات من الاستخدام. وهو ما يدفع الخبراء إلى التحفظ إزاء الإفراط في استخدامها أو الاعتماد عليها لفترات طويلة من دون إشراف طبي مختص.
تعتمد الإجابة أساسا على التوقعات والحالة الفردية لكل شخص. أقنعة الليد المنزلية ليست حلا سحريا لمشكلات البشرة، لكنها قد تقدم فائدة محدودة عند استخدامها كجزء من روتين متكامل للعناية بالبشرة، خصوصا لمن يعانون من مشكلات خفيفة او يسعون الى دعم نتائج علاجات أخرى. أما من يواجهون أمراضا جلدية مزمنة، وحالات حب شباب شديد، أو يستخدمون أدوية تزيد من حساسية الجلد للضوء، فلا ينصح لهم بالاعتماد عليها بدون استشارة طبيب الجلدية.
وبشكل عام، يتفق معظم الخبراء على ان هذه الأقنعة تصلح أداة مساندة لا كبديل للعلاجات الطبية المتخصصة، مع ضرورة تقييم الحالة الصحية للبشرة قبل استخدامها لتفادي أي مخاطر محتملة.
إقرأ المزيد


