موقع بريطاني: علينا الحذر مما يخططه لنا بوتين في 2026
الجزيرة.نت -

Published On 29/12/2025

|

آخر تحديث: 21:40 (توقيت مكة)

شارِكْ

مع دخول الصراع في أوكرانيا مرحلة جديدة، يزيد الكرملين تركيزه بعدوانية أكثر ضد الغرب، في حين يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن آفاق السلام مع روسيا وكأنها قريبة المنال، بحسب تحليل إخباري نشره موقع آي بيبر الإلكتروني البريطاني.

ووفق التحليل الذي كتبه الدكتور مارك غاليوتي المؤرخ المتخصص في شؤون الجريمة والأمن الروسي، تتجه موسكو نحو تكثيف حملتها غير المعلنة ضد بريطانيا عبر مزيج من التضليل الإعلامي والضغط السيبراني، والاستفزازات الأمنية ومحاولات زعزعة التماسك السياسي الداخلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list

ومع ذلك، يعتقد الكاتب أن بريطانيا لن تواجه حربا عسكرية مباشرة مع روسيا في 2026، لكنها ستكون هدفا رئيسيا لتصعيد روسي واسع النطاق في إطار ما يُعرف بـالحرب الهجينة.

العدو الخارجي

ويرى أن الترويج الإعلامي داخل روسيا بوجود عدو خارجي يخدم الرئيس فلاديمير بوتين سياسيا لتبرير عسكرة الدولة وقمع المعارضين.

وسواء كان بوتين -برأي غاليوتي- مدفوعا بالبراغماتية السياسية القائمة على المصالح الواقعية والتجربة، أو يؤمن حقا بتهديد الغرب، فإنه سيظل يرى أوروبا خطرا على بلاده، خاصة في ظل تضامن الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا.

ويضيف المقال أن أي سلام يتم التفاوض عليه لأوكرانيا سيكون "بشعا وغير عادل" ولن يؤدي إلى مصالحة حقيقية مع روسيا.

ورغم أن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة يبقى ضعيفا، نظرا لحاجة الجيش الروسي إلى سنوات لإعادة بناء قدراته بعد حرب أوكرانيا، فإن موسكو ستكثف أدواتها غير العسكرية، التي تشمل التجسس، والهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي، والتخريب المادي، ومحاولات زعزعة الاستقرار السياسي.

الخطر الأكبر لا يكمن في التجسس الروسي التقليدي بقدر ما يتمثل في "التدابير النشطة"، مثل التأثير السياسي غير المباشر، والهجمات السيبرانية

"الشرير الحقيقي"

وبحسب مقال آي بيبر، فإن بريطانيا تحتل مكانة خاصة في الفكر الروسي الذي يعتبرها "الشرير الحقيقي"، حيث تُتهم بكل أنواع المؤامرات، مثل الزعم بأن هناك خطة بريطانية أوكرانية لاختطاف طائرة (ميغ-31) لشن هجوم وهمي على قاعدة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في رومانيا بغية "تأجيج المشاعر" المناهضة لموسكو في أوروبا.

إعلان

وكان موقع "آي بيبر" البريطاني قد كشف في تقرير حصري سابق، أن بريطانيا تسرّع استعداداتها لاحتمال نشر قوة حفظ سلام بأوكرانيا، في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، وسط مؤشرات على تقدم المفاوضات بقيادة الولايات المتحدة.

وحذر غاليوتي من أن الخطر الأكبر لا يكمن في التجسس الروسي التقليدي بقدر ما يتمثل في "التدابير النشطة"، مثل التأثير السياسي غير المباشر، والهجمات السيبرانية التي تهدف إلى الإحراج أو الابتزاز، وأعمال التخريب المحدودة ضد البنية التحتية، إضافة إلى الاستعراضات العسكرية والاستفزازات البحرية.

وأوضح الكاتب أن كثيرا من تلك التدابير النشطة يجري تنفيذها بأسلوب "الإنكار المعقول"، أي النفي الرسمي المصحوب بإيحاء مبطن، إذ يريد بوتين منها أن تشعر بريطانيا بالقلق، وأن تعتقد أنها مضطرة للتراجع خوفا مما قد يفعله لاحقا.

وشدد على أنه سيتعين على بريطانيا التركيز على الأمن والمرونة، وعدم إرضاء غرور بوتين بأنه نجح في إخافتها أو تغيير مسارها.

ويخلص المؤرخ البريطاني إلى أنه على الرغم من إمكانية استبعاد سيناريو اندلاع حرب شاملة وشيكة، فإن عام 2026 يتطلب من الأوروبيين الاستعداد ليس فقط لموجة متصاعدة من الهجوم الدعائي ضد بريطانيا، بل أيضا لتصعيد متزايد في الحملة الخفية التي تشنها روسيا على لندن.



إقرأ المزيد