محمد شبانة.. قائد لواء رفح في كتائب القسام
الجزيرة.نت -

Published On 29/12/2025

|

آخر تحديث: 19:55 (توقيت مكة)

شارِكْ

يُعدّ محمد شبانة المكنى بأبي أنس، من أبرز القادة العسكريين في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقائد لواء رفح فيها.

ارتبط اسمه بتطوير العمل العسكري في جنوب قطاع غزة، ولا سيما في مجالي الأنفاق والعمليات النوعية، كما برز ضمن القيادات الميدانية التي حافظت على فاعليتها في سنوات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

المولد والنشأة

وُلد محمد شبانة عام 1973 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو ينحدر من عائلة فلسطينية هُجّرت من قرية حِتّا الواقعة قرب مدينة عسقلان.

نشأ في بيئة لجوء متأثرة بتجربة التهجير والاحتلال، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وانخرط في سن مبكرة في النشاط الوطني، وشارك في انتفاضة الحجارة أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وكان من النشطاء الفاعلين فيها.

النشأة والتكوين

تلقّى شبانة تعليمه الأساسي في مدارس الأونروا، ولم تُعرف له مسيرة أكاديمية نظامية لاحقة، إذ اتجه مبكرًا إلى العمل التنظيمي والميداني.

تميّز بشخصية حازمة وجادة، وتحلى بمستوى عالٍ من السرية والانضباط، مع اعتماده أسلوب العمل الصامت بعيدا عن الظهور الإعلامي.

وعلى الصعيد الاجتماعي، مارس النشاط الرياضي، ولعب في صفوف فريق خدمات شباب رفح لكرة السلة.

القسام أعلنت عن استشهاد (من اليمين): حذيفة الكحلوت، وحكم العيسى، ورائد سعد، ومحمد شبانة، ومحمد السنوار  (الجزيرة)
التجربة الجهادية

انضم شبانة إلى حركة حماس منذ سنواته الأولى، وتنقّل في عدد من أجهزتها التنظيمية قبل التحاقه بجناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام.

شارك في تنفيذ عمليات مسلحة متعددة، وفي التصدي للتوغلات الإسرائيلية المتكررة في مدينة رفح، مما أسهم في تدرجه داخل البنية العسكرية للحركة.

لاحقًا، رشحته قيادة الكتائب لتولي مسؤولية مكتبها الإعلامي في رفح، ثم تسلّم قيادة لواء رفح صيف عام 2014، إلى جانب عضويته في المجلس العسكري، حيث عمل على تطوير الأداء العسكري والتنظيمي في المدينة.

إعلان

ارتبط اسم شبانة بشكل وثيق بملف الأنفاق التي كانت من الركائز الأساسية لإمداد كتائب القسام بالسلاح والعتاد، ولا سيما عبر عمليات التهريب إلى قطاع غزة أثناء سنوات الحصار.

عُدّ شبانة من أبرز المسؤولين عن تأمين الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط طوال فترة أسره في قطاع غزة التي استمرت نحو 5 أعوام، قبل الإفراج عنه في صفقة تبادل عام 2011.

وكان له دور بارز في الإشراف على عمليات عسكرية انطلقت عبر شبكة الأنفاق، من بينها عملية عام 2005 قُتل فيها 6 جنود إسرائيليين، إضافة إلى عملية "الوهم المتبدد" عام 2007 التي أُسر فيها شاليط.

وأثناء مسيرته، تعرّض منزله للقصف مرات عدة، ونجا من محاولات اغتيال متكررة، حتى اضطر الاحتلال إلى إلقاء منشورات على غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عرض فيها مكافأة نقدية قدرها 500 ألف دولار مقابل قتله.

ومع تصاعد الحديث الإسرائيلي عن مقتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار في مايو/أيار 2025، طُرح اسم شبانة باعتباره من البدائل المحتملة لقيادة الحركة في قطاع غزة.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فقد نجح شبانة تمكّن من الإفلات من الملاحقة في رفح، وانتقل للاختباء في مدينة خان يونس.

الاستشهاد

في 29 ديسمبر/كانون الأول 2025، نعت كتائب القسام عددا من قادتها العسكريين الذين قضوا في قصف إسرائيلي عقب خرق إسرائيل للتهدئة.

وفي بيان لأبي عبيدة، الناطق الجديد باسم كتائب القسام، أعلنت الكتائب استشهاد محمد شبانة (أبو أنس) قائد لواء رفح، إلى جانب محمد السنوار (أبو إبراهيم) قائد أركان كتائب القسام، وحكم العيسى (أبو عمر) أحد القادة البارزين في الكتائب، ورائد سعد (أبو معاذ) قائد ركن التصنيع العسكري، بالإضافة إلى إعلانها استشهاد الناطق باسمها السابق أبي عبيدة، حذيفة الكحلوت.



إقرأ المزيد