الحزب الحاكم في كوسوفو يتجه للفوز بالانتخابات البرلمانية
الجزيرة.نت -

Published On 29/12/2025

|

آخر تحديث: 05:46 (توقيت مكة)

شارِكْ

يتجه حزب رئيس الوزراء القومي ألبين كورتي لتحقيق فوز صريح في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في كوسوفو أمس الأحد، مما يفتح الطريق لتشكيل حكومة جديدة بعد جمود سياسي استمر عامًا كاملا وشلّ عمل البرلمان وأدّى إلى تأخير تمويل دولي رئيسي.

وحصل حزب "فيريفيندوسيا" (حركة تقرير المصير) ذو الميول اليسارية بزعامة كورتي على 49.4 % من الأصوات بعد فرز جميع الأصوات تقريبا، ليبقى على مسافة قريبة جدا من الأغلبية المطلقة في ثاني انتخابات تشهدها الدولة البلقانية هذا العام.

وجاء الحزب الديمقراطي الكوسوفي المنتمي ليمين الوسط في المركز الثاني بنسبة 21%، بينما حصلت الرابطة الديمقراطية لكوسوفو المنتمية لتيار الوسط على 13.6 %، وفاز تحالف مستقبل كوسوفو المحافظ بنسبة 5.7%.

من المرجح أن يتلقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته دعما كافيا من الأحزاب التي تمثل الأقليات العرقية الصغيرة لضمان أغلبية حاكمة في البرلمان، وفقا لبوابة "كوهان دوت نت" الإخبارية.

وقال كورتي في رسالة مصورة بعد نشر نتائج استطلاع آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، إن "إرادة المواطنين ممثلة الآن في صناديق الاقتراع. والحفاظ على هذه الإرادة أمر أساسي لشرعية ومصداقية العملية الانتخابية". ودعا أحزاب المعارضة إلى التعاون داخل البرلمان لما فيه مصلحة مواطني وشعب الجمهورية.

ويرى محللون أنه من الصعب التنبؤ بما إذا كان حزب كورتي سيتمكّن من تشكيل الحكومة من دون ائتلاف يضمن له 61 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

وقال إسميت كرييزيو من مركز أبحاث "معهد كوسوفو الديمقراطي" إن كورتي يحتاج إلى بضعة أصوات من أحزاب الأقليات لتشكيل الحكومة الجديدة.

وبموجب النظام البرلماني في كوسوفو، يجري تخصيص 20 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 120 مقعدا لمجموعات الأقليات العرقية: 10 للصرب و10 أخرى للأقليات الأخرى بما في ذلك البوشناق والأتراك والغجر (الروما).

إعلان

ودفعت مفاوضات عقيمة على مدى شهور لتشكيل ائتلاف حكومي الرئيسة فيوسا عثماني إلى حل البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والدعوة إلى انتخابات ⁠مبكرة.

أنصار حزب "فيتيفندوسيه" يحتفلون بعد النتائج الأولية للانتخابات (الفرنسية)
توقيت حرج

ومن شأن الإخفاق في ‍تشكيل حكومة وإعادة فتح ⁠البرلمان أن يطيل أمد الأزمة في وقت حرج، إذ يتعين على النواب انتخاب رئيس جديد في أبريل/نيسان القادم، والتصديق على اتفاقيات قروض بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والتي تنتهي صلاحيتها في الأشهر المقبلة.

ورفضت أحزاب المعارضة في كوسوفو الحكم مع كورتي، منتقدة طريقة تعامله في العلاقات مع الحلفاء الغربيين، ونهجه في التعامل مع شمال كوسوفو المنقسم عرقيا حيث تعيش أقلية صربية. ويلقي كورتي بالمسؤولية على المعارضة في هذا المأزق.

ولاستمالة الناخبين، تعهد كورتي براتب شهر إضافي سنويا للعاملين في القطاع العام، وضخ مليار يورو سنويا في الاستثمار الرأسمالي، وإنشاء وحدة ادعاء جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة. وركزت أحزاب المعارضة أيضا ​على تحسين المعيشة.

ووفقا ⁠للنتائج الأولية، فإن نسبة المشاركة بلغت 44.3%.

وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008 بدعم من الولايات المتحدة، بما في ذلك حملة قصف شنها حلف شمال الأطلسي عام 1999 على القوات الصربية التي كانت تحاول سحق انتفاضة الأغلبية ذات الأصل الألباني، التي تشكل 90% من السكان.

ورغم الدعم الدولي، تعاني الدولة ‌التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة، من الفقر وعدم الاستقرار والجريمة المنظمة. وكانت فترة ولاية كورتي التي بدأت في عام 2021، هي المرة الأولى التي تكمل فيها حكومة بريشتينا ولاية كاملة.

واشتعلت التوترات مع صربيا عام 2023، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على كوسوفو. وقال الاتحاد الأوروبي هذا الشهر إنه سيرفع هذه العقوبات بعد انتخاب رؤساء بلديات من العرقية الصربية في البلديات الشمالية، لكن من المحتمل أن تكلف هذه الإجراءات كوسوفو مئات الملايين من اليورو.



إقرأ المزيد