عاجل.. البريطانيون يطالبون بطرد علاء عبد الفتاح وسحب جنسيته!
إيلاف -

إيلاف من لندن: أثار الشاب المصري البريطاني علاء عبد الفتاح جدلاً لن ينتهي قريباً، فهو ليبرالي ديموقراطي ثوري في مصر، مما دفع الحكومة المصرية إلى سجنه، ولكنه في بريطانيا في اللحظة الراهنة اسلامي متطرف وصف الانكليز بأنهم "كلاب وقردة" ودعا صراحة إلى حرق داوننج ستريت، وفي ظل هذه التناقضات يرى البعض في مصر وبريطانيا وفي كل مكان ممن يتابعون الجدل الدائر حول علاء عبد الفتاح بأنه "الشاب الأكثر غموضاً" وإثارة للتساؤلات في الوقت الراهن.

أثار ترحيب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بوصول الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح إلى لندن، الجمعة الماضية، موجة انتقادات حادة في الأوساط السياسية البريطانية، بلغت حد المطالبة بسحب جنسيته البريطانية وترحيله خارج البلاد.

ووجه ستارمر عقب وصول عبد الفتاح، رسالة شكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال فيها: "أنا ممتن للرئيس عبد الفتاح السيسي لقراره بمنح العفو عن علاء عبد الفتاح. يسعدني عودة علاء إلى المملكة المتحدة واجتماعه بأحبائه، الذين لا شك أنهم يشعرون براحة كبيرة".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني عبر منصة "إكس" "أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لعائلة عبدالفتاح، ولكل من عمل وناضل من أجل هذه اللحظة"، مؤكداً أن "قضية علاء كانت على رأس أولويات حكومتي منذ تولينا السلطة".

هجوم عنيف من سياسيين معارضين
تسبب هذا الترحيب بهجوم عنيف من سياسيين معارضين، في مقدمتهم حزب المحافظين، الذي دعا بعض قياداته إلى ترحيل عبد الفتاح من المملكة المتحدة وسحب جنسيته البريطانية، بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي وصفت بأنها تحرّض على القتل والعنف، فضلاً عن وصفه للانكليز بأنهم "كلاب وقردة".

وتم الرجوع إلى كتابات سابقة له عبر السوشيال ميديا واللافت في الأمر أن الرأي العام البريطاني يتعامل معه في اللحظة الراهنة باعتباره متطرفاً اسلامياً، في حين كانت الحكومة المصرية قد قررت سجنه بخلفية ليبرالية تبحث عن حرية التعبير،  وتعارض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما أنه رمز ديموقراطي في مصر منذ ثورة يناير (كانون الثاني) في مصر، فكيف يتم اعتباره اسلامياً متطرفاً في لندن بعد عودته إليها بالجنسية البريطانيةالتي يحملها؟

وكان أبرز المنتقدين وزير العدل في حكومة الظل، روبرت جينريك، الذي قال إنه يجب "إجبار علاء عبد الفتاح على العيش في مصر، أو بصراحة في أي مكان آخر في العالم. الحكومة ابتهجت بقدوم شخص يكره بريطانيا وكل ما تمثله، إنه عار مطلق".

وشن جينريك هجوما لاذعا خلال مقابلة مع قناة "جي بي نيوز"، على كبار وزراء الحكومة البريطانية بسبب موقفهم من دخول عبد الفتاح للندن.

بدوره، أبدى الزعيم المحافظ السابق السير إيان دنكان سميث ندمه على توقيعه رسالة سابقة تطالب بالإفراج عن عبد الفتاح، قائلا: "أشعر بالأسف لتوقيعي على الرسالة، نظرا للآراء البغيضة التي ظهرت لاحقا. لو كنت أعلم بها لما وقعت، وأحث الشرطة على التحقيق في طبيعة هذه التعليقات المتطرفة".

"يشكل تهديداً على البريطانيين وعامة الناس"
امتدت ردود الفعل الغاضبة إلى وزارة الخارجية البريطانية، التي أدانت بدورها منشورات عبدالفتاح "البغيضة" التي تحث على القتل والتخريب.

ووصف مجلس العموم البريطاني تصريحات عبد الفتاح على حساباته الشخصية بمنصات التواصل الاجتماعي بأنها متطرفة وعنيفة، محذرا من أنها تشكل تهديدا لليهود البريطانيين وعامة الناس.

تزايدت حدة الانتقادات مع تذكير بأن السير إيان دنكان سميث كان من بين نحو 100 نائب وقعوا في عام 2023 رسالة إلى وزارة الخارجية، طالبوا فيها الحكومة المحافظة آنذاك ببذل مزيد من الجهود لتأمين إطلاق سراح عبد الفتاح، قبل أن يعلن لاحقا ندمه على هذا الموقف.

في المقابل، أفادت مصادر في "داونينج ستريت"، بأن ستارمر ووزراءه لم يكونوا على علم بهذه المنشورات قبل الأسبوع الجاري، مشددة على أن الترحيب بعودة عبد الفتاح "لا يعني بأي حال من الأحوال تأييد آرائه أو مواقفه"، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

دخل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على خط الجدل، معبّرا عن سخرية ضمنية من الترحيب بعبد الفتاح رغم الجدل المثار حول منشوراته، مكتفيا بتعليق مقتضب على منصة "إكس" قال فيه: "Wow".

وفي سبتمبر (أيلو) الماضي، أصدر الرئيس السيسي قرارًا بالعفو عن باقي مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم، والتي كان من بينهم علاء عبد الفتاح.



إقرأ المزيد