وزير الإعلام الصومالي: إسرائيل تنفذ أجندة خفية لتقويض وحدة أراضينا
الجزيرة.نت -

Published On 27/12/2025

|

آخر تحديث: 14:46 (توقيت مكة)

شارِكْ

قال وزير الإعلام الصومالي داود أويس إن اعتراف إسرائيل بما تسمى جمهورية أرض الصومال لا يمكن فصله عن أجندة خفية تستهدف تقويض وحدة وسيادة الصومال، محذرا من أن الخطوة تمثل تدخلا متعمدا لزعزعة استقرار البلاد والمنطقة.

وأكد أويس، في حديث للجزيرة من مقديشو، أن الحكومة الفدرالية الصومالية ترفض هذا الاعتراف رفضا قاطعا، وتعده محاولة لفرض واقع سياسي جديد يخدم مصالح خارجية على حساب وحدة الأراضي الصومالية.

ويأتي هذا الموقف عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف رسميا بأرض الصومال دولة مستقلة، بتوقيع مشترك مع وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس الإقليم عبد الرحمن محمد عبد الله، في خطوة أثارت إدانات عربية وأفريقية واسعة.

وبررت الحكومة الإسرائيلية قرارها بأنه يندرج ضمن توسيع اتفاقات أبراهام، معلنة نيتها إقامة علاقات دبلوماسية وتعاون اقتصادي وأمني مع الإقليم، وهو ما اعتبرته مقديشو غطاء سياسيا لأهداف غير معلنة وتدخلا سافرا في شؤونها السيادية.

إعلانات غير مسؤولة

وفي هذا السياق، قال وزير الإعلام الصومالي إن مثل هذه الإعلانات "غير المسؤولة" تكشف عن أجندة خفية لتقويض وحدة الصومال وإضعاف مساعيه لتحقيق السلام والاستقرار، مشددا على أن بلاده لن تقبل المساس بسيادتها.

وأوضح أويس أن الحكومة الصومالية ستتحرك عبر القنوات الدبلوماسية لمنع تمرير هذا القرار، محذرا من أن تداعياته قد تمتد إلى أمن المنطقة وتشجع الجماعات الإرهابية على استغلال الوضع.

وأضاف أن الصومال يخوض منذ سنوات حربا مفتوحة ضد حركات مسلحة، أبرزها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، مؤكدا أن أي خطوة تضعف الدولة المركزية تخدم هذه التنظيمات.

وحذر الوزير من أن الاعتراف الإسرائيلي قد يفتح الباب أمام صراعات بالوكالة داخل الصومال، لافتا إلى وجود أطراف مسلحة في الإقليم، بينها الحوثيون في اليمن، مما يزيد من حساسية أي تحولات أمنية مفاجئة.

إعلان

وأكد أن زعزعة استقرار الصومال ستنعكس مباشرة على أمن القرن الأفريقي وخليج عدن والبحر الأحمر، مشددا على أن الموقع الجغرافي للصومال يجعل أمنه قضية إقليمية ودولية.

تحرك دبلوماسي

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال أويس إن بلاده خاطبت الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الإيغاد، محذرة من خطورة هذا الاعتراف على استقرار المنطقة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي عبّر عن رفضه الواضح للخطوة الإسرائيلية، إلى جانب مواقف إقليمية أخرى، معتبرا أن هذا التفاعل يعكس فهما دوليا لحساسية الوضع في الصومال.

وأضاف أن القرن الأفريقي يمر بمرحلة تعافٍ من نزاعات طويلة، وأن إدخال أزمات جديدة عبر تدخلات خارجية يخدم أجندات لا علاقة لها بمصالح شعوب المنطقة.

ويأتي هذا الجدل في ظل تقارير إعلامية تحدثت عن اهتمام إسرائيلي بتوظيف موقع أرض الصومال في سياقات أمنية إقليمية، مما يعزز مخاوف مقديشو من أبعاد إستراتيجية تتجاوز الاعتراف السياسي.

وتؤكد الحكومة الصومالية أن وحدة أراضيها غير قابلة للتفاوض، وأن أي محاولات للمساس بها تمثل تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي، وليس شأنا صوماليا داخليا فحسب.



إقرأ المزيد