جريدة الأنباء الكويتية - 12/27/2025 2:50:43 PM - GMT (+3 )
أعلنت تايلند وكمبوديا في بيان مشترك السبت عن اتفاقهما على وقف فوري لإطلاق النار، متعهدتين بإنهاء أسابيع من الاشتباكات الحدودية الدامية.
وبحسب إحصاءات رسمية، قتل ما لا يقل عن 47 شخصا ونزح أكثر من مليون آخرين خلال عمليات عسكرية استمرت ثلاثة أسابيع استخدمت فيها المدفعية والدبابات والطائرات المسيرة والمقاتلات.
وامتد النزاع إلى جميع المحافظات الحدودية تقريبا على جانبي الحدود، ما أدى إلى انهيار هدنة سابقة برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وماليزيا.
وأفاد البيان الصادر عن اللجنة العامة المختصة بالحدود بين البلدين والذي نشره الجانب الكمبودي «يتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار فور توقيع هذا البيان المشترك».
وأشار البيان إلى أن الاتفاق يشمل «كل أنواع الأسلحة والهجمات على المدنيين والأهداف المدنية والبنية التحتية والأهداف العسكرية لكلا الجانبين وفي جميع الحالات وجميع المناطق».
كما اتفق الطرفان على تجميد جميع تحركات القوات والسماح للمدنيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية بالعودة إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن.
ولحظ الاتفاق أيضا التعاون في جهود إزالة الألغام ومكافحة الجرائم الإلكترونية، على أن تعيد تايلند 18 جنديا كمبوديا أسيرا خلال 72 ساعة.
وصرح وزير الدفاع التايلندي ناتافون ناركفانيت بأن الأيام الثلاثة الأولى ستكون «فترة مراقبة للتأكد من جدية وقف إطلاق النار».
ووصف الهدنة بأنها «باب لحل سلمي» لقضية الحدود.
وأبدت أوم راكسمي، البالغة 22 عاما، والتي تم إجلاؤها مع أفراد عائلتها من منزلهم قرب الحدود إلى ملجأ في مقاطعة سيم ريب الكمبودية، «سعادة كبيرة» لسماع نبأ وقف إطلاق النار.
وقالت لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «إذا توقف القتال من الآن، فسأكون سعيدة جدا بذلك لأن الناس سيتمكنون من العودة إلى ديارهم».
وأضافت «لكنني لا أجرؤ على العودة إلى المنزل بعد. ما زلت خائفة. لا أثق بالجانب التايلندي حتى الآن».
يأتي وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام من محادثات حدودية أعلن عنها عقب اجتماع أزمة لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم بين أعضائها كمبوديا وتايلاند.
كما ضغطت الولايات المتحدة والصين على الدولتين المتجاورتين لوقف القتال.
ويعود أصل النزاع إلى خلاف حدودي حول ترسيم الحدود بين البلدين يمتد على مسافة 800 كيلومتر، ويعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية، إذ يتنازع الطرفان على ملكية معابد أثرية.
وأسفرت خمسة أيام من القتال بين البلدين في يوليو عن مقتل العشرات قبل أن تتوسط الولايات المتحدة والصين وماليزيا في التوصل إلى هدنة.
وشهد ترامب توقيع اتفاقية موسعة بين تايلند وكمبوديا في أكتوبر، إلا أنها لم تصمد سوى لبضع أشهر. وتبادل الطرفان الاتهامات بإشعال فتيل القتال الجديد هذا الشهر، واتهم كل منهما الآخر بشن هجمات على المدنيين.
وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 25 جنديا ومدنيا تايلانديا واحدا قتلوا في الجولة الأخيرة من الاشتباكات.
وأعلنت كمبوديا التي يتفوق عليها الجيش التايلندي على صعيد التسليح والإنفاق، عن مقتل 21 مدنيا، لكنها لم تبلغ عن أي وفيات في صفوف العسكريين، وذلك على الرغم من حضور زوجة زعيمها هون مانيه جنازة جنود قتلوا في القتال، وفق منشور رسمي على فيسبوك.
وتتنازع الدولتان على المعابد بسبب ترسيم غامض للحدود وضعته الإدارة الاستعمارية الفرنسية لكمبوديا عام 1907.
ولا تزال هذه الحدود بحاجة إلى ترسيم واضح بعد وقف إطلاق النار.
إقرأ المزيد


