فرنسا تبني حاملة طائرات نووية جديدة والمنصات تنقسم حول التوقيت
الجزيرة.نت -

Published On 22/12/2025

|

آخر تحديث: 19:24 (توقيت مكة)

شارِكْ

أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قرار بناء حاملة طائرات نووية جديدة تحمل اسم "بانغ"، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

ومن المقرر أن تحل بانغ (وهي اختصار بالفرنسية لحاملة الطائرات من الجيل الجديد) محل الحاملة الفرنسية الحالية "شارل ديغول" التي ستتقاعد عام 2038، ويأتي هذا المشروع الضخم في وقت تسعى فيه فرنسا لتعزيز حضورها العسكري وتأكيد مكانتها كقوة دفاعية رائدة في أوروبا.

وتمتلك فرنسا حاليا الحاملة النووية الوحيدة في أوروبا بأكملها، بينما تمتلك الولايات المتحدة أكثر من 10 حاملات طائرات نووية، ولا توجد في أوروبا سوى حاملة واحدة نووية هي "شارل ديغول" الفرنسية.

وتعمل الحاملات التي تملكها إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا بأنظمة تقليدية غير نووية، ما يجعل المشروع الفرنسي الجديد محط أنظار القارة الأوروبية.

وكانت الحاملة الفرنسية الحالية "شارل ديغول" دخلت الخدمة في عام 2001 وشاركت في مناطق نزاع متعددة حول العالم.

وتزن نحو 42 ألف طن مع حمولتها الكاملة ويبلغ طولها حوالي 260 مترا، وستستمر في الخدمة حتى تقاعدها المقرر عام 2038 لتحل محلها الحاملة الجديدة بانغ.

وكشف الإعلان عن المشروع مواصفات تقنية متقدمة للحاملة الجديدة التي ستكون أكبر من "شارل ديغول"، إذ يبلغ سطح طيرانها نحو 17 ألف متر مربع وتضم مصعدين للطائرات، وتصل سرعتها إلى 27 عقدة أي 50 كيلومترا في الساعة، رغم أنها تظل أبطأ من الحاملة الأميركية "جيرالد فورد" بستة كيلومترات.

وتستطيع بانغ حمل 30 طائرة مقاتلة بالإضافة إلى طائرات دعم وطاقم بحري يصل إلى ألفي بحار.

وستزود بمفاعلين نوويين من طراز "كيه 22″، وهما أفضل من المفاعل الموجود في "شارل ديغول" من طراز "كيه 15″، ما يولد طاقة أكبر ويمنحها مدى تشغيليا أوسع مع إعادة التزود بالوقود كل 10 سنوات تقريبا.

إعلان

ومن جهة أخرى، ستأتي بانغ مجهزة بأنظمة إطلاق كهرومغناطيسية وأنظمة متقدمة لتوقيف الطائرات، إضافة إلى مدافع وقاذفات صواريخ، ما يجعلها من أكثر الحاملات تطورا في العالم.

واتُخذ قرار البدء بتنفيذ المشروع هذا الأسبوع، وسيكلف بناؤها أكثر من 10 مليارات يورو، لتصبح بذلك أكبر سفينة حربية تبنى في أوروبا.

وعلى صعيد ردود الفعل، انقسم المغردون بين من يرى في الخطوة تأكيدا للوجود العسكري الفرنسي، ومن ينتقد التوقيت والتكلفة والجدوى من المشروع.

تباين آراء

وتباينت الآراء التي رصدتها حلقة (2025/12/22) من برنامج "شبكات" بشكل واضح بين الإشادة بالقدرات التقنية والقلق من العبء المالي والتساؤلات حول الضرورة الفعلية لمثل هذا الاستثمار الضخم.

ورأى المغرد حازم أن المشروع يؤكد التفوق العسكري الفرنسي رغم تأخره، وكتب:

على الرغم من أن الخطوة متأخرة نوعا ما، لكنها قوية لإثبات وجود فرنسا العسكري وتفوقها على باقي دول أوروبا

من جهته، سخر المغرد خالد من الجدول الزمني الطويل للمشروع بالقول:

رح تشتغل بالـ2038 يعني كمان 12 سنة، كتير مستعجلين، لما تشتغل رح تلاقي مكان بالبحر؟

ومن ناحيته، ربط المغرد رجب المشروع بالمخاوف الأوروبية من روسيا، وغرد يقول:

فرنسا تجهز حاملات طائرات نووية وألمانيا تفرض التجنيد الإجباري، كل هذه الخطوات لمواجهة بوتين وخوفا من أن تغزو روسيا بلادهم

ومن زاوية اقتصادية، شكك المغرد أيهم في قدرة فرنسا المالية، وكتب يقول:

بناء حاملة طائرات يكلف مبالغ طائلة ليس من السهل على دول متوسطة مثل فرنسا، وهل سدد الديون اللي عليه حتى يصنع حاملات طائرات بالمليارات

ولاقى المشروع معارضة من بعض النواب في البرلمان الفرنسي لأنها ستؤثر على الميزانية العامة للبلاد، وتريد فرنسا رغم ذلك زيادة الإنفاق الدفاعي السنوي ليصل إلى حوالي 64 مليار يورو بحلول عام 2027، في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل شامل.

وأعلن الرئيس ماكرون عن زيادة إضافية لميزانية الدفاع بقيمة 6 مليارات يورو لتعزيز القدرات الإستراتيجية للجيش الفرنسي.



إقرأ المزيد