الجزيرة.نت - 12/22/2025 7:35:38 PM - GMT (+3 )
Published On 22/12/2025
|آخر تحديث: 19:21 (توقيت مكة)
شارِكْ
أثارت وفاة الشاب العراقي حمزة باراني شمشير (36 عاما) متأثرا بعضة كلب في العاصمة بغداد موجة من الغضب والقلق على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أعادت تلك المأساة ملف "الكلاب السائبة" إلى واجهة الأحداث في العراق.
ورغم تلقي الشاب المصلَ المضادَ فإن كافة الأعراض السريرية لـ"داء الكلب" ظهرت عليه في آخر أيامه قبل الوفاة.
بدأت القصة حين كان حمزة وهو من سكان منطقة العامرية غربي بغداد، يعمل مندوبا لتوصيل الطلبات، ولم يكن يعلم أن خروجه في وضح النهار لأداء عمله سينتهي بنهاية مأساوية.
وثّقت كاميرات المراقبة الحادثة الساعة 11 صباحا، حيث ظهر الشاب خارجا من أحد المتاجر حاملا أكياسا بيده، لينقض عليه كلب مسعور في ثوانٍ معدودة ويعضه في يده.
ورغم محاولات حمزة المرتبكة لإبعاد الكلب ونجاحه في الإفلات، فإن "عضة واحدة" كانت كفيلة بنقل العدوى، بعدها توجّه الشاب فورا إلى مستشفى اليرموك، حيث عُقم جرحه وتلقى المصل المضاد، ليعود بعدها إلى منزله.
لكنّ الصدمة وقعت بعد 40 يوما، حين ظهرت عليه تأثير العضة وهي علامات سريرية لـ"داء الكلب"، إذ يهاجم الفيروس الجهاز العصبي للضحية.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ظهور هذه الأعراض يعني أن الوفاة باتت حتمية بنسبة 100%، وهو ما حدث بالفعل لحمزة.
"قتل الكلاب واجب"ورصدت حلقة (2025/12/22) من برنامج "شبكات" تفاعلا واسعا مع قصة حمزة، حيث صب المعلقون جام غضبهم على الإهمال الحكومي وتفاقم ظاهرة الكلاب السائبة، بينما ناقش آخرون الإجراءات الطبية المتبعة.
حيث انتقد الناشط علي الوضع العام في العراق، معتبرا أن المواطنين أصبحوا ضحايا للإهمال الطبي والخدمي، حيث كتب:
"الله يرحمه برحمته الواسعة والله عمي صدك صرنا حقل تجارب حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من وصل البلد لهذه المواصيل والإهمال بالطب وعدم التطور وعدم استحقاق الطبيب أن يكون طبيبا".
من جانبها، طالب حساب باسم (أم رؤى) بحلول جذرية وسريعة من قِبل وزارة الداخلية، مستذكرة حملات سابقة للتخلّص من الكلاب، فكتبت:
"على وزارة الداخلية أن تعمل حملة لإبادة الكلاب، لأنها تشكّل خطرا على المواطنين، زمان أجريت حملة من قبل الشرطة على قتل الكلاب وجمعها وإلقائها في مدفن النفايات".
وبالمقابل، أثار حساب يحمل اسم (أبو دلال) نقطة طبية مهمة تتعلّق ببروتوكول العلاج وعدد الجرعات اللازمة للوقاية، معلقا:
"لقاح عضة الكلب أربع جرعات لازم تتكمل.. مسكين رايح مرة وحدة حسب رواية أهله.. اللقاح ما قضى على الفايروس.. صديقي عضه كلب أخذ 7 إبر"
وعبّرت الناشطة رنا عن حالة الرعب التي تعيشها العائلات يوميا، مشيرة إلى أن الخطر لم يعد مقتصرا على الليل بل في وضح النهار، وقالت:
"الكلاب بالمنطقة صايرة قبائل حتى بالفروع موجودة وفي عز النهار نخاف على أولادنا من يروحون مدارس الصبح والظهر وحتى مشي صرنا نخاف نمشي".
وفي أول تعليق رسمي، صرح المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر أن دور الوزارة يقتصر على توفير المصل والعلاج، مشيرا إلى أن تأخر المصابين في تلقي الرعاية يجعل الإنقاذ مستحيلا، وأخلى مسؤولية الصحة عن القضاء على الظاهرة.
إعلان
قانونيا، تتوزع المسؤولية وفق قانون مكافحة الكلاب الضالة لسنة 1986 بين ثلاث جهات هي وزارة الزراعة (التخطيط)، وزارة الداخلية (التنفيذ والقنص)، وأمانة بغداد (رفع الحيوانات النافقة).
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية لا تحبّذ قتل الكلاب كحل وحيد، بل توصي بتلقيح 70% من الكلاب في المناطق الموبوءة لقطع سلسلة انتقال الفيروس والقضاء على الوفيات البشرية.
إقرأ المزيد


