انقلاب بالذكاء الاصطناعي.. فيديوهات تطيح بماكرون افتراضيا وتغضب الإليزيه
الجزيرة.نت -

Published On 19/12/2025

|

آخر تحديث: 19:21 (توقيت مكة)

شارِكْ

أثارت مقاطع فيديو إخبارية مزيفة، مولدة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، جدلا واسعا في فرنسا، بعد انتشارها على نطاق واسع عبر موقع فيسبوك، مدعية وقوع انقلاب عسكري والإطاحة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من سدة الحكم.

وتداول مستخدمون هذه المقاطع التي بدت في ظاهرها تقارير إخبارية مكتملة الأركان، تظهر صحفية تنقل الحدث مباشرة من شوارع باريس، وتمسك ميكروفونا يحمل شعار قناة وهمية باسم "لايف 24″، في حين تزعم التقارير سيطرة عقيد لم تكشف هويته على الحكم في البلاد.

وبحسب الرواية المتداولة، فإن هذه المقاطع حصدت ملايين المشاهدات، ووفرت بشكل مثالي كل مقومات العمل الإخباري، قبل أن يتبين لاحقا أنها مصممة بالكامل بالذكاء الاصطناعي.

جدل واسع على المنصات

وفتحت القصة نقاشا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بين من انتقد انتشار المقاطع المصممة بالذكاء الاصطناعي وخطورتها على الوعي العام، وبين من اتهم ماكرون نفسه بالوقوف خلفها، سعيا لتقييد حرية منصات التواصل.

وعبّر عدد من المتابعين عن رفضهم لما تم تداوله من مقاطع مزيفة، محذرين من خطورة التزييف العميق على الوعي العام، إذ كتب حساب باسم "رحيل" معلقا:

"ادعاء كاذب بأن انقلابا قد وقع في فرنسا باستخدام فيديو مزيف مولد بالذكاء الاصطناعي نشر على الفيسبوك،تخيلوا أن زعيما أفريقيا اتصل بماكرون بسبب هذا الأمر. نحن بحاجة إلى أنظمة أكثر تطورا لكشف التزييف العميق".

بواسطة رحيل

وفي سياق التشكيك في رواية الرئاسة الفرنسية ودوافعها، قال نزار في تغريدة أخرى:

"من يضمن لنا أن الأمر ليس عملية من تدبير ماكرون نفسه اليائس من عدم قدرته على فرض الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي؟ وما أهمية هذا الفيديو أصلا وهو لم يكن له أي تأثير على شعب بات معتادا على هذا النوع من فيديوهات الذكاء الاصطناعي؟".

بواسطة نزار

"خدعة فجة"

وفي انتقاد مباشر للرواية التي قدمها ماكرون، رأى أحد المدونين أن القصة تنطوي على إساءة لقادة القارة الأفريقية، وكتب:

"الادعاء بأنه تلقى تنبيها من زميل له (وهو) رئيس دولة أفريقية (أعرب عن قلقه)؛ يظهر قلة احترامه لقادة هذه القارة.لا أرى أي قائد أفريقي ساذجا إلى هذا الحد ليبتلع هذه الخدعة الفجة".

بواسطة ناشط

ومن زاوية اجتماعية أوسع، اعتبرت روسيل أن جذور المشكلة أعمق من المنصات الرقمية نفسها، قائلة:

"وسائل التواصل الاجتماعي ليست هي المشكلة. المشكلة الاجتماعية هي المستوى المرتفع جدا من سذاجة الجمهور سواء أمام هذه الأخبار الزائفة الفجة أو أمام دعاية الحكومة".

بواسطة روسيل

وفي ختام النقاش، دعا إيمانويل لوبيز إلى حلول تقنية واضحة للتعامل مع هذا النوع من المحتوى، مؤكدا:

"هو ليس مخطئا لكنها مشكلة تقنية، لا يمكن منع الفيديوهات المنتجة بالذكاء الاصطناعي، لكن يجب وسمها أو وضع تصنيف واضح لها عندما تصبح منتشرة على نطاق واسع".

بواسطة إيمانويل لوبيز

ماكرون يرد شخصيا

ودفع وصول هذه المقاطع إلى قصر الإليزيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرد شخصيا، وشن هجوم عنيف على منصة فيسبوك وشركتها الأم "ميتا"، متهما إياها بالتقاعس عن مواجهة التضليل الرقمي.

إعلان

وقال ماكرون إن زعيما أفريقيا تواصل معه عبر رسالة على فيسبوك، معربا عن قلقه من الإطاحة به، على خلفية هذه المقاطع المزيفة. وأضاف أنه عندما تحرك المسؤولون الفرنسيون رسميا لدى فيسبوك لسحب الفيديو، رفضت المنصة ذلك بحجة أن المحتوى لا يخالف قواعد الاستخدام.

وعلق ماكرون على هذا الموقف قائلا إن "هذه المنصات تسخر منا، وتسخر من رصانة النقاش العام، وتتهكم من سيادة الديمقراطيات، وبالتالي فهي تعرضنا للخطر"، مشددا على الحاجة إلى تنظيم أفضل للشركات الرقمية العملاقة.



إقرأ المزيد