في يومهم العالمي.. ذوو الإعاقة بفلسطين في ازدياد كبير
الجزيرة.نت -

Published On 3/12/2025

|

آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)

شارِكْ

الخليل- ثلاث رصاصات من قناص في جيش الاحتلال الإسرائيلي أصابت الشاب الفلسطيني وديع حمدان في فخذه هو يقف في فناء منزله بقرية الطبَقة جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياته رأسا على عقب وانضم لقائمة من عشرات الآلاف من ذوي الإعاقة.

يقول وديع حمدان (18 عاما) للجزيرة نت إنه غادر المدرسة مبكرا لمساعدة والده الذي يعمل في قطاع البناء وللبدء ببناء مستقبله وأحلامه، لكن رصاص الاحتلال حطم خطته ومعها أحلامه في مهدهما، إذ أدت إصابته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى بتر رجله من أعلى الفخذ.

اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list

يضيف حمدان أنه في لحظات تحوّل من شاب يافع قوي يسند والده ويبني مستقبلهما معا إلى شاب عاجز ليس فقط عن بناء مستقبله، بل عن تحقيق كثير من احتياجاته الشخصية، مضيفا أن أقصى أمنياته اليوم أن يجد من يساعده في توفير قدم صناعي علّه يستطيع بها تخفيف العبء عن عائلته.

أما والده سمير حمدان، فيقول للجزيرة نت إنه يشعر بالعجز أمام ابنه الذي كان يرى فيه السند والظهير لكنه لا يستطيع الآن توفير طرف صناعي له، مضيفا أن آلاف الفلسطينيين باتوا ضحايا رصاص احتلال دون مبرر أو ذنب.

مرعي: تزايد ملحوظ في حالات الإعاقة بسبب الإصابات بالرصاص على جانبي الجدار الفاصل أو السقوط من عليه (الجزيرة)
رصاص الاحتلال

ووفق بيان للاتحاد الفلسطيني لذوي الإعاقة بمناسبة اليوم العالمي للأفراد ذوي للإعاقة، الذي يحل اليوم الأربعاء الموافق 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة قدّر في فلسطين قبل حرب الإبادة بأكثر من 117 ألفا، بينهم 59 ألفا بالضفة ونحو 58 ألفا بغزة.

وأضاف أن ذوي الإعاقة في قطاع غزة يعيشون واقعا شديد التعقيد من خلال حرمانهم من مقومات الحياة سواء بعدم توفير الغذاء والماء لهم بشكل ميسر أو انقطاع أدويتهم ومستلزماتهم اليومية وأدواتهم المساعدة ومعيناتهم السمعية والبصرية.

إعلان

وفي الضفة الغربية أشار إلى الحد من وصولهم لحقوقهم وخدماتهم وزيادة أعدادهم، كنتيجة لما قام به جيش الاحتلال خاصة في شمالي الضفة من عمليات عسكرية ونزوح قسري من المخيمات.

ودعا إلى شمل ذوي الإعاقة ومشاركتهم من خلال ممثليهم في خطط الإغاثة والإنعاش المبكر التي تطلقها وتنفذها الحكومة خاصة في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية.

كما طالب بإصدار القرار بقانون حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الجديد ونظام الإعفاء الجمركي الخاص بهم، وإنصاف أسر الشهداء والأسرى الذين منهم أشخاص من ذوي الإعاقة، والجرحى الذين أغلبيتهم من ذوي الإعاقة، وتمكينهم من العيش بكرامة من خلال صرف مخصصاتهم.

وبقرار رئاسي في فبراير/شباط الماضي تم إلغاء جميع المخصصات المالية للأسرى والشهداء والجرحى، وتحويلهم إلى مؤسسة تعنى بمكافحة الفقر لدراسة حالاتهم كل على حدة.

إعاقات الجدار

من جهته، يقول الأمين العام للاتحاد الفلسطيني لذوي الإعاقة مجدي مرعي إنه يلاحظ تزايد حالات الإعاقة في الضفة نتيجة إصابات برصاص الاحتلال إما خلال الاقتحامات وإما خلال محاولة العمال اجتياز الجدار الفاصل للبحث عن عمل داخل إسرائيل.

وأوضح في حديثه للجزيرة نت "هناك تسجيل مستمر لإعاقات بين العمال الفلسطينيين في الأطراف ناتجة عن السقوط من أعلى الجدار أو خلال الهروب من جيش الاحتلال، أو تعرضهم لإطلاق النار من الجيش على جانبي الجدار"، مقدرا عدد الإعاقات الدائمة نتيجة ذلك بنحو 250 في العامين الأخيرين.

وذكر أن تثبيت الإعاقة الدائمة يكون بعد مشوار علاج طويل ووفق تقدير لجان مختصة، موضحا أن أغلبهم يتلقى العلاج في المشافي الحكومية، لكن إعادة التأهيل وتوفير الأدوات المساعدة يقع على عاتق المصاب أو المنظمات الأهلية.

ودعا الجهات الحكومية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه العمال، ومنهم أرباب أسر دفعتهم الحاجة لمغامرة البحث عن عمل، وذلك بتوفير تأمين صحي وما أمكن من مستلزمات وأدوات مساعدة.

تفاقم معاناة ذوي الإعاقة وسط انعدام أدنى مقومات الحياة بالتزامن مع منع الجرحى والمرضى من السفر إلى خارج القطاع للعلاج.. مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة يرصد المعاناة من أحد المراكز الطبية#الأخبار pic.twitter.com/HMhENUnTuu

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 3, 2025

إعاقات غزة في أرقام

وفي بيان، لفت الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لما يعانيه مصابو قطاع غزة، مشيرا إلى ارتفاع الإصابات وتحوّل الكثير منها إلى إعاقات دائمة، في ظل دمار واسع في المراكز الصحية ونقص حاد في الإمدادات الطبية والأجهزة المساعدة.

يلفت الجهاز إلى تأثير استمرار الحصار وتعطّل الإمدادات الطبية في تزايد الاحتياجات بشكل يفوق قدرة النظام الصحي الفلسطيني.

بالأرقام، أشار الجهاز إلى معطيات لمنظمة الصحة العالمية نشرتها في سبتمبر/أيلول الماضي، تقدر عدد من يعانون من إصابات جسيمة "تُعد مغيرة للحياة وتتطلب تأهيلاً مستمرا طويل الأمد" بنحو 42 ألفا.

وذكرت المنظمة أن الأنواع الأكثر انتشارا من الإصابات الجسيمة المغيرة للحياة إصابات الأطراف المعقدة، والبتر، والحروق، وإصابات الحبل الشوكي، والدماغ، والصدمات الشديدة التي تؤدي إلى فقدان دائم لوظائف الحركة أو الإحساس.

إعلان

وأضافت أن عدد الإصابات الكبرى في الأطراف يتجاوز 22 ألفا، بينهم أكثر من 5 آلاف حالة بتر وأكثر من 3400 حالة حروق كبرى وأكثر من 2000 إصابات في الحبل الشوكي.

وتفيد المعطيات بأن ربع المصابين بإصابات جسيمة أطفالٌ ويقدر عددهم بنحو 10 آلاف طفل، مشيرة إلى انخفاض مستوى خدمات إعادة التأهيل بنسبة 62% نتيجة الدمار ونقص المعدات بالقطاع.



إقرأ المزيد