كاتب أميركي يحذّر: إعادة إعمار غزة يجب أن لا تكون مدخلا لتوسيع الاحتلال الإسرائيلي
الجزيرة.نت -

Published On 26/11/2025

|

آخر تحديث: 23:59 (توقيت مكة)

شارِكْ

قال مقال نشرته مجلة ناشونال إنترست إن السياسات الأميركية تسمح لإسرائيل بخرق وقف إطلاق النار وتُفاقم الوضع الإنساني في غزة، مؤكدا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدعم خططا مغلوطة لإعادة الإعمار تعزز الاحتلال وتدعم توسعه.

وأشار الكاتب ومحلل السياسة الخارجية ألكسندر لانغلويس إلى أن واشنطن لم تتعامل بجدية مع الكارثة الإنسانية في غزة، بل فضلت التركيز على مشاريع تعيد بناء مناطق مخصصة للإسرائيليين فقط، وتركت الفلسطينيين محاصرين في مناطق مدمرة تعاني نقص المساعدات والخدمات الأساسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list
دعم الاحتلال

وأوضح أن فكرة "المجتمعات الآمنة البديلة" -التي تنوي الإدارة بناءها- ليست سوى إعادة صياغة لمعسكرات احتجاز للفلسطينيين، حيث يُمنع السكان من الحركة تحت سيطرة قوات إسرائيلية أو قوات دولية محتملة، في انتهاك صريح للقانون الدولي ومبادئ الأمن الإنساني.

وأكد أن الهدف الحقيقي من هذه الخطة ليس حماية المدنيين، بل الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لنزع سلاحها عبر استخدام المساعدات كسلاح سياسي، مع الإبقاء على الفلسطينيين في مناطق ضيقة ومحرومة، بما يخدم استمرار السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة.

العلاقة السياسية غير المتوازنة بين واشنطن وتل أبيب تدفع الولايات المتحدة لاتخاذ قرارات تخدم مصالح إسرائيل على حساب القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين.

ولفت لانغلويس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح علنا بأن قواته لن تنسحب قبل نزع سلاح حماس، على الرغم من مخالفة ذلك لاتفاق وقف إطلاق النار.

كما اعتمدت إسرائيل خطة تهجير غير مباشر عبر التحكم بالغذاء والملاجئ، واستغلال المناطق "الآمنة" لتشجيع النزوح نحو مناطق محاصرة وتابعة للسيطرة الإسرائيلية.

ويرى الكاتب أن ترسيخ "الخط الأصفر" الحالي الذي يفصل بين المناطق الخاضعة لسيطرة حماس وتلك الخاضعة لسيطرة إسرائيل في غزة هو "وصفة لحرب دائمة"، وهو أمر لا يخدم المصلحة الأميركية.

فحرب كهذه ستؤدي إلى تعميق الانخراط في الشرق الأوسط، وهذا قد يشتت واشنطن عن شواغل كبرى في الداخل وفي مناطق أخرى من العالم.

إعلان

وأي قرار بتعميق التورط الأميركي في غزة من خلال دعم أحادي فاضح لإسرائيل -خصوصا عندما يدعم سياسات فاشلة وغير قانونية تقتل المدنيين- لا يعكس سلوك إدارة مهتمة بجدية بتحقيق السلام، بحسب المقال.

سياسات فاشلة

وذكّر الكاتب -وهو رئيس تحرير مجلة "داون" الساسية- بأن منظمة "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيا وإسرائيليا فشلت في مهمتها، وتسببت في تفاقم المجاعة داخل القطاع بدل الإسهام في حلّها، وجمعت معلومات استخباراتية عن الفلسطينيين.

وقتلت إسرائيل أكثر من ألفي فلسطيني قرب مواقع المساعدات المزعومة، وفق الكاتب، بينما بررت المؤسسة عمليات القتل بأنها لا علاقة لها بعملياته، وحمّلت حماس مسؤولية الوفيات. ويرى المقال أن هذا ليس نزاهة أو حيادا، بل هو تواطؤ على حساب حياة المدنيين.

وانتقد المقال استمرار استثمار الأمم المتحدة ودعمها لمبادرات مثل المؤسسة، بجانب خطة ترامب لوقف إطلاق النار، التي لن تؤدي إلى سلام مستدام في المنطقة وتقدّم مصالح إسرائيل على حساب المدنيين الفلسطينيين.

وخلص الكاتب إلى أن العلاقة السياسية غير المتوازنة بين واشنطن وتل أبيب تدفع الولايات المتحدة لاتخاذ قرارات تخدم مصالح إسرائيل على حساب القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين. والحل الحقيقي هو الضغط على إسرائيل لاحترام وقف النار، والانسحاب الكامل، والعمل نحو قيام دولة فلسطينية بدون شروط مسبقة.



إقرأ المزيد