الجزيرة.نت - 11/23/2025 11:15:56 PM - GMT (+3 )
Published On 23/11/2025
|آخر تحديث: 22:51 (توقيت مكة)
شارِكْ
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن استهداف هيثم علي الطبطبائي داخل الضاحية الجنوبية لبيروت يشير إلى وجود خرق استخباراتي بالغ الخطورة داخل الدائرة الأكثر انغلاقا في حزب الله.
ورأى الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري في لبنان أن طبيعة العملية ودقتها تكشف مستوى غير مسبوق من الوصول إلى معلومات حساسة تُفترض سريتها الكاملة داخل بنية الحزب.
وقد هزّ انفجار قوي الضاحية الجنوبية لبيروت عصر الأحد إثر غارة إسرائيلية قالت تل أبيب إنها نُفذت "بدقة عالية" ضد شخصية بارزة في الحزب، وأسفرت عن 5 قتلى و28 جريحا وفق وزارة الصحة اللبنانية.
هذا الهجوم، الذي وصفته إسرائيل بأنه استهداف مباشر للطبطبائي، أعاد إلى الواجهة طبيعة المواجهة الاستخباراتية بين الطرفين.
وأوضح الفلاحي أن استمرار الغارات الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار في الجنوب وغزة يعكس أن الاتفاق لا يشمل حزب الله ولا الفصائل الفلسطينية، مما يجعل عمليات الاغتيال والقصف جزءا من مسار لم يتوقف عمليا منذ بداية الحرب.
وتابع مشيرا إلى أن نوع السلاح المستخدم يشير إلى رغبة إسرائيل في تنفيذ اغتيال محدود الأثر داخل منطقة مكتظة، مرجحا اعتماد قنابل من طراز "جي بي يو-39" التي تصيب أهدافا دقيقة داخل مبان سكنية من دون تدمير محيط واسع.
ولفت إلى أن بعض الروايات تتحدث عن 6 قنابل، بينما تشير أخرى إلى استخدام صاروخين قد يكونان من طراز "هيلفاير".
معلومة ذهبيةوتعزز هذه المعطيات -بحسب الفلاحي- القناعة بوجود عملية رصد دقيقة سبقت التنفيذ، خصوصا أن الإعلان الإسرائيلي تحدث عن فترة زمنية لم تتجاوز ساعة واحدة بين تلقي "المعلومة الذهبية" وتنفيذ الاغتيال، ويرى أن هذا الإطار الزمني لا يمكن أن يُنجز بلا معلومة بشرية داخل الدائرة الضيقة للحزب.
ويتقاطع هذا الطرح مع ما أفاد به مراسلو الجزيرة من أن الغارة استهدفت مبنى محددا وطابقا بعينه داخل منطقة حارة حريك، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي عقب الانفجار.
إعلان
وأشار الفلاحي إلى أن الوصول إلى شخصية تُعد مسؤولة عن التخطيط الميداني وتوزيع القطاعات داخل الحزب يعني أن جهازا استخباراتيا ما داخل بنية التنظيم تعرض لخلل جوهري.
واعتبر أن هذا الخرق لا يمكن أن يكون سطحيا، بل يتصل بمعلومات لا يعرفها سوى قلة قليلة، ما يفتح باب التساؤلات بشأن طبيعة الاختراق ومن يقف خلفه.
ولفت إلى أن تداعيات العملية على قيادة الحزب ستكون كبيرة، إذ سينعكس الاغتيال على الأداء العملياتي وعلى مزاج القادة الميدانيين، نظرا للصدمة الناتجة عن وصول إسرائيل إلى شخصية تُعد مركزية في إدارة المعركة.
شلل مؤقتورجح الخبير العسكري أن يعاني حزب الله من شلل مؤقت على مستوى القيادة الميدانية ريثما يُعاد ترتيب الخطوط.
ويعزّز هذا السياق ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية عن أن نتنياهو أعلن نجاح العملية، وتوقع من الحكومة اللبنانية "تجريد الحزب من سلاحه"، مع وضع الجيش في حال تأهب تحسبا لرد محتمل. كما ذكرت مصادر إسرائيلية أن المنظومات الدفاعية رُفعت جاهزيتها عقب تنفيذ الاغتيال.
وشدد الفلاحي على أن السرية التي تحدث عنها الحزب في ملء شواغر قيادية لم تمنع تسرب المعلومة، وهو ما يرجح وجود اختراق بشري في الدائرة الأضيق المحيطة بالطبطبائي، واعتبر أن هذا النمط من الاختراق أخطر من التجسس التقني، لأنه يفتح الباب أمام قدرة أكبر على تتبع تحركات قيادات لا تظهر للعلن.
وفي المقابل قد لا يقتصر الأمر على العنصر البشري، وفق تقديراته، إذ يمكن أن تكون إسرائيل قد زرعت أجهزة تنصت داخل مناطق حساسة في الضاحية، مستفيدة من عملاء محليين قادرين على تمرير معدات صغيرة يصعب رصدها.
ويضيف الفلاحي أن تراكم هذه الوسائل جعل الوصول إلى القيادات أكثر سهولة خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يفسر تعدد المحاولات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومنها ما أشارت إليه القناة 12 بأن الطبطبائي تعرض لمحاولتي اغتيال سابقتين خلال الحرب.
إقرأ المزيد


