الجزيرة.نت - 11/22/2025 7:31:33 PM - GMT (+3 )
Published On 22/11/2025
|آخر تحديث: 19:17 (توقيت مكة)
شارِكْ
تصر المعارضة الفنزويلية والولايات المتحدة على أن الرئيس نيكولاس مادورو بدأ يفقد قبضته على السلطة، متوقعين أن يستقيل قريبا أو يطيح به جيشه، ولكن ذلك لن يؤدي بالضرورة إلى انتقال سلس نحو الديمقراطية في البلاد، حسب مقال بفورين أفيرز.
وأشار المحلل فيل غانسون -في مقاله بالمجلة- إلى أن بعض المحللين حذروا من أن فنزويلا شهدت على مدار السنوات الماضية احتجاجات واسعة قوبلت بالقمع، مما يعني أنه من الصعب استعادة حكم القانون فيها بسرعة بعد سقوط النظام الحالي.
وأوضح الكاتب أن زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تدعم الضغوط العسكرية الأميركية على مادورو، وترى أن سقوطه وشيك، ولكنها تؤكد أن الغزو الكامل للفنزويلا ليس ضروريا.
وقالت ماتشادو في خطاب تسلمها الجائزة "سواء بالاتفاق أو بدونه، سيغادر مادورو"، وأضافت "مادورو بدأ هذه الحرب و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب سوف ينهيها"، كما أن كبار المسؤولين في فنزويلا على دراية بإمكانية شن ضربات أميركية مستهدفة بالطائرات المسيرة أو بالصواريخ.
ومع أن أغلبية واضحة من الفنزويليين تريد رحيل مادورو -حسب الكاتب- فإن الافتراض بأن الإطاحة بالقوة بالحكومة الحالية ستؤدي إلى انتقال سلس نحو الديمقراطية أمر خطير، لأن فنزويلا مليئة بالمجموعات المسلحة التي قد تقاوم انهيار النظام وتعرقل أي جهود لإعادة حكم القانون.
وحتى لو كان نظام مادورو سيئا، فإن بعض السيناريوهات المستقبلية قد تكون أسوأ -كما يرى الكاتب- إذ قد تحل مجموعة عسكرية قوية محل مادورو وتثبت نظاما أكثر قمعا أو أقل كفاءة، كما أن سقوط الرئيس الحالي قد يعزز سلطة الجماعات المسلحة غير الحكومية، مثل المليشيات الكولومبية والعصابات المحلية، التي من المرجح أن تقاوم أي محاولة لإعادة حكم القانون.
إعلان
ولذلك تظل الظروف الدبلوماسية غير مؤهلة لإجبار مادورو على الاستسلام -حسب فيل غانسون- خاصة أنه يعلم أن بقاءه في منصبه أكثر أمانا له في ظل الملاحقات القضائية الأميركية والدولية ضده.
وبدلا من محاولة إجبار مادورو على الاستسلام بالقوة، يرى الكاتب أنه يجب على الأميركيين والمعارضة التركيز على الإستراتيجية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى انتقال سلمي ومستدام، ألا وهي المفاوضات الشاملة المدعومة دوليا، مهما كانت صعبة ومهما تطلبت من وقت.
وفي هذا السياق، ذكر الكاتب بأن المعارضة الفنزويلية لم يكن لها دائما موقف متشدد، وقد تراوحت السيطرة عليها بين المعتدلين والمتشددين خلال العقدين الماضيين، ولكن ماتشادو انقطعت مع اثنين من السياسيين البارزين في المعارضة عن القيادة المعتدلة لمتابعة ما سموه "الطريق للخروج".
وقد أدى ذلك -حسب الكاتب غانسون- إلى شهور من الاحتجاجات، رد عليها مادورو بحملة قمعية أسفرت عن مقتل 43 شخصا، وتكرر السيناريو نفسه بعد ذلك مع احتجاجات أخرى، مما جعل ماتشادو تستنتج أن الإطاحة بمادورو تتطلب تدخلا عسكريا خارجيا.
وبين تهديدات التدخل الأميركي، وخوف الناس من القمع، وانعدام الثقة بخطوات المعارضة، تواجه فنزويلا أزمة اقتصادية خانقة تزيد من خطورة الوضع، حيث سيصل التضخم السنوي المتوقع إلى 700% عام 2026، والحد الأدنى للأجور أقل من دولار واحد، حسب الكاتب.
هذه الظروف -كما يقول فيل غانسون- تدفع بعض الفنزويليين لدعم أي وسيلة سريعة لإنهاء حكم مادورو، حتى لو كان ذلك عنفا، لكن أي محاولة مفاجئة للإطاحة بالرئيس الحالي قد تؤدي إلى نتائج كارثية، وقد لا يؤدي إلى تمكين المعارضة المعتدلة.
الانتقال السلمي والتدريجي هو السبيل الأكثر أمانا لضمان الديمقراطية في فنزويلا، لأن أي محاولة لعزل مادورو بالقوة قد تضاعف القمع والفوضى الاقتصادية
وعلى الرغم من فشل المعارضة في فرض نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن المكاسب الحقيقية التي حققتها على مدى ربع القرن الماضي كانت نتيجة المفاوضات والانتخابات وليست بسبب العنف، كما يقول الكاتب.
كما أن الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقيات بربادوس المدعومة من إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ساعدت المعارضة على تحقيق نجاحات ملموسة مثل فوز ماتشادو في الانتخابات التمهيدية، رغم رفض مادورو الاعتراف بالنتائج.
ويخلص التحليل إلى أن الانتقال السلمي والتدريجي هو السبيل الأكثر أمانا لضمان الديمقراطية في فنزويلا، لأن أي محاولة لعزل مادورو بالقوة قد تضاعف القمع والفوضى الاقتصادية وتؤدي إلى صراع مسلح طويل الأمد، تاركة البلاد في وضع أسوأ مما هي عليه اليوم.
إقرأ المزيد


