إدانة بلجيكي بتهمة ارتكاب إبادة بحق الأيزيديين
الجزيرة.نت -

Published On 13/11/2025

|

آخر تحديث: 23:20 (توقيت مكة)

شارِكْ

أدانت محكمة الجنايات في بروكسل، اليوم الخميس، البلجيكي سامي جيدو، المقاتل السابق في تنظيم الدولة الإسلامية، بارتكاب جرم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق الأقلية الأيزيدية في العراق وسوريا، في أول محاكمة من نوعها تشهدها بلجيكا تتعلق بالجرائم الجماعية التي ارتكبها التنظيم ضد الأيزيديين.

وحُوكم جيدو غيابيا، نظرا لوفاته المفترضة في غارة جوية أميركية على مدينة الرقة السورية عام 2016، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). لكن السلطات البلجيكية لم تتلقّ تأكيدا رسميا لوفاته، ما دفع القضاء إلى المضي في المحاكمة لإقرار المسؤولية القانونية عن الجرائم المنسوبة إليه.

وأدانت المحكمة جيدو بارتكاب إبادة جماعية بحق الإيزيديين، ضمن حملة تنظيم الدولة التي بدأت في عام 2014، كما أدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تشمل اغتصاب 3 نساء إيزيديات واستعبادهن جنسيا بين عامي 2014 و2016.

وقد أدلت اثنتان من الضحايا الإيزيديات بشهادتهما أمام المحكمة، موضحتين حجم الانتهاكات التي تعرضتا لها على يد عناصر التنظيم.

وُلد سامي جيدو في بروكسل عام 1989 لأم بلجيكية وأب من ساحل العاج، واعتنق الإسلام في سن الخامسة عشرة، قبل أن يسافر إلى سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2012 للانضمام إلى تنظيم الدولة.

ويُعتقد أنه أصبح لاحقا قياديا في وحدة العمليات الخارجية للتنظيم، المسؤولة عن التخطيط لهجمات في أوروبا.

وفي عام 2021، حكمت عليه محكمة بلجيكية بالسجن 13 عاما بتهمة "قيادة جماعة إرهابية". كما ورد اسمه في محاكمات لاحقة تتعلق بشبكات الدعم التي ساعدت في تنفيذ هجمات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا.

الإيزيديون هم أقلية ناطقة بالكردية تتبع ديانة ما قبل الإسلام، ويتمركزون في شمال العراق (رويترز)
"قضية تاريخية"

وقالت المحامية أوليفيا فينيت، التي تمثل الضحايا، إن هذه القضية "تاريخية لبلجيكا"، كونها أول مرة يُدان فيها شخص بتهمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في البلاد، مشيرة إلى أن بلجيكا كانت من أكثر الدول الأوروبية التي انضم منها مقاتلون أجانب لصفوف تنظيم الدولة بالنسبة لعدد السكان.

إعلان

وسبق أن أجرت دول أوروبية أخرى محاكمات مشابهة. ففي فبراير/شباط الماضي، حكمت محكمة سويدية بالسجن 12 عاما على امرأة تبلغ من العمر 52 عاما بعد إدانتها بارتكاب إبادة جماعية لاحتفاظها بنساء وأطفال إيزيديين كعبيد في منزلها بسوريا.

ويُعد الأيزيديون أقلية ناطقة بالكردية تتبع ديانة ما قبل الإسلام، ويتمركزون في شمال العراق. ونشأت العقيدة الإيزيدية في إيران منذ أكثر من 4 آلاف عام، وتختلف عن الأديان الأخرى بأنها مغلقة وغير تبشيرية ولا تقبل بانضمام جدد إليها، إلا من يولد لأب وأم إيزيديين.

وقد تعرضوا منذ أغسطس/آب 2014 لحملة اضطهاد واسعة من قبل تنظيم الدولة، تضمنت القتل الجماعي والاختطاف والاغتصاب والعبودية. ووصفت الأمم المتحدة تلك الحملة بأنها "إبادة جماعية ممنهجة"، مشيرة إلى أن آلاف النساء والفتيات الأيزيديات تعرضن للانتهاكات الجسيمة.



إقرأ المزيد