هل تستغل واشنطن مزاعم استهداف المسيحيين بنيجيريا لتحقيق مصالحها؟
الجزيرة.نت -

Published On 8/11/2025

|

آخر تحديث: 17:40 (توقيت مكة)

شارِكْ

يرى الأكاديمي في جامعة أبوجا النيجيرية، عمر كاري، أن الولايات المتحدة قد تسعي لاستغلال مزاعم "استهداف المسيحيين" في نيجيريا، من أجل الوصول إلى موارد البلاد الطبيعية.

وقال كاري في حديثه لوكالة الأناضول إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الأوضاع في نيجيريا تمثل "تزييفا للحقائق"، مشيرا إلى أن ترامب كان قد اتهم الحكومة النيجيرية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتجاهل ما سماه "قتل المسيحيين"، ولوّح في بداية نوفمبر/تشرين الثاني بقطع المساعدات عن أبوجا واستخدام القوة ضدها.

وأوضح الأكاديمي النيجيري أن العنف في نيجيريا لا يمثل عملا ممنهجا من قبل الدولة، ولا يمكن تصنيفه على أنه إبادة جماعية، مؤكدا أن هذا المفهوم في القانون الدولي لا ينطبق إلا على الحالات التي تتخذ فيها الدولة إجراءات منظمة ضد فئة محددة، وهو ما لا يحدث في نيجيريا.

وأضاف كاري أن تصريحات ترامب تأتي في إطار مناورات سياسية داخلية تهدف إلى كسب دعم الجماعات الدينية في الولايات المتحدة، موضحا أن ترامب يسعى لتصوير نفسه كـ"مدافع عن المسيحيين"، لكن ذلك ليس سوى استعراض سياسي يخدم أجنداته الانتخابية.

أجندات اقتصادية

وأشار الأكاديمي إلى أن لهذه التصريحات أبعادا اقتصادية محتملة، قائلا إن الولايات المتحدة سبق أن تدخلت في دول مثل ليبيا والعراق وسوريا تحت ذرائع إنسانية، بينما كانت الدوافع الحقيقية في كثير من الأحيان تتعلق بالموارد الطبيعية.

وأكد كاري أن نيجيريا، بما تمتلكه من ثروات باطنية، قد تكون هدفا لحسابات مشابهة.

من جانبه، شدد الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو على التزام بلاده بحل تحدياتها الأمنية، معربا عن ثقته بأن نيجيريا ستتمكن من "هزيمة الإرهاب رغم الصعوبات"، وستواصل تعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة.

وأكد تينوبو أن نيجيريا تعمل عبر الحوار والدبلوماسية مع شركائها الدوليين، قائلا إن بلاده "تؤيد السلام وستتغلب على المشكلات بالتعاون الدولي".

إعلان

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد أعمال العنف والهجمات في عدد من المناطق النيجيرية، والتي تُعزى أحيانا إلى نزاعات بين مزارعين ورعاة، وأحيانا أخرى إلى توترات طائفية وعرقية أو نشاطات إرهابية.

وتؤكد الحكومة النيجيرية أن تلك الهجمات لا تستهدف المسيحيين على أساس ديني، وأن ضحاياها من المسلمين والمسيحيين على حد سواء.



إقرأ المزيد