الجزيرة.نت - 10/25/2025 10:19:58 AM - GMT (+3 )
Published On 25/10/2025
|آخر تحديث: 10:00 (توقيت مكة)
شارِكْ
أظهر تحليل أجرته وكالة بلومبيرغ أنه ورغم الأرقام المذهلة التي تحققها استثمارات الذكاء الاصطناعي حول العالم، يرى محللون أن هذا الازدهار يخفي وراءه تباطؤا مقلقا في الاستثمار الحقيقي والإنتاجي.
ويشير التقرير إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي يستهلك معظم موارد التمويل والطاقة والعمالة في الاقتصادات الكبرى، مما أدى إلى تراجع واضح في قطاعات التصنيع والبناء التقليدية.
حيث يقول جون إنغل، الرئيس التنفيذي لشركة "ويسكو إنترناشونال"، إن الذكاء الاصطناعي يلتهم الأكسجين في الغرفة الاقتصادية كلها، مضيفا أن الشركات التي لا تمتلك موقعا في هذا السباق التكنولوجي، تفقد فرص النمو وتظل على الهامش.
وتقدّر بلومبيرغ إيكونوميكس أن الإنفاق العالمي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي سيبلغ نحو 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030، إلا أن هذا السخاء المالي يخفي ضعفا في الاستثمار الصناعي والإنتاجي التقليدي.
ويقول التقرير إن القطاع الصناعي الأميركي لم يُظهر أي مؤشرات على التعافي من الركود الممتد، بينما تراجعت ثقة المستهلكين إلى مستويات مشابهة لتلك التي سادت خلال الأزمة المالية الكبرى. وتشير بيانات التوظيف إلى أن نمو الأجور والوظائف محصور في مجالات مرتبطة مباشرة بالذكاء الاصطناعي والبنية الرقمية.
وتوضح الخبيرة الاقتصادية ريبيكا باترسون، كبيرة المخططين السابقين في صندوق بريدج ووتر أسوشييتس، أن الاقتصاد الأميركي لولا الذكاء الاصطناعي لكان الآن في حالة ركود طفيف أو نمو شبه صفري، مؤكدة أن الطفرة التقنية الحالية تخفي ضعف الاستثمار الكلي في القطاعات الإنتاجية.
ووفق بلومبيرغ إيكونوميكس، فإن إسهام الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي الأميركي قد يرتفع إلى 1.5 نقطة مئوية العام المقبل، مع ضخ شركات مثل غوغل، وأمازون، وميتا، ومايكروسوفت استثمارات تتراوح بين 400 و600 مليار دولار سنويا في مراكز البيانات والتقنيات الحسابية المتقدمة.
إعلان
بيد أن هذا التوسع لا يعني بالضرورة ازدهارا اقتصاديا متوازنا، إذ إن الطفرة تتركز في عدد محدود من الشركات العملاقة التي تستحوذ على معظم التمويل والمواهب، فهذا الاحتكار التقني، وفق المحللين، يعزز هشاشة النمو الاقتصادي ويزيد من تركز الثروة في يد فئة محدودة من الشركات والمستثمرين.
ويخلص التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي بات بمثابة الأكسجين الذي يُبقي الاقتصاد حيًا في المدى القصير، لكنه يخنق تنوع الاستثمار في المدى الطويل، مما قد يجعل الاقتصادات المتقدمة أكثر عرضة لتقلبات مفاجئة عند أول تباطؤ في موجة الذكاء الاصطناعي الحالية.
إقرأ المزيد


