الجزيرة.نت - 8/6/2025 12:33:01 AM - GMT (+3 )
إذا كنت تخوضين تجربة الرضاعة الطبيعية للمرة الأولى، فقد تتفاجئين بتنوع ألوان حليب الأم، إذ يعتقد كثير من الأمهات أن لونه يجب أن يشبه الحليب الصناعي أو حليب البقر. إلا أن حليب الأم يمكن أن يختلف في لونه بشكل ملحوظ، وتتأثر درجته وصفاؤه بعدة عوامل وحالات صحية أو غذائية.
ما لون حليب الرضاعة الطبيعي؟يختلف لون حليب الثدي من أم لأخرى، لذلك لا يوجد سبب لمقارنة لون حليبك بلون حليب أمهات أخريات. ففي أغلب الأحيان، يكون لون الحليب فاتحا، وغالبا ما يميل إلى الأبيض، لكنه قد يظهر أحيانا بدرجات من الأصفر أو الأزرق، وكلها ألوان طبيعية ولا تدعو للقلق.
حليب الرضاعة الأصفريميل لون حليب الرضاعة إلى درجات الأصفر في عدة حالات، أولها عندما يكون في مرحلة اللبأ، أو بسبب التجميد، أو نتيجة لتناول بعض المكونات في النظام الغذائي.
1- اللبأ: إذا كنت قد أنجبت مؤخرا، فقد تتفاجئين برؤية حليب ثدي أصفر كثيف بدلا من الحليب الأبيض الخفيف المعروف. وهذا أمر طبيعي تماما خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة.
يُسمى هذا الحليب باللبأ، أو الحليب الأول، لأنه أول حليب ينتجه الثدي بعد الولادة. ويتميز اللبأ بأنه غني بالأجسام المضادة ويكون أكثر كثافة، وسيستمر إنتاجه لمدة تصل إلى 5 أيام بعد الولادة.
2- النظام الغذائي: قد يستمر إنتاج حليب الثدي الأصفر حتى بعد أشهر من الرضاعة الطبيعية، خاصة إذا كنت تتناولين أطعمة صفراء أو برتقالية اللون بكثرة، مثل الجزر أو البطاطا الحلوة.
3- التجميد: من الشائع أن يتغير لون حليب الرضاعة بعد التجميد. إذ قد يبدو حليب الثدي أبيض في البداية ثم يتحول إلى لون أصفر فاتح، وهو أمر طبيعي ولا يشير إلى وجود مشكلة في جودته أو صلاحيته.
تتوقع معظم النساء أن يكون حليب الثدي باللون الأبيض عند الرضاعة الطبيعية أو أثناء شفطه، لكن اللافت أن الجسم لا يبدأ عادة بإنتاج الحليب الأبيض إلا بعد مرور عدة أيام على الولادة. ففي البداية، يفرز الثدي اللبأ، ثم يبدأ تدريجيا بالتحول إلى الحليب الناضج، الذي يترافق مع زيادة كمية الحليب المدرّ.
حليب الرضاعة الأزرقمن الطبيعي أن يميل لون حليب الأم أحيانا إلى درجات الأزرق، خاصة في بداية جلسة الرضاعة أو الشفط. يُعرف هذا الحليب المبكر بـ"الحليب الأمامي"، ويكون خفيف القوام، قليل الدهون، وهو غني بالماء والإلكتروليتات.
إعلان
ومع تقدم الرضاعة أو الشفط، يبدأ "الحليب الخلفي" في التدفق، ويكون أكثر كثافة ودهونا، مما يمنحه لونا أبيض غنيا أو أصفر أكثر سماكة.
ويُلاحظ هذا اللون المزرقّ بشكل أوضح عندما تكون الثديان ممتلئتين أو عند زيادة الفاصل الزمني بين الرضعات، إذ يؤدي تراكم الحليب إلى ارتفاع نسبة الماء فيه، ما يضفي هذا المظهر الأزرق الفاتح.
حليب الرضاعة الأخضرلا داعي للقلق إذا لاحظت أن حليب الثدي أصبح مائلا إلى اللون الأخضر، فغالبا ما يكون السبب مرتبطا بما تناولتِه مؤخرا. فقد يؤدي شرب العصائر الخضراء أو تناول كميات كبيرة من الخضراوات الداكنة مثل السبانخ أو الجرجير إلى تغير لون الحليب بشكل مؤقت.
ورغم أن اللون قد يبدو غريبا، إلا أنه غير مضر، وسرعان ما يعود الحليب إلى لونه الطبيعي بمجرد توازن نظامك الغذائي.
يمكن أن يظهر حليب الثدي بلون وردي أو مائل للأحمر لسببين رئيسيين، وكلاهما لا يدعو للذعر في أغلب الحالات. تماما كما قد يتحول لون الحليب إلى الأخضر عند تناول أطعمة خضراء، فإن تناول أطعمة أو مشروبات ذات لون أحمر قوي -مثل الفراولة، الشمندر، أو المنتجات التي تحتوي على صبغات حمراء صناعية- قد يؤدي إلى تغير مؤقت في لون الحليب.
السبب الآخر يعود إلى وجود كميات ضئيلة من الدم في الحليب، وهو أمر شائع الحدوث ولا يُعد خطرا في الغالب. قد يكون ذلك ناتجا عن تشققات في الحلمات أو تمزق شعيرات دموية صغيرة في الثديين، وغالبا ما يتوقف النزيف بمجرد شفاء الجسم. في هذه الحالات، لا حاجة للتوقف عن الرضاعة أو شفط الحليب، إذ يبقى آمنا للطفل.
لكن، في حال استمر تغير اللون ولم يعد الحليب إلى مظهره الطبيعي خلال عدة أيام، يُنصح بمراجعة الطبيب، لأن استمرار وجود الدم قد يشير إلى عدوى في الثدي أو، في حالات نادرة جدا، إلى التهاب أو سرطان الثدي، خاصة إذا صاحبته أعراض أخرى كالألم أو التورم أو تغيرات في الجلد.
حليب الرضاعة الأسودإذا كان حليب الثدي لديك داكنا ولونه أسود أو بني وكنت تتناولين دواء، ففي معظم الحالات، يُمكنكِ إلقاء اللوم على مكونات هذا الدواء. وبشكل عام، قبل تناول أي دواء، أخبري طبيبك بأنك ترضعين.
وختاما، من الطبيعي أن يتغير لون حليب الأم في البداية مع انتقال جسمك من إنتاج اللبأ إلى الحليب الانتقالي ثم إلى الحليب الناضج، خلال الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية، وحتى بعد دخولك مرحلة الحليب الناضج تماما، فإن ما تتناولينه يمكن أن يؤثر على لون الحليب أيضا. وطالما أن طبيبك قد أكد أن أي مكملات أو أدوية تتناولينها آمنة للرضاعة الطبيعية، فلا داعي للقلق.
إقرأ المزيد