الجزيرة.نت - 7/18/2025 9:06:31 PM - GMT (+3 )
بعد أن شهدت انتشارا امتد أكثر من عقد من الزمان منذ عام 2010، ها هي مشدات الخصر تعود بقوة، لكنها تُسوّق هذه المرة على أنها تقلل محيط الخصر، وتساعد على إنقاص الوزن، وتمنح "قواما شبيها بالساعة الرملية"، لدرجة أن هناك من ترتدي اثنين منها في آن واحد "لمزيد من التنحيف".
ولأن مشدات الخصر الحديثة اليوم تُصمم لتغيير شكل الجسم على المدى الطويل، فقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من برامج العافية واللياقة البدنية اليومية، على أمل أن تحقق أهدافها السحرية.
حيث يوصي كثير من المؤثرين بارتدائها طوال الليل، كجزء من روتين تجميلي صارم، ففي أحد الإعلانات على الإنترنت ادعت عارضة أزياء أنها "خسرت 5 بوصات بعد ارتداء مشد تدريب مدة 6 إلى 8 ساعات يوميا".
وبدأت مشدات الخصر تنتشر بشكل ملحوظ في محتوى الصالات الرياضية على الإنترنت أيضا، حيث يزعم العديد من مُنشئي هذا المحتوى -وخصوصا على موقع "تيك توك"- أن ارتداء حزام ضيق أثناء التمرين "يُعزز إفراز كثير من العرق حول البطن، مما يدعم فقدان الوزن في تلك المنطقة". ويوصي آخرون ممن يُسمون أنفسهم خبراء بارتدائها طوال اليوم "حتى أثناء الراحة"، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.
وتبقى المعلومات متضاربة إذن حول مشدات الخصر، لكن المهم هو ما تفعله بأجسامنا، وما يجب معرفته قبل استخدامها.
هل تساعد مشدات الخصر على إنقاص الوزن؟مشدات الخصر نوع من التصاميم تشبه الحزام، ويتم ارتداؤها تحت الملابس لحضور مناسبة أو طوال اليوم، كطريقة لمنح الجسم شكلا أكثر رشاقة، وتُصنع عادة من مزيج من النايلون أو اللاتكس.
وتقول الدكتورة جميلة واكيم فليمنج مختصة أمراض الجهاز الهضمي والكبد لموقع "كليفلاند كلينك"، إن هذه المشدات يسوق لها كطريقة "سريعة" لفقدان الوزن بمزيج من 3 تأثيرات:
إعلان
- الضغط والتضييق الشديدان على منطقة البطن.
- التعرق.
- فقدان الشهية.
لكنها تؤكد أن هذا غير ممكن، وما تحققه مشدات الخصر مؤقت فقط، لأن الطريقة الرئيسية التي تُساعد بها مشدات الخصر على فقدان الوزن مؤقتا هي كبح الشهية؛ "وهي ليست طريقة مستدامة لفقدان الوزن، ولا يستحق التعب المرتبط بهذه المنتجات".
8 آثار جانبية محتملة لمشدات الخصروحسب المديرة الطبية في عيادة "ميدلاند هيلث" بمدينة برمنغهام الدكتورة روبا بارمار فإنه "لا يوجد دليل علمي يدعم الادعاء أن مشدات الخصر قد تُؤدي إلى فقدان الدهون أو تغيير شكل الجسم على الأمد الطويل". لكن تأثيرها الحقيقي قد يتمثل في مجموعة من الآثار الجانبية المحتملة، بحسب مدة ارتدائها؛ ومن أهمها:
ضيق في التنفس أو حتى الإغماء، وتقول بارمار "إذا كنتِ تُقيدين خصرك وتضغطينه، فأنت لا تسمحين بمساحة كافية لحركة الحجاب الحاجز، مما قد يؤدي إلى ضيق في التنفس أو حتى الإغماء".
مشكلات في القلب، فبينما تُركز مشدات الخصر على معدتك، فإن الضغط قد يؤثر أيضا على رئتيك ويسبب صعوبة في التنفس، لعدم حصولك على كمية كافية من الأكسجين مع كل نفس، مما يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية، وقد يسبب مشكلات في القلب"، وفقا للدكتورة فليمنج.
ولهذا السبب بالتحديد، أوصى المجلس الأميركي لجراحة التجميل بالتخلص من مشدات الخصر.
الطفح الجلدي ومشكلات الجلد، فمن المخاوف الأخرى المتعلقة بمشدات الخصر -حسب الدكتورة فليمنج- أن مادتها مصنوعة من مواد مثل اللاتكس التي لا تسمح بمرور الهواء، وقد تؤدي عند شدها إلى التعرق وتهيج الجلد والشعور بالحكة، نظرا لأنها ضيقة جدا، وتكون مزعجة للأشخاص ذوي البشرة الأكثر حساسية.
الضغط على الجهاز الهضمي، فبحسب بارمار فإن هناك مصدرَ قلق آخر وهو "التأثير الضاغط على الجهاز الهضمي"، والذي قد يؤدي بدوره إلى "حرقة المعدة، والانتفاخ، وارتجاع المريء الناتج عن الإمساك".
تدهور قوة العضلات، فعدم تشغيل عضلات البطن بسبب الإفراط في ارتداء مشد الخصر قد يؤدي إلى إضعاف عضلات الجذع التي تتعرض هي الأخرى للضغط والانضغاط باستمرار، وهو ما يؤدي في الواقع إلى "تدهور قوة العضلات، وخاصة عضلات الجذع".
إضعاف الأعضاء الداخلية، فلا تؤثر مشدات الخصر على المظهر الخارجي فحسب، بل تشير الدكتورة واكيم فليمنج إلى أن "ضغط المشد المستمر على الأعضاء الداخلية، وخصوصا الكبد والكلى والبنكرياس والطحال، قد يكون خطِرا جدا على الأمد الطويل".
رشاقة وهمية لا تدوم، تقول الدكتورة بارمار "إذا قضيتِ معظم اليوم في ارتداء مشد الخصر فقد تخلعينه وتعتقدين أنك تبدين أكثر رشاقة، أو أن خصرك أصبح أضيق قليلا؛ لكن هذا عادة ما يكون وهما".
حيث إن مشدات الخصر قد يكون لها تأثير قصير الأمد على تغيير مظهر منطقة البطن، لكن هذا التأثير لن يدوم طويلا بعد إزالة المشد.
وتُرجح بارمار أن يكون هذا الوهم ناتجا فقط عن فقدان بسيط للسوائل، ربما حتى من التعرق والضغط، "وليس فقدانا فعليا للدهون، أو إعادة تشكيل الجسم".
إعلان
قد تسبب الإدمان، هذا ما قالته كلوي البالغة من العمر 26 عاما لصحيفة إندبندنت، وهي تنظر إلى 3 مشدات خصر في خزانة ملابسها، كانت ترتديها في 16 من عمرها قبل مغادرة المنزل، وفي صالة الألعاب الرياضية، أو المدرسة، أو حتى أثناء النوم.
لكنها لم تعد تنجذب إليها كما كانت من قبل؛ وتقول: كنت شديدة الاهتمام بمظهري، وكان ذلك نابعا من عدم ثقتي بنفسي، والآن "لا أنصح بها أحدا، إنها غير مريحة وخطِرة، وقد تسبب الإدمان".
تشدد الدكتورة فليمنج على أن "مشدات الخصر لا ينبغي أن تكون قطعة ملابس يومية"، وتوصي باستخدامها عند الضرورة، وبشكل مؤقت وخفيف؛ وتنصح بالتوقف فورا عن ارتدائها عند الشعور بالأعراض الأربعة التالية:
- ارتجاع حمضي أكثر من المعتاد.
- ارتجاع الطعام بعد الأكل.
- صعوبة في التنفس.
- تورم في الساقين.
أيضا، توصي الدكتورة بارمار بأن نسأل أنفسنا: "ما الذي نسعى إلى تحقيقه باستخدام مشد الخصر؟ وأن نفكر في طرق أخرى لتغيير شكل الجسم، مثل التركيز على تقوية العضلات، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة تمارين الجذع مثل البيلاتس واليوغا".
إقرأ المزيد