شخص يتواصل مع مسؤولين بصفته ماركو روبيو.. ونشطاء: ما خفي أعظم
الجزيرة.نت -

تهكم ناشطون على واقعة انتحال صوت وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والتي اعتبرها البعض دليلا جديدا على حالة عدم المسؤولية التي تعتري إدارة دونالد ترامب، في حين اعتبرها آخرون أمرا متعمدا.

تناولت حلقة 2025/7/9 من برنامج "شبكات"، قيام أحد الأشخاص بانتحال شخصية روبيو اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، وتواصله مع عدد من المسؤولين المهمين.

وأعادت هذه الواقعة للأذهان ما عُرِف بفضيحة "سيغنال"، التي أثارت جدلا واسعا في الولايات المتحدة، في مارس/آذار الماضي، بعدما قام مستشار الأمن القومي السابق مايكل والتز بضم صحفي عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية، تضم كبار المسؤولين الأميركيين لمناقشة توجيه ضربات ضد جماعة الحوثيين في اليمن، ما أدى لإقالته لاحقا.

ما حدث هذه المرة -حسب رواية وزارة الخارجية الأميركية- أن شخصا استخدم صوت روبيو عن طريق الذكاء الاصطناعي، وأرسل رسائل صوتية لعدد من المسؤولين عبر تطبيق سيغنال أيضا.

ومن المعروف أن الذكاء الاصطناعي بات بإمكانه اليوم تقليد كل شيء، صوتا وأسلوبا في وقت لا يتجاوز 15 ثانية، حسب شبكات، الذي استعرض حادثة تقليد روبيو التي وقعت منتصف الشهر الماضي.

واعتمد المنتحل صوت وأسلوب روبيو في الخطابات الرسمية، وتواصل مع 5 مسؤولين بينهم 3 وزراء أجانب وعضو في الكونغرس وحاكم ولاية أميركية.

وترك المنتحل رسائل صوتية لاثنين من هؤلاء المسؤولين على الأقل. وفي إحدى المرات، أرسل رسالة نصية لدعوة الشخص المستهدف للتواصل عبر سيغنال.

وزارة الخارجية الأميركية أصدرت تحذيرا إلى جميع موظفي البعثات الدبلوماسية والقنصلية في 3 يوليو/تموز الجاري، ونبهت شركاءها الخارجيين من الحسابات المزيفة وانتحال الشخصيات.

وقالت الوزارة إن المعلومات التي تتم مشاركتها مع طرف ثالث ربما تتعرض للخطر إذا جرى اختراق الأفراد المستهدفين، وإن ما حصل "لا يشكل تهديدا إلكترونيا مباشرا لها".

ووفقا للخارجية الأميركية -التي رفضت مناقشة محتوى هذه الرسائل وأسماء المسؤولين الذين وصلتهم- فقد كان المنتحل يحاول الحصول على معلومات حساسة أو الوصول إلى حسابات المسؤولين عبر التضليل الصوتي والنصي.

إعلان

وقد أكدت المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس أن الخارجية على علم بهذه الواقعة، وقالت إنها تراقب الأمر وتتعامل معه، وتأخذ حماية معلوماتها على محمل الجد، مشيرة إلى اتخاذ خطوات لتحسين وضع الأمن السيبراني في الوزارة لمنع الحوادث المستقبلية.

وعلى مواقع التواصل، شكك ناشطون في الرواية الرسمية لما حدث، في حين اعتبرها آخرون محاولة لإيصال رسائل معينة للداخل والخارج بطريقة مشفرة.

وما خفي أعظم

فقد تساءل وائل العبود "هل من المعقول أن يكون الوزير قد قام بالاتصال بالمسؤولين وهو في غير وعيه، وقال كلاما غير دبلوماسي، ثم أصدرت الوزارة هذا التحذير تفاديا للصدامات السياسية؟"، مضيفا "لا نستغرب شيئا".

كما كتب خالد عبدالله دعقين "وما خفي من فضائح الإمبراطورية الرقمية أعظم.. إذا كان مستشار أمنهم لا يُحسن إدارة مجموعة في تطبيق، فكيف يديرون حروبا على بُعد آلاف الأميال؟".

وأضاف دعقين "إذا كان وزيرهم يمكن استنساخه بصوت مزيف يُخدع به وزراء وساسة، فلا عجب أن تنهار الهيبة، وتُفضح الأسرار".

أما فرح محمود فكتبت "كأنه البلد سايبة.. وزير الدفاع بيناقش خطط وزارته والقصف والاستهدافات على سيغنال، وهلا واحد بيقلد صوت وزير الخارجية وبيحكي مع المسؤولين.. الله يستر ما حدا بينتحل شخصية الرئيس (دونالد ترامب) ويعلن الحرب على روسيا".

وأخيرا، علَّق معتز غازي، بالقول "هاي (هذه) كلها أفلام مقصودة وعملية التسريب مو (ليست) عفوية، هم قاصدين كل هاي الأفلام تظهر وفيها رسائل مشفرة لأطراف داخلية في أميركا وخارج أميركا".

يشار إلى أن شخصا انتحل شخصية رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، في مايو/أيار الماضي، بعدما اخترق هاتفها وأجرى مكالمات وأرسل رسائل إلى أعضاء في مجلس الشيوخ وحكام ولايات ومديرين تنفيذيين.

وفي ذلك الوقت، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) تحذيرا من "جهات خبيثة" قال إنها تنتحل صفة مسؤولين أميركيين كبار.

واتهم المكتب آنذاك هذه الجهات بإطلاق "حملة رسائل نصية وصوتية خبيثة مستمرة" استهدفت كبار القادة الحكوميين الآخرين ومعارفهم للحصول على معلومات أو تمويل، واعتمدت على رسائل صوتية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي.

9/7/2025-|آخر تحديث: 21:14 (توقيت مكة)



إقرأ المزيد