جريدة الراي - 12/1/2025 10:04:59 PM - GMT (+3 )
- ثابت المهنا: إزالته واجبة فلم تبقَ من ذكراه إلا زفرته المُزعجة لزائري المنطقة
- العماني أحمد الفارسي: الناس تأخذ طرقاً أخرى بعيداً عنه حتى لا تلتصق ريحة «الزفر» بالملابس
- الإماراتي محمد الجسمي: ضرورة إزالته أو معالجة الروائح الكريهة للحفاظ على المعلم الجميل
- أحمد الأنصاري: مفارقة عجيبة أن يوجد سوق تراثي تُفسده روائح غير مناسبة ومزعجة للرواد
- يوسف علي: خسائر المحلات المجاورة كبيرة لأن الروائح «تطفش» الزبائن
- أم علي: أي زبون سيشتري السمك ثم يتجوّل حاملاً أكياسه وسط المحلات
بعد نحو شهرين من تناول «الراي» موضوع سوق السمك في منطقة المباركية، في تحقيق تحت عنوان «سوق السمك في المباركية... ريحته فاحت»، وتسليط الضوء على أثره السلبي على هذه المنطقة التراثية والحيوية التي تمثل نقطة جذب سياحي لزوار الكويت، بسبب رائحته التي تطغى على الأجواء، ارتفعت من جديد الأصوات التي تناشد المعنيين بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة.
فرائحة السوق، تنتشر في أغلب أركان المنطقة وأسواقها، الأمر الذي لم يعد يُجدي معه رش العطور، ولا إشعال البخور الذي يقوم به أصحاب وعمال المحال المجاورة، وهو ما دفع رواد السوق إلى مناشدة المعنيين، بضرورة إغلاق السوق الذي لم يعد له جدوى اقتصادية، لاسيما أن أغلب بسطاته مغلقة وليس لها مستغلون، فيما تشكل الروائح المنبعثة مصدر إزعاج لرواد المنطقة.
والأصوات المناشدة لم تقف عند المواطنين، بل تجاوز الأمر إلى إخوة خليجيين يزورون المنطقة التقتهم «الراي» وعبّروا عن انزعاجهم من الروائح التي تنبعث من السوق وتفسد عليهم تجربتهم في واحد من أعرق المعالم الشعبية في الكويت، مناشدين بضرورة إعادة «الروح» إلى السوق وإبرازه كوجهة سياحية رئيسية في البلاد، حيث يرى كثيرون أن وجود سوق السمك بين محلات العطور والبخور بات غير متوافق مع الجهود المبذولة لتطوير المكان والحفاظ على طابعه التراثي.
رأي خليجي
«الراي» جالت في سوق المباركية مرة أخرى، والتقت مجموعة من رواده، منهم الزائر محمد الجسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أكد أن «المرور بجوار سوق السمك أصبح مهمة صعبة، إذ تضطر لاستخدام الكمامة لتفادي الروائح النفاذة»، مطالباً بازالته أو معالجة الروائح الكريهة للحفاظ على هذا المعلم الجميل.
وذكر الزائر أحمد الفارسي من سلطنة عُمان، أنه من رواد سوق المباركية، وأنه لا يمكن أن يزور الكويت من دون أن يتجوّل في المباركية لمكانتها التاريخية وللراحة النفسية التي يشعر بها، لافتاً إلى أن «الوقت قد حان لإزالة سوق السمك من المكان لما يسببه من تشويه للمنظر العام. فأنا لا أرتاد بعض الممرات بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من سوق السمك، لدرجة أن الناس تأخذ طرقاً أخرى حتى لا يمروا من أمام السوق، خوفاً من التصاق ريحة الزفر بالملابس».
برك وأوساخ
من جهته، أكد الفريق متقاعد ثابت المهنا أن «سوق السمك كان مميزاً عند نشأة منطقة المباركية، ولكن مع التطوّر العمراني وافتتاح أسواق السمك في شرق والفحيحيل والأسواق الموازية ضعف الإقبال عليه، والدليل أن عدد البسطات قلّ إلى النصف. كما أن السوق يعتمد على بيع الأسماك المستوردة، وقد ضاعت ملامحه ولم تبقَ من ذكراه إلا زفرته التي تزعج رواد المباركية، ولذا فإن إزالته واجبة».
وقال المهنا «إذا كانت هناك موانع من نقل السوق، فلماذا لا تتم معالجة الروائح الكريهة، من خلال تركيب مكائن شفط عالية الجودة لتنقية الهواء، مع تطوير البنية التحتية وتحسين الصرف الصحي؟».
بدوره، قال المواطن أحمد الأنصاري إن «عمليات الغسل اليومية داخل السوق تؤدي إلى تدفق المياه في الممرات، ما يحوّلها إلى بركٍ صغيرة تتسبب بالانزلاق وتراكم الأوساخ، في مشهد لا يليق بمنطقة تُعد إحدى أهم الوجهات التراثية في البلاد»، لافتاً إلى أن «هناك مفارقة عجيبة في المكان حيث يوجد سوق تراثي تُفسده روائح غير مناسبة ومزعجة لرواده».
خسائر للجيران
وفي سياق متصل، رأى البائع في أحد المحلات المجاورة يوسف ظاهر علي، أن «الروائح تطفش الزبائن، فالزبون عندما يصل الى محلي المقابل لسوق السمك، ويشم رائحة الزفر لا يتحملها، ويغادر بسرعة، مما سبّب خسائر كبيرة لنا ولأصحاب المحلات المجاورة، وحتى أنا أعاني من جيوب أنفية لاستنشاق الرائحة طوال اليوم، وتزيد في فصل الصيف».
من جهتها، ذكرت المواطنة «أم علي» أن «وجود السوق إلى جانب محلات العطور والملابس تسبب بخلط الروائح في المكان، ما يعد ظلماً للتجار وللمستهلكين، فمن الزبون الذي يشتري السمك، ثم يتجوّل حاملاً أكياسه وسط المحلات؟».
أما المواطن أحمد العازمي، فقال إن «متعتي في زيارة المباركية باتت تتلاشى بمجرد شم رائحة الزفر. ولا بد من إيجاد بديل مناسب عوضاً عن بقاء السوق في قلب المباركية».
كمال: تحويل البسطات إلى «مسمكات»
- «الحاجة لوجود السوق انتفت حالياً»
أكد رئيس لجنة محافظة العاصمة في المجلس البلدي الدكتور حسن كمال، أن «وجود سوق السمك كان يشكّل في الماضي ظاهرة جميلة وذات فائدة كبيرة، حيث كان السوق يجمع بين محلات بيع السمك واللحوم والخضار والمواد الغذائية في المباركية، ولعدم وجود أسواق متخصصة، مثل الوقت الحالي، ولذا كانت الحاجة ماسة في الماضي».
وأوضح كمال أنه «مع التوسع العمراني، وافتتاح أسواق متخصصة، مثل سوق الخضار، وسوق السمك في منطقتي الشرق والفحيحيل، بالإضافة إلى الأسواق المنتشرة في مختلف المحافظات، أصبح الاعتماد على سوق السمك في المباركية أقل مما كان عليه سابقاً».
وأضاف إن «وجود سوق السمك في موقعه الحالي يتسبّب في انبعاث الروائح، خصوصاً في فصل الصيف، نتيجة ضعف أنظمة التهوية، مما يزعج المارة ورواد السوق من المواطنين والمقيمين والزوار. كما أن تأثير المياه المالحة على الخرسانة يستدعي تجديداً وصيانة مستمرة، ما يجعله أمراً مكلفاً».
وبناءً على ذلك، يرى الدكتور كمال «أنه يمكن إلغاء نظام البسطات في سوق السمك بالمباركية، واستبدالها بمحلات (مسمكات) مغلقة لبيع الأسماك، بحيث يكون نظام التهوية أفضل، والروائح أقل، ومستوى النظافة أعلى، بما يلبي حاجة رواد سوق المباركية بطريقة أكثر تنظيماً وجودة».
«الصيادين»: نقل السوق... ضرورة
- للحفاظ على جمالية المنطقة وسمعتها كإرث تاريخي
أكد رئيس اتحاد الصيادين عبدالله السرهيد أن «المطالبة بإزالة سوق السمك مستحقة، في ظل التطور الحضاري الذي يشهده سوق المباركية وارتفاع أعداد السياح الذين يقصدونه سنوياً».
وأشار السرهيد لـ«الراي» إلى أن «السوق الحالي يباع فيه السمك المستورد فقط، ولا تُجرى فيه أي مزادات، بينما سوق شرق يوفر كل الأصناف وبمستوى خدمات أفضل، ما يجعل عملية النقل ضرورة للحفاظ على جمالية المباركية وسمعتها كإرث تاريخي».
وأضاف أن «منطقة الري تضم سوقاً مخصصاً ومتكامل الخدمات، يمكن أن يُشكّل موقعاً مناسباً لنقل نشاط بيع السمك، أو اختيار أي موقع آخر بعيد عن المنطقة التراثية». وأكد أن «أهمية سوق السمك في المباركية تراجعت بشكل كبير مع وجود الأسواق المركزية الحديثة المزوّدة بأنظمة تبريد وتصريف وتهوية متطورة»، مشيراً إلى أن عشرات البسطات داخل السوق باتت اليوم خالية وغير مستغلة بسبب ضعف الإقبال.
إقرأ المزيد


