محمد بوعركي: الأمن السيبراني «أمن قومي» والكوادر المؤهلة خط الدفاع الأول بمواجهة الهجمات
جريدة الراي -


- لا قوة سيبرانية بلا تعليم نوعي وانضباط مهني
- الكويت تتقدّم في بناء قدرة دفاعية رقمية متقدمة
- حسين النكاس: حماية البيانات باتت قضية وطنية لا تقنية فقط

أكد الرئيس السابق للمركز الوطني للأمن السيبراني اللواء الركن المتقاعد المهندس محمد بوعركي، أن الأمن السيبراني بات يمثل اليوم «أمناً قومياً» للدول، لا يُقاس بما تملكه من تقنيات متقدمة فحسب، بل بقدرتها على بناء جيل مؤهل يمتلك التعليم النوعي والانضباط المهني للتكيف مع التحوّلات الرقمية المتسارعة.

منذ دقيقة

منذ دقيقتين

وقال بوعركي، على هامش الملتقى الذي نظمه قسم الدبلوماسية العامة في السفارة الأميركية لدى البلاد، بعنوان «ملتقى الأمن السيبراني والإبداع» ضمن فعاليات أسبوع ريادة الأعمال العالمي، إن «العنصر البشري يشكّل الدرع الوقائية الأولى لمواجهة الهجمات السيبرانية، وهو الحلقة الأضعف إن لم تُخصّص له برامج تدريب ومناهج تعليمية متطورة».

وأوضح أن الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والأتمتة، أصبحت محركات رئيسية للتغيير الرقمي في العالم، مشيراً إلى أن «جاهزية الكوادر هي العامل الحاسم في توظيف التقنيات لخدمة الأهداف الوطنية والمؤسسية».

منهج تعليمي

ونوّه بوعركي بأهمية إدراج وزارة التربية لمناهج الأمن السيبراني ابتداءً من الصف السادس وحتى الثاني عشر، مؤكداً أن الجيل الحالي يمتلك قابلية سريعة للتعلم في ظل ولادته في عصر التكنولوجيا، ما يجعل الاستثمار في التعليم خياراً إستراتيجياً لا ترفاً.

وعن واقع الأمن السيبراني في البلاد، شدّد بوعركي على أن الدولة تسير في الاتجاه الصحيح عبر تأسيس هيئة مستقلة للأمن السيبراني، وتنفيذ حملات وطنية وفعاليات توعوية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، لكنه دعا إلى تكامل الجهود بين المؤسسات وتعزيز الحماية، بالتزامن مع مشروعات الحوسبة السحابية والشراكات التقنية الكبرى.

حماية البيانات

من جانبه، قال مستشار تقنية المعلومات والأمن السيبراني المهندس حسين النكاس، إن الأمن السيبراني أصبح أداة إستراتيجية لحماية اقتصادات الدول وبنيتها التحتية الحيوية، مؤكداً أن التحوّل الرقمي في الكويت وازدياد اعتماد المواطنين على التطبيقات الحكومية مثل «سهل» يضاعف مسؤوليات حماية البيانات من الاختراق.

وأوضح النكاس أن الأمن السيبراني يحتل موقعاً رئيسياً ضمن رؤية الكويت 2035 وبرنامج عمل الحكومة، مشيراً إلى جهود تطوير الكفاءات الوطنية عبر التدريب والشراكات الدولية مع شركات كبرى مثل «غوغل» و«مايكروسوفت».

وأشار إلى أن «الهجمات السيبرانية اليوم قد تكون جزءاً من الحروب الحديثة كما شهد العالم في الأزمة الروسية ـ الأوكرانية»، ما يفرض تعزيز الممارسات الدفاعية والجاهزية الوطنية.

وشهد الملتقى مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين والمبتكرين، وتناول أبرز اتجاهات الأمن السيبراني وتطبيقات الإبداع والابتكار الرقمي، إلى جانب جلسات حوارية وورش عمل لبناء القدرات وتبادل الخبرات.



إقرأ المزيد