• سفير بلجيكا: الكويت شريك حكيم في دعم الحوار والسلام الإقليمي والدولي

أسامة دياب

أكد سفير مملكة بلجيكا لدى البلاد كريستيان دومز عمق العلاقات التي تربط بلاده بالكويت منذ استقلالها، مشيرا إلى أنها علاقات تقوم على الثقة والتاريخ والمصالح المشتركة، وقال إن بلجيكا كانت من أولى الدول التي شاركت في التحالف الدولي لتحرير الكويت، حيث قامت البحرية البلجيكية بواحدة من أبرز عمليات نزع الألغام، إذ اكتشفت ودمرت 280 لغما قبل أن تغادر آخر سفنها الخليج في 14 يوليو 1991.

جاء ذلك في مجمل كلمة ألقاها خلال حفل استقبال أقامته السفارة بمناسبة يوم الملك بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير صادق معرفي ولفيف من السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين لدى البلاد والشخصيات العامة.

وأشاد بالدور الكويتي الإنساني والسياسي على الساحة الإقليمية والدولية، مبينا أن الكويت تمتلك قدرة هادئة ولكن حكيمة في دعم الحوار والسلام، مثمنا دعمها الثابت للشعوب المتضررة في فلسطين ولبنان وسورية والسودان، كما نوه بالمشاورات السياسية التي عقدها البلدان في بروكسل في يونيو 2025، والتي تناولت تطورات المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 925 مليون يورو، معتبرا أن هناك فرصا كبيرة لزيادة هذا الرقم، خصوصا في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والابتكار، والصناعات الدوائية والكيميائية، والطاقة المتجددة.

وأشار إلى أن شركات بلجيكية كبرى مثل «بيسيكس»، «جان دي نول» و«ديمي» تشارك في مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة، مؤكدا أن الكويت يمكن أن تستفيد من خبراتها التقنية العالية. ولفت إلى الحضور الاستثماري الكويتي القوي في بلجيكا من خلال شركة البترول العالمية الكويتية KPI - Q8، التي تدير أكثر من 500 محطة وقود، إضافة إلى دورها المحوري في قطاع البتروكيماويات في ميناء أنتويرب. وكشف السفير عن استمرار متابعة نتائج البعثة الاقتصادية التي نظمتها السفارة في أبريل 2025 بمشاركة 40 شركة بلجيكية، مؤكدا أن اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين ستستأنف خلال الأشهر المقبلة، بعد آخر اجتماع لها في بروكسل عام 2019. وأضاف أن بلجيكا شاركت مؤخرا في منتدى الأعمال والاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون اللذين استضافتهما الكويت، مقدما شكره الى السلطات الكويتية على التنظيم المتميز. وفي سياق تعزيز التواصل بين الشعبين، شدد دومز على أن غياب رحلة مباشرة بين بروكسل والكويت يشكل «عقبة حقيقية»، مؤكدا استمرار العمل على هذا الملف المهم الذي سيسهم في تحفيز التبادل التجاري والسياحي والاستثماري.

وعن المناسبة، عبر السفير عن سعادته بالاحتفال بيوم الملك البلجيكي، مشيرا إلى أن هذا اليوم الوطني الذي تحتفل به بلاده منذ عام 1866 يرتبط بتاريخ بلجيكا والملكية والدولة. وأوضح أنه أعاد جدولة الاحتفال هذا العام لأسباب تنظيمية، مشيرا إلى أن حضور مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير صادق معرفي ممثلا لوزير الخارجية يؤكد دفء العلاقات الثنائية.

وتطرق دومز إلى الجوانب الثقافية التي تميز بلجيكا، من إرثها المعماري، ومنها تصميم مسجد الشيخ ناصر الصباح في السالمية عام 1981 على يد المهندس البلجيكي هنري مونتوا، إلى أيقونات الثقافة الشعبية مثل «السنافر»، التي تم عرض جزء من مقتنيات خاصة بها خلال الاحتفال بالتعاون مع عيسى دشتي.