عادل الماجد: بنوك الكويت تتفوّق على نظيراتها العالمية... في العوائد
جريدة الراي -


- اتجاه الكويت نحو اقتصاد أكثر تنوّعاً وانفتاحاً يكرّس التزامها بالنمو المستدام
- التمويل الإسلامي قائم على قيم تتناغم مع تطلّعات المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والعدالة
- الصيرفة المفتوحة والأمن السيبراني وحوكمة البيانات مصادر إلهام يمكن تكييفها دون الإخلال بالهوية

أكد نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوبيان، عادل عبدالوهاب الماجد أن متانة رأس المال، ووفرة السيولة واستقرار السياسات النقدية والرقابية، تجعل الكويت بيئة آمنة وجاذبة للمستثمرين العالميين، لاسيما في ظل اتجاه الكويت السنوات الأخيرة نحو اقتصاد أكثر تنوعاً وانفتاحاً على المستثمرين، بما يكرّس التزامها بالنمو المستدام على المدى الطويل.

وأضاف الماجد: «يعزّز ما سبق، استقرار الكويت المالي وامتلاكها للثروة السيادية، فضلاً عن الإصلاحات الحكومية الأخيرة مثل إقرار قانون الدين العام وزيادة الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية بقطاعات الصحة والطاقة المتجددة والإسكان والتكنولوجيا، موضحاً أن هذه الخطوات تضع الأساس لشراكات طويلة المدى قائمة على المنفعة المتبادلة، كما أن البنوك الكويتية تتفوق على نظيراتها العالمية في العوائد، ما يعكس متانة الأسس التي تستند إليها ويعزز ثقة المستثمرين».

منذ 9 دقائق

منذ 10 دقائق

ريادة التمويل

جاء ذلك خلال مشاركة الماجد في واحدة من أهم الجلسات النقاشية، بعنوان «البنية التحتية المالية كمنصة: مرونة القطاع المصرفي الكويتي، وريادة التمويل الإسلامي، والابتكار في الخدمات المصرفية الرقمية»، التي أقيمت في جامعة جورج واشنطن، وبتنظيم من اتحاد مصارف الكويت، على هامش الاجتماعات السنوية لمجلسي محافظي صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي 2025 الأخيرة في العاصمة الأميركية، بحضور عدد كبير من محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية، وكبار مسؤولي السياسيات المالية وقادة العمل المصرفي على مستوى دول العالم.

وضم وفد «بوبيان»، إضافة إلى الماجد، مدير عام مجموعة الخدمات المصرفية للشركات، علي الأنصاري، والرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية الخاصة والشخصية والرقمية، عبدالله التويجري، ومدير عام وأمين سر مجلس الإدارة، أحمد الفهد، ومدير عام تمويل الشركات والتمويل الدولي، محمد الجاسر الغانم.

وحول التطورات الأخيرة في عالم الخدمات الرقمية المصرفية، قال الماجد إن الثقة والابتكار يشكلان معاً أساس التطور المصرفي الحديث، مؤكداً أن النجاح في هذا التطور يتحقق من خلال نهج متوازن يعطي الأولوية للامتثال لمتطلبات التنظيم مثل أمن البيانات، والمرونة السيبرانية، وحماية المستهلك، وفي الوقت ذاته يتيح المرونة لمواكبة احتياجات العملاء والتغيرات السوقية.

وتطرّق الماجد إلى تطور الأنظمة المالية والتكنولوجيا الرقمية في العقد الأخير محققة المزيد من الشمول المالي العابر للحدود قائلاً «الأنظمة المالية المستقبلية لن تقتصر على دور الوسيط بين رأس المال والمستفيد، بل ستتطور لتصبح منصات تفاعلية تربط بين رواد الأعمال والمستثمرين والعملاء».

وأضاف أن هذه المنظومات قادرة على تعزيز الشمول المالي من خلال توفير وصول أسهل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة إلى التمويل، كما أن الصيرفة المفتوحة «Open Banking» وواجهات برمجة البرمجية المفتوحة «APIs» يُمكن أن تتيح ابتكارات عابرة للحدود تعمل بسلاسة بين الأسواق.

ونوّه إلى أنه مع توسع الخدمات عبر المنصات الرقمية والمنتجات المصممة خصيصاً لاحتياجات الشرائح المختلفة، سيزداد مستوى القيمة والراحة المتاحة للجميع، لذا يمكن القول إن المستقبل إذا هو في منصات مالية مفتوحة يتدفق من خلالها رأس المال والأفكار والابتكار بحرية أكبر، بما يعزّز ريادة الأعمال والشمول والنمو المستدام.

التمويل الإسلامي

وحول تطور دور التمويل الإسلامي في دورة الاقتصاد العالمي، قال الماجد إن التمويل الإسلامي يمتلك حضوراً قوياً ومتنامياً في الأسواق العالمية من خلال مبادئه القائمة على الشفافية وتقاسم المخاطر والتمويل القائم على الأصول، وهي قيم تتناغم مع تطلعات المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والعدالة.

وتابع: «من أبرز الابتكارات الصكوك الخضراء التي تربط التمويل الإسلامي باتجاهات الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية حول العالم، كما أن الحوكمة الشرعية بما تحمله من انضباط ورقابة وثقة تمثل ما يبحث عنه المستثمر العالمي اليوم»، مؤكداً أن «الطلب على التمويل الإسلامي يشهد نمواً متسارعاً بالفعل، الأمر الذي يتطلب تطوير منتجات وحلول تتماشى مع المعايير العالمية مع الحفاظ على الخصوصية التي يميز بها التمويل الإسلامي نفسه».

واختتم الماجد مداخلاته في الحلقة، مؤكداً أن الممارسات العالمية في مجالات مثل الصيرفة المفتوحة، والأمن السيبراني، وحوكمة البيانات مصادر إلهام يمكن تكييفها في الكويت دون الإخلال بالهوية المحلية أو المبادئ الشرعية، كما تُظهر لنا الأسواق المتقدمة أهمية التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وكيف يمكن للشركات الناشئة في التكنولوجيا المالية أن تشارك في بناء منظومات ابتكار متكاملة.

وأكد «أن التحدي الحقيقي أمام المؤسسات المالية لا يتمثل في تكرار ما تحقق من نجاحات في الأسواق العالمية، بل في مواءمة تلك التجارب مع الأولويات الثقافية والاقتصادية والتنظيمية المحلية، وبما يضمن تطوير حلول مبتكرة تلبي تطلعات العملاء بكفاءة وفعالية».

فرصة للحكومات والمؤسسات المالية

تكتسب اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين أهميتها، من كونها تجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية ورؤساء البنوك وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم، لمناقشة أوضاع الاقتصاد العالمي وتبادل الرؤى حول أبرز التحديات والتوجهات المستقبلية، إلى جانب إتاحتها الفرصة للحكومات والمؤسسات المالية لبحث قضاياها الاقتصادية مباشرة مع الصندوق والبنك الدوليين.



إقرأ المزيد