«حوار كونا»: وكالات الأنباء تنقل الأخبار الموثوقة من مصادرها الرسمية
جريدة الأنباء الكويتية -
  • محمد المناعي: دعم الرسالة الإعلامية الوطنية الشاملة وتكريس قيم المسؤولية المهنية
  • وليد الجاسم: ضرورة أن تكون لوكالات الأنباء والتلفزيون الحكومي قدرة على الإقناع وتسويق رؤية الدولة
  • سعد العلي: وكالة «كونا» تسعى جاهدة إلى صناعة الخبر.. فعلينا التعامل مع منتسبيها على أنهم إعلاميون
  • بدر الدعي: جميع مقدمي البرامج من الشباب الكويتي ما يعكس الهوية الوطنية في الإعلام
  • فريد أيار: الصحافة تحتاج إلى مهارات أخرى مثل التصوير والمونتاج لمواكبة المنصات الرقمية
  • نبيل غيشان: التحدي المهني الأكبر هو التحدي الاقتصادي لأن الصحف الورقية افتقدت الإعلان
  • عبدالله بوحجي: الوكالات الرسمية تكتب الخبر بتجرد ومصداقية.. وتربينا على الإعلام الكويتي
  • رمضان الرواشدة: إعادة النظر في مناهج الكليات الإعلامية ليتم تدريس الذكاء الاصطناعي
  • يوسف السريع: إذاعة الكويت لعبت دوراً بارزاً خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956


فرحان الشمري

بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية والإعلام لعام 2025، وعلى مدى 3 ساعات تقريبا، سارت الندوة الحوارية بعنوان «حوار كونا» وفقا لنسق منظم ترجم الدور الكبير الذي تقوم به الوكالة، والتطور الذي شهده الإعلام الكويتي على مدى عقود، والرؤية المستقبلية للإعلام الكويتي 2030، وقسمت الندوة إلى 3 جلسات، وكان عنوان الجلسة الأولى «الإعلام الرسمي بين الماضي والحاضر»، والجلسة الثانية حملت عنوان «الصحافة والإعلام الجديد»، والجلسة الثالثة كانت عن «تكامل الأدوار الإعلامية».

احتفالية وطنية كبرى

واستهلت الندوة بكلمة المدير العام لـ «كونا» بالتكليف محمد المناعي، استهلها بالترحيب برؤساء التحرير ورؤساء المؤسسات الإعلامية المشاركين في الندوة.

وقال المناعي: «يغمرنا الفخر والاعتزاز ونحن نستقبل هذا الحشد الكريم، في لقاء فكري رفيع يأتي متزامنا مع احتفالية وطنية كبرى، تحتفي بها البلاد باختيار «دولة الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025».

وأكد أن هذا الاختيار تجسيد لمسيرة الكويت الرائدة التي رسخت على الدوام مفهوم الحرية المسؤولة، وفتحت آفاقا واسعة للإبداع الثقافي والإعلامي، وتأكيدا لما توليه قيادتنا الحكيمة من اهتمام بالغ وحرص كبير على تطوير منظومة الإعلام والثقافة في البلاد كركائز أساسية لبناء المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة وترسيخ مكانة البلاد إقليميا ودوليا.

وأوضح أن «هذا التجمع النوعي من نخب الفكر والرأي والإعلام والقائمين عليه يمثل فرصة ثمينة للتأمل معا في محطات المسيرة الإعلامية بين الماضي والحاضر، وتبادل الرؤى والأفكار العميقة بغية استشراف مستقبل إعلامنا الوطني في ظل التحولات المتسارعة التي تعيد تشكيل خريطة العمل الإعلامي عالميا».

وأضاف: إننا في وكالة «كونا» نؤمن إيمانا لا يتزعزع بالتكامل الاستراتيجي للأدوار الإعلامية، وإن مسؤوليتنا تتجاوز المهام التقليدية المتمثلة في نقل الخبر، إلى دعم الرسالة الإعلامية الوطنية الشاملة، وتكريس قيم المسؤولية المهنية.

وشكر المناعي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، والقائمين على وزارة الإعلام على جهودهم في تسهيل تنظيم هذه الفعالية.

الجلسة الأولى: الإعلام الرسمي بين الماضي والحاضر

انطلقت أولى الجلسات حول دور وكالة «كونا» في دعم الإعلام المحلي، وذاكرة إذاعة الكويت من التأسيس إلى العصر الرقمي وتطور التلفزيون الكويتي ودوره في نقل الصورة الوطنية، وأدارت الجلستين الأولى والثانية المذيعة في تلفزيون الكويت ورود حيات، وأسندت الجلسة الثالثة إلى المذيع وليد الدلح.

قدرة على الإقناع

وكان أول المتحدثين رئيس تحرير جريدة «الراي» وليد الجاسم، حيث قال إن وكالات الأنباء ومؤسسات الإعلام الحكومي تزخر بكفاءات عالية ومتى أتيحت لها الفرصة وتخلصت من التقييد الحكومي ستكون قادرة على الإبداع بشكل أكبر.

وأكد الجاسم أهمية أن تكون لوكالات الأنباء والتلفزيون الحكومي قيمة خلال أوقات الضرورة وقدرة على الإقناع وتسويق رؤية ومشاريع الدولة، مشددا على أن الإعلام الحكومي لن يستطيع تحقيق النجاح في إقناع الجمهور إلا عبر تحديد شريحته المستهدفة والتعامل معها ومعرفة طريقة تفكيرها ووسائل إقناعها والتأثير عليها.

ورأى أن «دور وكالة (كونا) في تزويد الإعلام الكويتي بالأخبار واضح ولا نقلل من شأنه لكن نتمنى لوكالات الأنباء دورا أكبر في سرعة الرد على الشائعات، لاسيما مع ما يصاحب عالم مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة من انتشار واسع للأخبار المغلوطة كما أنه من الضروري التعامل مع الأخبار الجيدة والرسمية بطريقة مختلفة ومؤثرة».

مصدر المعلومة

من جانبه، قال نائب المدير العام لقطاع التحرير السابق في «كونا» سعد العلي خلال مشاركته في الجلسة النقاشية الأولى إن علاقة وكالات الأنباء بالصحافة ليست قائمة على المنافسة، فكلاهما مصدر للمعلومة بينما المنافسة تكون بين الصحيفة ونظرائها من الصحف، لافتا إلى اعتماد وكالات الأنباء عموما و«كونا» بشكل خاص في نطاق العمل على شبكة من المرسلين المنتشرين في مختلف البلدان.

وأضاف العلي ان «الجهات تتعامل مع «كونا» على أنها متلقٍ للخبر فقط، بينما الوكالة تسعى جاهدة لصناعة الخبر»، مؤكدا في الوقت ذاته على وجوب التعامل مع العاملين في وكالات الأنباء على أنهم إعلاميون وليسوا موظفين وتوفير الأمن الوظيفي العالي لهم وتهيئة البيئة الملائمة للإبداع.

ورأى ان «اعتماد الصحافة الكويتية على وكالة (كونا) في الأخبار الخارجية خلال ثمانينيات القرن الماضي كان أكبر من الفترات اللاحقة وذلك لدور الكويت الرائد على مستوى القضايا العربية، حيث تحولت بعدها سياسة الدولة إلى التركيز على قضاياها المتعلقة بالأمن والأسرى وقرارات مجلس الأمن».

الهوية الوطنية الإعلامية

بدوره، قال مدير إدارة البرامج الثقافية والدينية بتلفزيون الكويت بدر الدعي خلال مشاركته في الجلسة النقاشية الأولى إن تلفزيون الكويت ومنذ انطلاقه في 15 نوفمبر 1961 مر بمراحل تطور مختلفة وهي ساعات البث المحدودة، ثم البث بالألوان في عام 1974 تلاها التوسع في القنوات ليصل عددها حاليا إلى ثماني قنوات تعمل جاهدة على نقل الصورة الوطنية.

وأوضح الدعي أن جميع مقدمي البرامج في الوقت الحالي من الكوادر الكويتية بعدما كان التلفزيون يستعين في بداياته بعدد من الكفاءات العربية، مبينا أن «الشباب الكويتي اليوم يعكس الهوية الوطنية في برامجه وإطلالاته الإعلامية».

وذكر أن الفنان المصري الراحل عبدالحليم حافظ قدم خلال زيارته للكويت أغنية (يا هلي) بالزي الكويتي ما جسد ارتباط الفن بالهوية الوطنية ودور التلفزيون في نقل الصورة الوطنية، لافتا إلى مواصلة التلفزيون دوره الثقافي والفني، لاسيما عقب اختيار الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025 من خلال فعاليات متنوعة منها العرض المسرحي (محيط الأرض) الذي تناول سيرة الفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري، وفعالية (يوم البحار)، ومعرض الصور القديمة الذي جسد ملامح التراث الكويتي.

إذاعة الكويت

من جهته، قال مدير إدارة البرنامج الثاني والمحطات المحلية في إذاعة الكويت د.يوسف السريع خلال مشاركته في الجلسة النقاشية الأولى إن إذاعة الكويت ومنذ انطلاقها رسميا في 12 ديسمبر 1951 بعد محاولات محلية سابقة مثل إذاعة (شيرين) التي أسسها مراد يوسف بهبهباني عام 1948 وإذاعة (دسمان) عام 1938، كان البث في بداياته فيها لا يتجاوز ساعتين يوميا، وكان الكويتيون يتابعون حينها بث إذاعات خارجية مثل الشرق الأدنى والزهراء من بغداد وإذاعة مصر.

واستذكر الدور البارز الذي لعبته الإذاعة خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إذ شهدت تلك الفترة انضمام خبرات عربية كبيرة إلى إذاعة دولة الكويت من إذاعة الشرق الأدنى من بينهم مصطفى بوغربية وتوفيق الغصين وأحمد سالم وأحمد عبدالعال ومحمد الصوان.

وبين أن هذه المرحلة شكلت نقلة نوعية في الأداء البرامجي والإنتاج الفني، حيث بدأت الإذاعة في عام 1958 تسجيل الأغاني والأعمال الغنائية ضمن ما وصفه بـ «القوة الناعمة» التي أسهمت اليوم بامتلاك الإذاعة الكويتية لأرشيف ضخم يعد من أغنى وأندر المكتبات السمعية في المنطقة.

الجلسة الثانية: الصحافة والإعلام الجديد

وكانت محاور الجلسة الثانية عن الصحافة الورقية في ظل التحولات الرقمية، والإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل كمنصات إخبارية، والتحديات المهنية والأخلاقية أمام الإعلاميين في العصر الرقمي.

الصحافة الورقية

وقال الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية «فانا» د.فريد أيار «طربت عن الحديث عن «كونا» لأنني عملت فيها منذ انطلاقتها في العام 1976، أما بخصوص الصحافة الورقية فهي إلى طريقها إلى الانتهاء وربما انتهت خصوصا مع تراجع الإعلان وسيطرة التحول الرقمي وظهور القراء الجدد، وأصبحت الصحافة تحتاج إلى مهارات أخرى مثل التصوير والمونتاج لمواكبة المنصات الرقمية، لافتا إلى أن الخبر كان مراقبا ولكنه الآن بلا رقابة، إذ ينشر فورا.

الكويت مؤثرة ثقافياً

وبدوره، قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية «بترا» نبيل غيشان إن الكويت بلد صغير جغرافيا ومؤثر ثقافيا ولا ننسى مجلة العربي الكويت كانت وما زالت منارة ثقافية، مبينا أن هناك تشابها بين الصحافة الكويتية والأردنية ومن عادوا إلى عمان وعملوا في الكويت نقلوا لنا تجارب جديدة.

وأكد أن الإعلام أصبح السلطة الأولى وذا سطوة وقوته هائلة، لأننا وصلنا إلى تحديات لم تكن موجودة مثل الذكاء الاصطناعي وغيره، وفي السابق كانت وكالات الأنباء يتابعها مختصون، أما من خلال المنصات يتابع الوكالات مئات الآلاف.

وتساءل: «هل من الممكن ضبط الإعلام الجديد بشكله الجديد!، والآن أصبح أشخاص ربما غير متعلمين مؤثرين وذلك بفضل الميديا، وما جرى في الربيع العربي صراع بين الإعلام القديم والإعلام الحديث، واليوم هناك تحديات مهنية وتحديات أخلاقية، وما غير نظرة الغرب عن مظلومية الفلسطينيين في أحداث غزة هو بسبب السوشيال ميديا وما حققته في حرب غزة أفضل مما قدمته البندقية».

وأكد أن «الصحافي الذي يبحث عن السبق الصحافي مكبل ولا يستطيع منافسة من يستخدم المنصات وأقصد المؤثرين الذين ينشرون ما يحلو لهم والإعلام لم يعد مثلما درسناه في الثمانينيات، التحدي المهني الأكبر هو التحدي الاقتصادي لأن الصحف الورقية افتقدت الإعلان، ومن يستخدم الإعلام الرقمي بات أسرع في إيصال الخبر، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي كارثة إن لم يتم ضبطه، وعلى الإنسان أن يظل مهيمنا على الآلة، مطالبا بزيادة الوعي لدى الصحافي.

تعريف الإعلام الرسمي

إلى ذلك، قال مدير عام وكالة أنباء البحرين «بنا» عبدالله بوحجي: «نحن تربينا على الإعلام الكويتي، وهذه حقيقة وليست مجاملة»، موضحا أن الإشكالية في تعريف الإعلام الرسمي من سواه، لأن الوكالة الرسمية تكتب الخبر بتجرد ومصداقية، وهناك صراع في وكالات الأنباء هل تكون الناطق الرسمي للدولة أو تمارس الإعلام، نحن نكتب الخبر، لأن دورنا يقتصر على نقل الخبر الرسمي.

وذكر أن هناك تحديا مع الإعلام الرقمي، ونحن في وكالة الأنباء ننتظر مراجعة الخبر قبل بثه، أما الإعلام الخاص فلا مراجعة، وكثير من الأخبار اتضح أنها غير صحيحة، ونحن الآن أصبحنا نتعامل مع المنصات ولدينا منصة لنقل الخبر واجبرنا على ذلك حتى ننقل المعلومة الموثوقة.

تدريس الذكاء الاصطناعي

ومن جهته، قال الكاتب السياسي والروائي مدير عام وكالة الأنباء الأردنية السابق رمضان الرواشدة: «نحن تتلمذنا على ما يكتب في الصحافة الكويتية في الثمانينيات، والعواصم الثقافية، ونحن حاليا نعيش حالة المواطن العالمي، فأي حدث يتابعه العالم بأسره، مثلما حدث مع الطفل المغربي، والإعلام الورقي يواجه راهنا تحديا، خصوصا أن كل مواطن أصبح صحيفة متنقلة، ولكن بدون دقة بدون أخلاق، بدون ضوابط، والخبر وإن كان يجب أن يكون سريعا لكنه يجب أن يكون دقيقا، المواطن الصحافي أسهم في إضعاف الإعلام الورقي».

ورأى «أننا في الصحف الورقية نواجه المواقع الإلكترونية التي تنقل الخبر مباشرة ولم يعد هناك داع لانتظار الخبر المنشور في الصحف، والذكاء الاصطناعي يشكل تحديا آخر، لأنه يسجل بصمة الصوت ويغير في الكلام كيفما يشاء، داعيا الحكومات العربية إلى تدريس الذكاء الاصطناعي في المرحلة الابتدائية.

ودعا إلى تحول الصحافي إلى متعدد المهارات، وعلى كل صحيفة أن تكون لها منصات عدة، وتستخدم الصحف اليومية تجربة الاستقصاء الخبري، لأن الخبر تم نشره على المنصات، مطالبا بإعادة النظر في مناهج الكليات الإعلامية ويجب أن يتم تدريس الذكاء الاصطناعي حتى لا يسبقنا، ونحن أمة دوما نأتي متأخرين.

الجلسة الثالثة

«كونا» وكالة إعلامية رسمية مساندة وليست منافسة

  • وليد النصف: «كونا» غير منافسة للصحف اليومية ولديها قدرات اقتصادية يجب استثمارها
  • عدنان الراشد: الصحف الورقية سايرت التطور وأصبح لها موقع ووسائل تواصل وقرّاء
  • ناصر العتيبي: محررو «كونا» الأكثر مهنية ويجب استغلال طاقاتهم في التحقيقات الاستقصائية

ركزت الجلسة الثالثة على العلاقة بين «كونا»، والإذاعة، والتلفزيون والصحافة في نقل الحقيقة، ودور الصحافة الورقية في الإعلام الوطني وفي تعزيز الهوية الكويتية، ورؤية مستقبلية للإعلام الكويتي 2030.

الاستثمار في الإعلام الرقمي

وقال رئيس تحرير جريدة «القبس» وليد النصف: «نلاحظ منذ سنوات أن التوزيع في الصحف يقل والإعلان أيضا يقل والسؤال أين ذهبت الإعلانات؟، فمن الواضح أن الإعلان اتجه إلى الشارع، مؤكدا أن الاستثمار في الإعلام الرقمي هو الأهم حاليا، ولاحظنا أن مشاهدات المقابلات على المنصات بلغت مئات الملايين، مشددا على أن النزول إلى الشارع هو الأهم وخصوصا قصص الناس، مع الإبقاء على الصحف الورقية، ولكن نعطي الإعلام الإلكتروني أهمية أكثر، لأن الصحف الورقية تعيش أزمة، ولكن تأثيرها لا يزال قائما ولكن انتشار الإعلام الإلكتروني كبير جدا، ونحن في «القبس» اتجهنا مبكرا إلى ذلك وتحولنا من الصندوق الأسود إلى شاشا وهناك مشاريع أخرى.

ورأى «أن «كونا» مقيدة ومعذورة، وهي غير منافسة للصحف اليومية ولديها قدرات اقتصادية ولو ركزوا عليها لكانوا أكثر فائدة للصحف».

التحقيقات الاستقصائية

من جهته، قال رئيس تحرير جريدة «الجريدة» ناصر العتيبي: «نحن ننظر إلى الحقيقة على أنها الخبر الواقعي، وهو ما نسعى من أجله، و«كونا» إعلام رسمي وليس منافسا، وينتظر الخبر من الجهة الرسمية، علما أن محرري «كونا» هم الأكثر مهنية، ويجب استغلال هذه الطاقات من خلال التحقيقات الاستقصائية، موضحا أن نفي الخبر لا يعني أنه غير صحيح ربما لأن الجهة لا تريد نشره حاليا.

وأكد «أن الصحف و«كونا» تكملان بعضهما البعض، فـ «كونا» تغطي جميع الجهات الحكومية، ونحن ليس لدينا فريق لتغطية جميع الجهات، و«كونا» واجهت تحديات سياسية، وإذا أخطأوا فلن يعرفوا «منهو طقاقهم»، موضحا «نحن كصحافة مستقلة ليس دورنا الهوية الوطنية وإنما دور الدولة من خلال مناهج تعليمية، بالإضافة إلى وسائل إعلامية مثل التلفزيون و«كونا»».

الصحف الورقية مؤثرة

من جهته، قال رئيس جمعية الصحافيين عدنان خليفة الراشد: «ليست لنا سلطة على وسائل الإعلام كجمعية صحافيين، والصحف الورقية بدأت تساير التطور وأصبحت لها صحيفة وموقع ولها قراء، ودخلت خدمات وسائل التواصل الاجتماعي وأبدعوا فيها، ومن الخارج تؤخذ الأخبار مما تقدمه المؤسسات الصحافية الكويتية وأقصد الصحف اليومية لأنها مؤثرة، وفي الغالب المنصات تأخذ أخبارها من مواقع الصحف اليومية وهي لاتزال مسيطرة على الوضع في الجانب الفني».

وأكد «نحن لا نراقب المواقع ولكن نتابع، وإنما علاقتنا مع الصحف اليومية وعلاقة الجمعية والصحف وثيقة مع «كونا»، ومن 40 إلى 60% من الأخبار تؤخذ من «كونا» وكذلك الصور، والعاملون في «كونا» قدراتهم أكبر من الخبر المحلي، وهناك محررون في «كونا» تعرفنا عليهم من خلال الجولات الرسمية والمقابلات، وكلنا نثق في «كونا» وهي جهة مساندة وليست منافسة، ونحن نعتمد على «كونا» في المقابلات والاجتماعات مع القيادة السياسية».

وأوضح الراشد «أن المسؤولية المهنية تقع على الصحيفة أو الجهة، ونحن إلى الآن ليست لدينا أدوات مساءلة للعاملين في الصحف، ونحن بانتظار قانون تنظيم الإعلام، وجلسنا مع وزير الإعلام، وبين أن قانون الإعلام الشامل خلال أيام وقبل انتهاء الشهر وسيعالج الكثير من الأمور، مطالبا الوزير ببحث ملف «كونا» بشكل فعال حتى تتمتع بالاستقرار لتحافظ على الكيان المهني والطاقات التي تمتلكها، وفي فترة الغزو العراقي اعتمدت الدولة على مكاتب «كونا» في الخارج وعلى بعض الصحف الكويتية التي صدرت في الخارج، وكنا ننقل عنها الخبر ونحن مطمئنون».

وقال: «كونا لديها رصد وأبحاث ودراسات وهي بحاجة إلى منحها الدور، ونحن في جمعية الصحافيين نحيي «كونا» لدورها الكبير في الإعلام الكويتي، مبينا أنه في الثلاثينيات المطبوعات العربية كانت تصل للكويت من البحرين».



إقرأ المزيد