أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أن الاتفاق الذي وقعته الهيئة الأممية مع طهران في القاهرة الأسبوع الماضي، يحدد خطوات عملية لاستمرار أعمال التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية.

وقال في افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الـ 69 للوكالة الذرية في فيينا، الذي يستمر حتى 19 سبتمبر، لمناقشة قضايا بينها الأمان النووي والإشعاع، إن جوهر عمل الوكالة يتمثل في التحقق من المواد النووية بما يعزز الثقة الدولية ويبدد المخاوف.

وحذّر غروسي، من أن «أي تقويض لهذه المهمة يضع الأمن والسلم الدوليين في خطر».

وشدد على أن «نظام عدم انتشار الأسلحة النووية رغم التحديات التي يواجهها يظل ركناً أساسياً للأمن والسلم الدوليين»، محذراً من «خطورة توسع النادي النووي إلى 20 أو 25 دولة في ظل الظروف الحالية».

إيران... نائب رئيس المؤتمر

وخلال أعمال المؤتمر، تم انتخاب إيران، إلى جانب دول الأرجنتين وفرنسا وساحل العاج ومنغوليا ونيوزيلندا وبولندا والولايات المتحدة، كنواب لرئيس المؤتمر، وذلك بدعم من مجموعة الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

من جانبه، أعرب ممثل الولايات المتحدة عن استيائه، معتبراً أن القرار «غير مناسب» كون طهران، لم تمتثل بشكل كامل لالتزاماتها المتعلقة بالضمانات في برنامجها النووي.

ورد السفير الايراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا رضا نجفي، قائلاً «اتُّخذ القرار بناءً على إجراءاتٍ معروفةٍ ومستقرة وعلى الجميع احترام اختيار المجموعات الإقليمية ورفض الاتهامات السياسية الأميركية»، مشدداً على أن «القرارات هنا (في الوكالة الذرية) تُتَّخذ بغالبية الأصوات، ولا يمكن لدولة واحدة منعها».

من جهته، طالب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي بوضع قانون يحظُر الهجوم العسكري على المنشآت النووية، خصوصاً بعد الهجمات الأميركية - الإسرائيلية على بلاده في يونيو الماضي.

وقال في تصريحات صحافية في فيينا، إنه «تم إعداد مقترح قانون ووضعه على جدول أعمال المؤتمر العام، یمنع الهجوم العسكري على المنشآت النوویة»، مضيفاً «حتى إذا لم یتم اعتماد هذا القرار، فإنه یظهر أن ميثاق الأمم المتحدة قد تضرر بالمعنى الحرفي للكلمة».

واعتبر أن استهداف المنشآت النووية في إيران خلال حرب الـ12 يوماً، خير «دليل على غياب الأداء المهني للوكالة الذرية»، مشيراً إلى أنها «لم تحدد موقفها من هذه الهجمات ولم تدنها وتصرفت بشكل محايد بل وطبقت معايير مزدوجة».

تفكيك برنامج إيران

أميركياً، قال وزير الطاقة كريس رايت، خلال المؤتمر العام السنوي، إنه يتعين تفكيك برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم بالكامل.

وأضاف «إذا لم يكن الأمر واضحاً بما فيه الكفاية، فسأعيد التأكيد على موقف الولايات المتحدة تجاه إيران. يجب تفكيك مسار إيران نحو الأسلحة النووية، بما في ذلك جميع قدرات التخصيب (الخاص باليورانيوم) وإعادة معالجة (البلوتونيوم) بالكامل».