رؤوس سهام وفؤوس حجرية... في الصبية
جريدة الراي -


- أشكناني: أقدم المواقع الأثرية في فيلكا يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد... وأول أثر عثر عليه عام 1937
- بقايا مستوطنات وأوان فخارية وعملات في كاظمة... من العصرين الأموي والعباسي

أفاد أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الآثار في جامعة الكويت الدكتور حسن أشكناني، بأن الآثار المكتشفة في الكويت تكشف عن حضارات متنوعة تواجدت أراضيها، مما يعكس أهمية الموقع الجغرافي للكويت باعتبارها نقطة اتصال بين الحضارات القديمة، كاشفاً عن وجود مدافن ركامية وأدوات حجرية في منطقة الصبية تعود إلى العصر الحجري الحديث، منها رؤوس سهام وفؤوس حجرية يرجع تاريخها إلى 5700 سنة قبل الميلاد.

وفي ندوة موسعة نظمتها اللجنة الثقافية والرياضية بجمعية الكشافة، حضرها جمع غفير من منتسبي الحركة الكشفية في البلاد، قال أشكناني إن «منطقة الصبية واحدة من أقدم المستوطنات في شبه الجزيرة، وتعتبر موقعاً أثرياً مهماً، إذ تم اكتشاف مستوطنة تعود إلى فترة العبيد (5700 قبل الميلاد) كما أظهرت التنقيبات في تل البهيتة في مدينة الكويت، بقايا منازل وأدوات فخارية تعود إلى فترة تأسيس مدينة الكويت في القرون الفائتة».

منذ 19 دقيقة

منذ 19 دقيقة

وأكد أن «الكويت واحدة من الدول الخليجية التي تمتلك إرثاً تاريخياً وحضارياً عريقاً يعود إلى آلاف السنين»، مستعرضاً رحلته في دراسة آثار الكويت، من خلال 3 مشاريع ضخمة، وهي توثيق آثار الكويت في الصحف والمجلات والمواد المرئية والوثائق الحكومية والأهلية، ونشر المواد الأرشيفية في مؤلفات وأبحاث علمية، والتعاون مع البعثات الأثرية التي تنقب في الكويت، وتحديداً في جزيرة فيلكا ومنطقة الصبية وكاظمة، وإجراء تحاليل مختبرية حديثة للآثار المكتشفة، بإشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والبعثات الأجنبية.

وأشار إلى أن «جزيرة فيلكا تعد من أبرز المواقع الأثرية في الكويت، يبلغ طولها 12 كيلومتراً، وعرضها 6 كيلومترات، وفيها تلال أثرية، ومياهها عذبة خصبة التربة، ولها موانئ طبيعية حسنة صالحة لحماية المراكب عند هبوب الرياح، ويعود أقدم المواقع الأثرية في الجزيرة إلى العصر البرونزي (الألف الثاني قبل الميلاد)».

وأوضح أن «الجزيرة كانت واقعة على الطرق البحرية التجارية، بين وادي الرافدين وبقية مناطق الخليج، لذلك فقد توافرت فيها جميع الأسباب لقيام حضارة غنية تعتمد على التبادل التجاري، وعلى الرسوم البحرية من السفن التي كانت تمر في موانئها البحرية».

وذكر أشكناني أنه «في عام 1958 قررت حكومة الكويت استدعاء البعثة الدنماركية للتنقيب في جزيرة فيلكا المعروفة لإجراء أول تنقيبات أثرية علمية في الكويت للكشف عن البقايا الأثرية، علماً بأن أول أثر عثر عليه في جزيرة فيلكا يعود إلى عام 1937، هو قطعة من الحجر عليه كتابة يونانية نصها (سوتيلس المواطن الأثيني، والجنود قدموا هذا إلى زوس سوتر المخلص، وإلى بوزيدون، وإلى آرتميس المخلصة). والبعثة المذكورة بادرت بالتنقيب في جزيرة فيلكا، لاكتشاف معالم مستعمرات من زمن الإسكندر الأكبر، منذ 1958 إلى 1963، ولكن سرعان ما تبين أن في الجزيرة تلالاً عديدة يعود بعضها إلى العصر البرونزي القديم».

وتطرق إلى «منطقة كاظمة التي كشفت عن بقايا مستوطنات، وأوان فخارية وعملات من العصرين الأموي والعباسي (القرن الثامن والتاسع الميلادي) مما يؤكد دورها كمحطة تجارية مهمة في تلك الفترة»، لافتاً إلى أنه «تم اكتشاف بقايا مبان وأسوار في مناطق متفرقة من الكويت، مثل منطقة الجهراء مما يعكس حياة المجتمعات القديمة وأنشطتها التجارية والزراعية».



إقرأ المزيد