نظمت الجمعية الكويتية للتراث «معرض ذكريات الحج» بالتعاون مع وزارة الإعلام، في متحف قرية يوم البحار، برعاية وحضور رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق الدكتور محمد إبراهيم الشيباني، وسبق افتتاح المعرض محاضرة عن الحج على الإبل قديماً، وعرض فيلم وثائقي صوّر في أوائل سبعينات القرن الماضي عن الحج، بعنوان «رحلة إلى عرفات».

وقال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل لـ«الراي» إن «الجمعية أقامت هذا المعرض، تزامناً مع موسم الحج، وبالتعاون مع وزارة الإعلام، حيث يسلط هذا المعرض الضوء على تاريخ الحج في الماضي، وخصوصاً عندما بدأ بقوافل على الإبل، وسلطنا الضوء على الصعوبات التي كانت تواجه الحجاج في ذلك الوقت، من قلة المياه ووعورة الطريق وقطاع الطرق، فكان الوصول للديار المقدسة صعباً نوعاً ما».

ولفت إلى أن «معرضنا يقع في قرية يوم البحار، وهي تعتبر من أهم المعالم التراثية في الكويت، وتقع في قلب مدينة الكويت القديمة، حيث تم افتتاحها في عام 1986، واحتضنت أصحاب الحرف اليدوية والأنشطة التراثية. فدور الجمعية بدعم من وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، إقامة الأنشطة التراثية في القرية للحفاظ على الروح التراثية للقرية واستعادة ريادتها لنعرف الجمهور بتراث دولتنا الحبيبة».

توثيق

من جهته، قال الباحث صالح المسباح «في عام 2000 بدأنا توثيق رحلات الحج على الإبل، مع المؤرخ عدنان الرومي والدكتور خالد الشطي، واستطعنا أن ننجز، ووصلنا إلى ما يقارب 36 حملة حج كويتية، ولكن استطعنا أن نوثق من عام 1780 من مكتبة دارة الملك عبدالعزيز نشر وثيقة بأن خرج من الكويت حج في عام 1780، وبعدها بدأت الحملات تترى بشكل نظامي».

وأضاف المسباح أن «آخر من خرج من الأشخاص للحج على الإبل، هو أحمد بزيع الياسين رحمه الله، عام 1946 على الإبل، حيث كان هو ورفقته 3 أشخاص، لم يخرج مع حملة بل خرج مع صديقيه، وبعد هذا الوقت دخلت السيارات. ومن أراد الخروج للحج يرفع البيرق (علم) على بيته، وهذا منذ 300 سنة أو أكثر، ويعرف الناس أن أحد أفراد هذا البيت ينوي الحج».

ولفت إلى أن «الحجاج بعد رمضان مباشرة يبدأون التسجيل في حملات الحج على الإبل، حتى يعرف صاحب الإبل كم العدد الذي سيحج معه، من النساء والرجال، لكي يخصص الهوادج للنساء، ولا تخرج امرأة واحدة في الهودج؛ لأنه شاق عليها وهي تحتاج إلى امرأة أخرى (ونيس) في الطريق لأن مدة الرحلة تصل لأكثر من شهرين».

وقف

بدوره، قال رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق الدكتور محمد إبراهيم الشيباني، إن «هناك إسهامات كبيرة للجمعية في التراث الكويتي، وكل مناسبة من مناسبات الكويت والاسلامية لها تواجد، وأنا أشكرهم لتغطية هذا الدور، وأنا منذ أربعين سنة موجود في مركزي، أدخله صباحاً، حيث أوقفنا هذا المبنى الذي فيه المركز، وهو موقع متميز ومكون من ثلاثة أدوار وسرداب، ولا يوجد فيه مكان حقيقة حيث يغص بالكتب والمخطوطات».

وأضاف الشيباني أن «الناس الآن بدأت ترغب في التعرف على التراث والمخطوطات بشكل عام، حيث اضطررنا للمشاركة في العديد من الندوات، فأصبح هناك اهتمام من الديوانيات للتعرف على هذا المجال، لاسيما المخطوطات الاسلامية. ونحن في مركز المخطوطات نقتني مخطوطات أصلية ومصورة، حيث وصل عدد المخطوطات المصورة إلى 430 ألف مخطوطة بمختلف العلوم العربية والإسلامية، والمركز ليس متخصصاً بالشأن المحلي، بل متخصص بالتاريخ والجغرافيا وكل ما يتعلق بهما».

مقتنيات ووثائق نادرة

ذكر فهد العبدالجليل أن «المعرض يتضمن عرض مقتنيات ووثائق نادرة، تسلط الضوء على هذه الحقبة المهمة من تاريخ الكويت، وبعدها انتقلنا للمرحلة الثانية للحج في السيارات والباصات، إلى أن وصلنا للفترة التي نحن فيها»، مبيناً أن «هذا المعرض متجدد تنظمه الجمعية كل 3 أشهر، ونتناول فيه موضوعاً، حيث تناولنا تاريخ التعليم ثم الصحة ثم البحري والبادية، ونحاول تناول جميع جوانب التراث الكويتي».

خط سير قوافل الحج على الإبل

تحدث الباحث صالح المسباح عن خط سير رحلة الحج على الإبل، فقال «تنطلق من الديرة إلى الصليبخات ثم إلى الجهراء، حيث يروون الإبل، ثم تنطلق إلى حفر الباطن، ومنها إلى بريدة أو عنيزة. وهذا يأخذ منهم مدة أسبوعين، ويستريحون هناك ويتفقدون إبل القافلة، ثم ينطلقون للمدينة المنورة، ويجلسون في المدينة أسبوعين، وإذا ظهر هلال ذي الحجة انتقلوا الى مكة المكرمة، وهذه الرحلة مدتها شهران. وفي طريق العوده، ينطلقون من مكة إلى بريدة بأسبوعين ثم إلى الكويت بأسبوعين، حيث يتركون بعض المؤونة لطريق العودة.

«يوم البحار»... ترسيخ التراث الكويتي

قال مدير إدارة الخدمات العامة في وزارة الإعلام ثامر الهيفي لـ«الراي» إنه «تم إنشاء قرية يوم البحار لترسيخ التراث الكويتي، وتعاوننا مع الجمعية الكويتية للتراث، وهم يشاركون معنا في معرض متجدد يتغير محتواه كل ثلاثةأشهر، ونحن في أيام الحج تم الاختيار بأن يكون المعرض عن الحج، وهذا دور يشكرون عليه لتثقيف الجمهور بالحج في الكويت قديماً».